الحياء خُلُق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة، وهو رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان، وشعار الإسلام. الحياء خُلُق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة، وهو رأس مكارم الأخلاق ، وزينة الإيمان ، وشعار الإسلام. والحياء ينقسم إلى أقسام عدة، أهمها الحياء من الله جل وعلا، وفي توجيه نبوي كريم يحض على الحياء من الله جل وعلا، ويوصي بمراقبة الله في السر والعلن، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: « استحيوا من الله حق الحياء » قالوا: يا رسول الله، إنا نستحي والحمد لله، قال: « ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبِلَى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، فمن فعل ذلك استحيا من الله حق الحياء » (أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي). معنى الحديث (أن تحفظ الرأس وما وعى): أي تحفظ السمع والبصر واللسان، فلا تستعملها إلا فيما يحل. (والبطن وما حوى): أن لا تجمع فيه إلا الحلال ولا تأكل إلا الطيب، ويحتمل أن يراد بما حوى: الفرج والقلب والرِّجل. (ولتذكر الموت والبِلى) بكسر الباء من بليَ الشيء إذا صار خَلِقًا متفتتًا، يعني: تذكر صيرورتك في القبر عظامًا بالية.
ما ذكر في الحياء وما جاء فيه ( 1) حدثنا أبو بكر قال حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن سهيل عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وستون بابا أو بضع وسبعون بابا أعظمها لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان. ( 2) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يعظ أخاه في الحياء فقال: الحياء من الإيمان. ( 3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء شعبة من الإيمان. ( 4) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن علية عن يونس قال: ذكر عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: قال أشج بني عصر: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فيك لخلقين يحبهما الله ، قلت: ما هما ؟ قال: الحلم والحياء ، قال: قلت: أقديما كان في أم حديثا ؟ قال: بل قديما قال: قلت: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله. ( 5) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن خالد بن رباح عن أبي السوار عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء خير كله.
وقد وردت أحاديث كثيرة في هذا الشأن منها: ـــ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ (وَهُوَ الْبَدْرِيُّ) ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ) رواه البخاري. وللحديث تفسيران: أَحَدُهُمَا ظَاهِرٌ وَهُوَ المَشْهُورُ: أَيْ إِذَا لَمْ تَسْتَحِ مِنَ العَيْبِ وَلَمْ تَخْشَ العَارَ مِمَّا تَفْعَلُهُ فَافْعَلْ مَا تُحَدِّثُكَ بِهِ نَفْسُكَ مِنْ أَغْرَاضِهَا حَسَنًا كَان أَوْ قَبيحاً، وَلَفْظُهُ أَمْرٌ، وَمَعْنَاهُ تَوْبِيخٌ وَتَهَدِيدٌ، وَفِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ الذَّي يَرْدَعُ الإنْسَانَ عَنْ مُوَاقَعَةِ السُّوءِ هُوَ الحَيَاءُ، فَإِذَا انْخَلَعَ مِنْهُ كَانَ كَالمَأْمُور بِارْتِكَابِ كُلِّ ضَلالَةٍ، وَتَعَاطِي كُلِّ سَيِّئَةٍ. وَالثَّانِي أَنْ يُحْمَلَ الأَمْرُ عَلَى بَابِهِ، وَيَكُونُ المَعْنَى: إِذَا كُنْتَ في فِعْلِكَ آمِناً أَنْ تَسْتَحْيِيَ مِنْهُ لِجَرْيِكَ فِيهِ عَلَى سَنَنِ الصَّوَابِ، وَلَيْسَ مِنَ الأَفْعَالِ الَّتِي يُسْتَحْيَا مِنْهَا، فَاصْنَعْ مِنْهَا مَا شِئْتَ وعنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ( الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ) متفق عليه.
الحياء.. سكينة ووقار وضعف وانكسار بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وأل محمد الحياء.. سكينة ووقار وضعف وانكسار الحياء ظاهرة تعبر عن الخوف من الظهور بمظاهر النقص وهو انحصار النفس وانفعالها من ارتكاب المحرمات الشرعية والعقلية والعادية حذرا وخوفا من الذم واللوم. بالإضافة لذلك فالحياء خلق نبيل يحول بين من يتمتع به وبين فعل المحرمات واتيان المنكرات أو بتعبير آخر هو الامتناع عن كل ما يستقبحه العقل ولا يبقله الذوق السليم، وهي طبيعة فطرية تتكون في الإنسان منذ أن تتفتح مداركه على الدنيا، وقد تتنامى هذه الطبيعة أو تندر تبعا لبيئة الإنسان المحيطة به وبحسب جملة من العوامل الدينية والاجتماعية التي تؤثر عليها كالوسيلة التربوية المتبعة في الأسرة والمجتمع، درجة ثبات الوعي الديني والإيمان، والتكوين الفطري للشخصية، عند ذلك سيصبح هذا الحياء، حياء مكتسبا. والمعروف أن للحياء مراتب ودرجات، فهناك الحياء المذموم والحياء المحمود، فالحياء الذي لا يأتي على صاحبه إلا بالخير، ويبعد صاحبه عن فعل القبيح الذي يجلب عليه الخزي والمهانة، ويدعو صاحبه إلى العفة، هذا الحياء هو الحياء المحمود. أم الحياء المذموم فله عدة صور، منها: 1- الحياء في طلب الرزق.