تاريخ النشر: الأحد 17 ذو الحجة 1424 هـ - 8-2-2004 م التقييم: رقم الفتوى: 22549 163188 0 644 السؤال لا حياء في الدين في مسألة مختلف فيها أنا وإخواني في الله عن اللواط هل هو إتيان الدبر نفسه أو ماحوله أيضا من الفخذ وغيرها يعتبر لواطا أفيدونا جزاكم الله كل خير في إتيان هذاالموقع العظيم لما فيه من فوائد الدنيا والآخرة ؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فاللواط شرعاً هو: تغييب الحشفة في دبر الذكر، ذكره صاحب الفواكه الدواني وغيره. الشذوذ الجنسي .... الحكم والعلاج - فقه. والحشفة هي الآلة الحاسة في الذكر وبها الالتذاذ، وتكون في مقدمته. ومن تعريف اللواط يتبين لنا أن الملامسة للدبر من الخارج، أو ملامسة ما حوله، أو إيلاج جزء من الحشفة، أو إيلاجها في أنثى لا يعد لواطاً شرعاً، وهذا لا يعني أنه جائز، بل هو من المحرمات الداخلة في قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:7]. وفاعل اللواط بالمعنى الشرعي الذي ذكرناه يستحق القتل، لأدلة ذكرناها في الفتوى رقم: 1869.
أما ما سوى ذلك مما لا يعد لواطاً، مما ذكرناه سابقاً، فلا يحد فاعله حد اللواط، بل له أحكام أخرى ليس هذا موضع بسطها. ولمعرفة المزيد من أحكام اللواط راجع الفتوى رقم: 21843 والفتوى رقم: 4575. والله أعلم.
اهـ. وهذا كاف في فتح باب التوبة لمن وقع في هذه الفاحشة، وإن كلفه ذلك جهدا جهيدا، فسلعة الله غالية، وراجع الفتوى رقم: 16688. وأما تسمية هذه الفاحشة باللواط وتسمية فاعلها باللوطي، فهذه نسبة إلى قوم لوط لا لنبي الله لوط عليه السلام، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 4640. وقد بحث هذه المسألة العلامة بكر أبوزيد في كتابه (معجم المناهي اللفظية) وانتصر لصحة هذه التسمية، وكان مما قال: وقد أجمع على إطلاقها العلماء من غير خلاف يُعرف. فالفقهاء يعْقِدون أحكام اللواط، واللوطية، في مصنفاتهم الفقهية، والمفسرون في كتب التفسير، والمحدثون في شرح السنة، واللغويون في كتب اللغة... ما حكم اللواط في الاسلام. ولهذا فلا تلتفت إلى ما قاله بعض من كتب في قصص الأنبياء عليهم السلام من أهل عصرنا، فأنكر هذه اللفظة: اللواط.. اهـ. ومع ذلك فقد ختم بحثه بعد ذلك بقوله: وبعد تقييد ما تقدم تبين لي بعد استشارة واستخارة، أن جميع ما قيدته من استدلال استظهرته لا يخلو من حمية للعلماء الذين تتابعوا على ذلك، والحمية لنبي الله لوط عليه السلام وهو معصوم، أولى وأحرى، والله سبحانه وتعالى يقول: {هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ} [الرحمن:60] فكيف ننسب هذه الفعلة الشنعاء: ((الفاحشة)) إلى نبي الله: لوط عليه السلام، ولو باعتباره ناهياً، ولو كان لا يخطر ببال مسلم أدني إساءة إلى لوط عليه السلام؟ ولعل من آثار هذه النسبة أنّك لا تجد في الأعلام من اسمه لوط إلا على ندرة.