قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم. فيعطى صحيفة حسناته. وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على الله. فهذا يدل على أن الله تعالى يستر عبده المؤمن المستتر بالمعصية في الدنيا، ثم يتم عليه ستره يوم القيامة. علمتني الحياة: لا يفضح الله العبد من المرة الأولى. قال ابن حجر في (فتح الباري): العصاة من المؤمنين في القيامة على قسمين: أحدهما: من معصيته بينه وبين ربه، فدل حديث ابن عمر على أن هذا القسم على قسمين: قسم: تكون معصيته مستورة في الدنيا، فهذا الذي يسترها الله عليه في القيامة، وهو بالمنطوق. وقسم: تكون معصيته مجاهرة، فدل مفهومه على أنه بخلاف ذلك. اهـ. وهذا وإن كان هو الأصل أو الغالب، إلا أن حكمة الله تعالى قد تقتضي في بعض الأحيان في حق بعض الناس أن يرفع الله عنه ستره، ويظهر عيبه أو ذنبه لبعض خلقه، إما تعجيلا للعقوبة، أو تنبيها وزجرا للمؤمن، أو عبرة لمن يعتبر، أو غير ذلك من الحكم التي لا نحيط بها علما، فيبقى المؤمن راجيا عفو الله وستره، خائفا من مكره وعقابه؛ قال تعالى: { أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99] وقال عز وجل: { وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر: 10].
السؤال: عملي أوقعني في أخطاء ومعاصي مع النساء ما دون الزنا، وكذبت مخافة الفضيحة، فهل يلزمني بعد توبتي الإخبار عن الحقيقة؟ الجواب: التوبة كافية؛ الإنسان يستتر بستر الله، مع التوبة، وعدم إفشاء ما وقع منه من المعاصي والسيئات، ومن تاب تاب الله عليه. يوسف الحسيني مشيدا بـ«الاختيار»: توثيق من أجل التاريخ والأجيال والعالم - أخبار مصر - الوطن. الواجب عليك التوبة إلى الله، والحذر من أسباب الشر، والحذر من وسائل الزنا، والحذر من كل ما حرم الله، وإذا ألَمّ العبد بشيء من المعاصي، فليتب إلى الله، وليستغفر الله، ولا يبدي صفحته، ولا ينشر سوأته، ولا يفضح نفسه [1]. صدر من سماحته بعد درس في المسجد الحرام في 26/12/1418هـ، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 22/417). فتاوى ذات صلة
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}.. [النساء: 116]. والحق هنا يتكلم عن إنسان لم تحدث له توبة عن الشرك فيؤمن؛ لأن الإيمان يَجُبُّ ما قبله أي يقطع ما كان قبله من الكفر والذنوب التي لا تتعلق بحقوق الآخرين كظلم العباد بعضهم بعضا. ومن عظمة الإيمان أن الإنسان حين يؤمن بالله وتخلص النية بهذا الإيمان، وبعد ذلك جاءه قدر الله بالموت، فقد يعطيه سبحانه نعيما يفوق من عاش مؤمنا لفترة طويلة قد يكون مرتكباً فيها لبعض السيئات فينال عقابها. مثال ذلك (مخيريق) فحينما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد قال مخيريق لليهود: ألا تنصرون محمداً والله إنكم لتعلمون أن نصرته حق عليكم فقالوا: اليوم يوم سبت فقال: لا سبت. وأخذ سيفه ومضى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتل حتى أثبتته الجراحة (أي لا يستطيع أن يقوم معها) فلما حضره الموت قال: أموالي إلى محمد يضعها حيث شاء. فلم يصل في حياته ركعة واحدة ومع ذلك نال مرتبة الشهيد، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مخيريق سائق يهود وسلمان سائق فارس وبلال سائق الحبشة".
ولكن لا ينبغي للمؤمن أن يغتر بعدم فضيحته ويستمر في الوقوع في الذنب ، ويستسهل المعاودة المرة بعد المرة فها هنا لا يكون ذلك ستر الله عليه نعمة منه سبحانه بل يكون استدراجاً وعقوبة له فليحذر المؤمن ولا يأمن مكر الله جل جلاله. فاللهم استرنا في الدنيا والآخرة واغفر لنا ما مضي وارزقنا الصلاح والفلاح فيما هو قادم واهدنا اللهم إلي صراطك المستقيم وصلى اللهم وسلم وبارك علي سيدنا محمد
وأشار "آل صلة" إلى أن رأس الجنبية أو الخنجر يسمى بـ"المقبض"، وهو ما يميز جودة الجنبية، ويُصنع من أنواع عدة؛ أهمها: "الزراف" وهو من أفضل الأنواع، والنوع الآخر يُصنع من قرون بعض الحيوان، وتُرصّع المقابض بقطع من الذهب أو الفضة مما يُكسِبها جمالاً خاصاً؛ أما الطوق وصدر الخنجر فيغطى بصفائح وأسلاك دقيقة وحلقات من الذهب أو الفضة بطريقة ومهارة عالية، أما "السلة" فلها أنواع؛ أبرزها ما يسمى بـ"المسمار الهندي- الحضرمي".
وأضاف أن سوق الجنابي يعد من أشهر الأسواق في المنطقة الجنوبية ويؤمه زبائن كثرا نظراً للتنوع الكبير في أصناف الجنابي المعروضة للبيع التي يتم جلبها من أماكن مختلفة من داخل وخارج المنطقة. لكن تجارة الجنابي لا تقف عند حدود، حيث يهرول جامعو التحف الأثرية وراء الأثمن منها والأكثر قيمة تاريخية. يذكر أن الشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشايف اشترى جنبية بمليون دولار أميركي، كأغلى جنبية في العالم، ويصل عمرها إلى ألف عام. ويتراوح عمر الجنبية التي تحمل رأس صيفاني (الزراف) بين 400 و1500 عام وترجع تسمية الصيفاني إلى شدة صفاء ورونق الرأس، ويميل لونه إلى الاصفرار المشوب بحمرة خفيفة، ويصنع من لب قرن وحيد القرن ويزداد رونق الرأس جمالاً. ويلي الزراف في القيمة نوع يعرف بالأسعدي، أما العاجي فيحتل المرتبة الثالثة ويصنع من سن الفيل ويستورد عادة من الهند وهو من الأنواع مرتفعة الثمن. أما "الكرك" فيصنع من قرون البقر وثمة رؤوس تصنع من البلاستيك أو الفيبر وأحياناً الخشب، وهي الأقل سعراً.
حَظِيَ ركن صقل الجنبية والخنجر النجراني بقرية نجران التراثية بالجنادرية، بحضور كثيف من قِبَل زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثلاثين. وأوضح رئيس وفد منطقة نجران محمد بن مهدي بن غشام، أهمية الجنبية النجرانية التي تُعَد من أهم الصناعات الحِرَفية التي تشتهر بها المنطقة؛ مشيراً إلى أن تواجد هذه الحرفة الأصيلة في مثل هذه المهرجانات الوطنية مطلب ضروري؛ نظراً لما تُمَثّله الجنبية النجرانية؛ كونها تُعَد رمزاً تاريخياً للمنطقة.