( 6 موقع تبيان: "الناس على دين ملوكهم أم كيفما تكونوا يولى عليكم؟" آية عمرو) الصحابي سعد بن معاذ أسلم "سعد بن معاذ" رضي الله عنه بدعوة "مصعب بن عمير" قبل الهجرة بعام. وكان "سعد بن معاذ" رضي الله عنه سيد قومه ورئيسًا للأوس وزعيمًا لقبيلة بني عبد الأشهل، وقد كان "مصعب بن عمير" في المدينة داعيًا. فلما أتاه "سعد" ليمنعه من دعوة الناس، قال له "مصعب": "أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرنا قبلته، وإن لم ترضه كففنا عنك ما تكره"، فجلس سعد رضي الله عنه يستمع لمصعب حتى أسلم. فلما رآه قومه قالوا: نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به، فقال لهم سعد: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا وأفضلنا رأيًّا. قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام، حتى تؤمنوا بالله وبرسوله، فما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا ودخل في الإسلام. وقال سعد لبني عبد الأشهل: «كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا» فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام". ( 7 سيرة ابن هشام، ج1/ص435) الصحابي الطفيل بن عمرو الدوسي كان الطفيل سيدًا في قومه، خرج رضي الله عنه إلى مكة في موسم الحج وكانت قريش قد حذّرته من سماع النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاهد ألا يسمع النبي، صلى الله عليه وسلم، بعد ما سعه من أكاذيب قريش عن النبي وأن لكلامه سحرًا، ولكن يأبى الله إلا أن يُسمعه صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عند الكعبة يقول رضى الله عنه: «فقلت في نفسي: والله إن هذا لَلعجز، والله إني امرؤ ثبْت ما يخفى علي من الأمور حسنها ولا قبيحها؛ والله لأستمعن منه فإن كان أمره رشداً أخذت منه وإن كان غير ذلك اجتنبته».
زمن القراءة ~ 5 دقيقة يهرب الكثير من العلماء والدعاة والوعاظ من واجهة الباطل فيعودون باللوم الى النفس والى الشعوب؛ لا للتغيير بل للهروب؛ بينما تأثير الحكام بالغ التأثير على الناس والأجيال. مقدمة في زمن المستبد تُرغب السلطة الناس بما تعتقد وتؤمن: إذا غنى غنوا، وإذا جزع وبكى جزعوا وبكوا! تتردد عبارة "كيفما تكونوا يولى عليكم" بين الشعوب، خاصةً عند بعض الشعوب المنهزمة نفسيًا التي تجلد ذاتها نظرًا لفساد حكامها، بل وكثيرًا ما يرددها علماءٌ ودعاة كنصيحة للأمة للانشغال بإصلاح أنفسهم؛ وكأن الحل الفعّال والمؤثر لصلاح حكامهم هو صلاح شعوبهم. الناس على دين ملوكهم ذكر البخاري رحمه الله بأن "امرأة سألت أبا بكر، رضي الله عنه، قالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ قال: بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم. قالت: وما الأئمة؟ قال: أما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم؟ قالت: بلى. قال: فهم أولئك على الناس". ( 1 إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، ج6/ ص: 175) قال ابن حجر: "قوله «ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح»، أي دين الإسلام وما اشتمل عليه من العدل واجتماع الكلمة ونصر المظلوم ووضع كل شيء في محله.
والأمم الحَيّة هي التي تصنع مجدَها وتتجاوز محنها عندما تسلّم قيادتها إلى رجالات يحملون مشروعَ بناء دولة، وليسوا طامعين بحصّة من مغانم السلطة، ويجدون العملَ وفق رؤية وخطط تنموية حقيقية، وليست شعاراتية غير قابلة للتحقيق، ويتركون ثرثرة العجائز عن مؤامرات تحاك ضد حكمهم.
والبعض اعتبر مثلا أن الحرب الروسية على أوكرانيا وما رافقها من عقوبات غربية على موسكو سوف يدفع إلى اضمحلال الدور الأميركي عالميا. لكن ما لا يأخذه هؤلاء بعين الاعتبار هو أن جميع البدائل الأخرى عن التعامل مع الولايات المتحدة أو الدولار الأميركي هي بدائل سيئة من الناحية الاقتصادية وأيضا السياسية. كذلك، فإن التأثيرات التي تصيب الاقتصاد الأميركي تجد صداها مباشرة في الاقتصاد العالمي وهي تنعكس بصورة سلبية أشد على هذه الدول.. وأن أي حالة ركود أو أزمات اقتصادية في الولايات المتحدة، تجر معها الاقتصادات العالمية بما في ذلك الاقتصاد الصيني إلى أسفل. وبالتالي فإنه لا توجد مصلحة حقيقية لأية دولة في إلحاق الضرر بالاقتصاد الأميركي، لأنه لا توجد دولة أخرى قادرة على القيام بنفس الوظائف والأدوار التي تقوم بها الولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي. ما هي إذن أسباب هذه التمنيات؟ إنها أسباب تتعدد وتتنوع. فهناك تلك المتصلة بالنظرة السلبية التقليدية للسياسة الأميركية الخارجية، والتي تغذيها مشاعر الغضب مما يعتبره هؤلاء وقوفا أميركيا غير مشروع إما مع الأنظمة الحاكمة أو تجاهلا للقضايا العربية العادلة! وما يميز هذه النظرة هو طابعها الانتقامي.