فقام رجل من الصحابة يقال له: عكاشة بن محصن وطلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يدعو له بأن يكون من أولئك السبعين الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب، فدعا له، بل إنه أخبره كما في بعض الروايات بأنه منهم، فقام رجل آخر فطلب ما طلبه عكاشة فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: " سبقك بها عكاشة ". بعض فوائد الحديث: في حديث السبعين ألفاً هذا فوائد عديدة، وعبر وعظات جمة، منها ما يلي: 1- أن الله قد يطلع أنبياءه ورسله على بعض الأمور الغيبية، فقد عرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- الأمم مع أنبيائها، كما قال الله -تعالى-: { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا}الجن (26-27). 2- جبر قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- وتسليته بما قد يحصل له من تحسر وأذى، وذلك نتيجة إعراض الناس عنه وعن دعوته، وعدم استجابتهم له، قال -تعالى-: { إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} النحل(37).. وقال -تعالى-: { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} يوسف(103).
ليعلم الكل أن الجزاء لا يأتي إلا بعد عمل. 6- أدب النبوة في حسن الرد والتلطف فيه، فعندما قام الرجل الثاني وطلب مطلب عكاشة وسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأل الله أن يجعله منهم، لم يقل له عليه الصلاة والسلام لا أنت لا تستحق هذه المنزلة، ولست من أهلها، فيكون ذلك سببًا لإحباطه أو تثبيطه أو غير ذلك، ولكنه رده ردًا جميلاً لا يحمل في طياته أي إساءة أو تأنيب، وأغلق معها الباب أمام تكرار الطلب. سبقك بها عكاشة - موقع مقالات إسلام ويب. وقال في تلطف: « سبقك بها عكاشة ». 7- يحث الحديث الشريف على المسابقة والمسارعة في الخيرات بذكر لفظة "سبقك" والتي تعطى إيحاءً بأنهم في ميدان للسباق، فيجب الاجتهاد فيه والمسارعة. 8- يستحب إعلان أسماء المتميزين من الناس على الملأ حتى يكونوا قدوة لغيرهم، ومثالًا يحتذى لمن وراءهم، مثل إعلان الحاصلين على الجوائز وأوائل الطلبة وأوائل الدفعة في الجامعات وتقديمهم على غيرهم. 9- معرفة الفضل لأهل الفضل والسبق، فلا يستوي من اجتهد زمن البلاء بمن اجتهد زمن الرخاء، ولا من أنفق زمن العسرة بمن أنفق زمن اليسرة، وإن كان كلاهما مثاب مأجور. كما سبق في آيه سورة الحديد: { لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ}.
قالوا: ومن هو يا رسول الله؟ قال: "عكاشة بن محصن". فقال ضرار بن الأزور: ذاك رجل منا يا رسول الله. قال:"ليس منكم ولكنه منا" وقد تسمى بهذا الإسم أيضاً الشاعر عكاشة العمي. و قد كان شاعر فحل مخضرم عاصر العهدين العباسي والأموي. سبقك بها عكاشة سبقك بها عكاشة هي من الأمثال الشائعة التي تحمل اسم عكاشة ، وهو من كلام النبي. وتدور قصته عندما ذكر رسول الله الذين يدخلون الجنة بغير حساب، فقام إليه عكاشة بن محصن، فقال: ادعُ الله أنَّ يجعلني منهم. معنى اسم عكاشة وشخصيته - اسم عكاشة في الإسلام - سبقك بها عكاشة - الصحابي عكاشة - معلومة. فقال: نعم! فقام رجل آخر فقال مثل ذلك. فقال صلى الله عليه وسلم: سبقك بها عكاشة. شخصية اسم عكاشة هو إنسان جاد ومنظم جداً فهو يحب وضع كل شيء في مكانه الصحيح ويكره الفوضى وعدم النظام. شخصية عقلانية بكثرة فهو لا يحكم العواطف كثيراً ويفضل تكريس وقته للعمل مثل عماد يحب الأطفال ويعطف عليهم، فقلبه معلق بهم. صبور جداً وحليم لكن عندما يغضب يتحول تماماً الى شخص اخراً. الصحابي عكاشة عكاشة بن محصن الأسدي من صحابة رسول الله المعروفين، وهو ينسب الى بني غنم من أحلاف قريش. ويكنى بأبي محصن. وقد دخل في الإسلام قبل الهجرة، ويحكى انه في غزوة من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، اعطاه الرسول جريدة اي فرع من فروع النخلة، فاخذها منه عكاشهة وهزها واستخدمها كسيف للقتال طوال الغزوة.
وتشاور القوم فيهم وذلك في آخر يوم من رجب فقال القوم: والله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن منكم به، ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام، فتردد القوم وهابوا الإقدام عليهم، ثم شجعوا أنفسهم عليهم وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم. فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وأفلت نوفل بن عبد الله فأعجزهم. وأقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير وبالأسيرين حتى قدموا على رسول الله المدينة [13]. بعض مواقف عكاشة بن محصن مع الرسول: في البخاري حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ. فَذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ، قُلْتُ: مَا هَذَا أُمَّتِي هَذِهِ؟ قِيلَ: بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ.
إضاءات على الموقف يُعتبر هذا الحديث من أحاديث العقيدة العظام، وقد تناوله الشرّاح قديماً وحديثاً وأولوه اهتماماً خاصّاً، وقضيّة هذا الحديث حول تحقيق التوحيد وتخليصه من أية شوائب قد تُنافي كماله، وذلك من خلال إتمام التوكّل على الله سبحانه وتعالى والاعتماد عليه، مع بيان فضل من حقّق ذلك. ومدار الصفات التي ذكرها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- للناجين من الحساب والعذاب على قضيّة التوكّل، فترك طلب الرقيا من الناس دليلٌ على التعلّق الكامل بالله عزّ وجلّ، كذلك الأمر في ترك الاكتواء وترك التطيّر والتشاؤم. ومن دلالات الحديث: أن الحق لا يُعرف بعدد أتباعه، وأن كثرة الأتباع لا تُعدّ مقياساً صحيحاً على سلامة المنهج، فكم رأينا من الدعوات الهدّامة والأديان الأرضيّة الباطلة يتبعها ما لا يحصيه أحد، في حين أن من الأنبياء –كما هو نصّ الحديث- من يأتي ومعه الرجل والرجلان، ومنهم من ليس معه أحد على الإطلاق، ولذلك قالوا قديماً: " لا تعرف الحق بالرجال، ولكن اعرف الرجال بالحق". ويدل الحديث على فضيلة هذه الأمة من ناحيتين: ناحية عدد الأتباع، فهم الأكثرون يوم القيامة، وكذلك من ناحية الكيفيّة، فإن منهم سبعين ألفاً يدخلون الجنّة بغير سابقة حسابٍ أو عذاب.
باقات عطري لـ روحك., لاإ حرمني الله هذا التواجد الجميل.,..., / منذ / 04-08-2013, 12:58 PM # 6 ● كحيلان منذ / 04-08-2013, 12:59 PM # 7 ● الدكتور لاإ حرمني الله هذا التواجد الجميل.,..., /