يقول حافظ حكمي رحمه الله: شرط قبـول السعي أن يجتمعا فيــه إصابة وإخلاص معاً لله رب العرش لا ســـواه موافق الشرع الذي ارتضاه وكل ما خــالف للوحيـين فإنه رد بغيــــر مين 3 ويقول ابن القيم رحمه الله: "العمل بغير إخلاص ولا اقتداء؛ كالمسافر يملأ جرابه رملاً، ينقله ولا ينفعه" 4 ، ولذلك فقد جاءت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة للتحذير من أي عمل فقد الإخلاص.
فكن لقلبِكَ محاسبًا، وعلى عملك رقيبًا، وابنِ سياجًا وسورًا منيعًا يحميك من ذلك الشرك الخفي، فإن باغتك وأفلت من السور فبادر إلى نزعه، وطهِّر قلبك وعملك من شوائب الرياء، واحرص على الدعاء الذي وصاك به نبيك: (اللهم إني أعوذ بك أن أُشرِكَ بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم). اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل. مرحباً بالضيف
- إنَّ اللهَ تعالى إذا كان يومُ القيامةِ ينزل إلى العبادِ ليقضيَ بينهم، وكلُّ أمةٍ جاثيةٌ، فأولُ من يدعو به رجلٌ جمع القرآنَ، ورجلٌ قُتِل في سبيلِ اللهِ، ورجلٌ كثيرُ المالِ، فيقول اللهُ للقارئِ: ألم أُعلِّمكَ ما أنزلتُ على رسولي ؟ قال: بلى يا ربِّ. قال: فماذا عملتَ فيما علمتَ ؟ قال: كنتُ أقومُ بهِ آناءَ الليلِ وآناءُ النهارِ، فيقول اللهُ لهُ: كذبتَ، وتقول الملائكةُ: كذبتَ، ويقول اللهُ له: بل أردتَ أن يقالَ: فلانٌ قارئٌ، فقد قيل ذلك. ويُؤتى بصاحبِ المالِ، فيقول اللهُ: ألم أُوسِّعْ عليك حتى لم أدْعكَ تحتاج إلى أحدٍ ؟ قال: بلى يا ربِّ. اول من تسعر بهم النار يوم القيامة اسلام ويب. قال: فماذا عملتَ فيما آتيتُك ؟ قال: كنتُ أصلُ الرحمَ وأتصدَّقُ، فيقول اللهُ لهُ: كذبتَ. وتقولُ الملائكةُ لهُ: كذبتَ، ويقول اللهُ بل أردتَ أن يقالَ: فلانٌ جوادٌ وقد قيل ذلك. ويُؤتى بالذي قُتل في سبيلِ اللهِ فيقول اللهُ له: فيماذا قُتلتَ ؟ فيقول: أمرتَ بالجهاد في سبيلِك فقاتلتُ حتى قُتلتُ. فيقول اللهُ له: كذبتَ، وتقول له الملائكةُ: كذبتَ، ويقول اللهُ: بل أردتَ أن يقال: فلانٌ جرئٌ، فقد قيل ذلك.