الأكل والشرب عمدًا: إن تعمد الأكل والشرب في نهار رمضان يفسد الصيام وذلك متفق عليه بين العلماء، باستثناء إذا كان ناسيًا، ودليل ذلك في السنة النبوية الشريفة، قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَن نَسِيَ وَهو صَائِمٌ، فأكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فإنَّما أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ". الحيض والنفاس: إن الحيض والنفاس مبطل للصيام، وذلك متفق عليه بين العلماء، حيث يجب على المرأة قضاء هذه الأيام، ودليل ذلك ما رواه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ). شاهد أيضًا: ما هي مفسدات الصوم من الأمور التي لا تفسد الصيام بينا سابقًا بعض الأمور التي تفسد الصيام، وفيما يأتي بيان البعض من الأحكام المتعلقة بعدم فساد الصيام: [2] القيء بلا تعمد: إن القيء بدون تعمد لا يفسد الصيام، باستثناء الذي تقيأ عمدًا بسبب أمراض صحية، فلا إثم عليه وليس عليه قضاء هذا اليوم.
تجنّبوا -رحمكم الله- تأخير الصلاة عن وقتها؛ فإن كثيرًا من الناس في هذه الأزمنة وللأسف الشديد ينامون عن صلاة الظهر وصلاة العصر، فيؤخرون صلاة الظهر حتى يخرج وقتها، ولا يؤدون صلاة العصر مع الجماعة، بل لا يؤدونها إلا آخر وقتها؛ وقت غروب الشمس، ولا شك أن ذلك كبيرة من كبائر الذنوب؛ تعمُّد تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، بل ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن من تعمد تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها لم تقبل منه الصلاة ولو قضاها؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "، أي: مردود عليه، وأداء الصلاة بعد خروج وقتها مع التعمد ليس عليه أمر النبي ولا هديه. أيها الأخ الصائم: إذا لم تحافظ على صلاتك في شهر الصوم، فمتى تحافظ عليها؟! إذا لم يدفعك صومك وشهرك المبارك إلى تعظيم حدود الله وأداء الصلاة في وقتها مع جماعة المسلمين فمتى تفعل ذلك. هذه الأمور المحرمة وغيرها من الأمور المحرمة وإن كانت محرمة في سائر شهور العام إلا أنها في رمضان أشد تحريمًا وأعظم إثمًا، وذلك لفضل الزمان وشرفه وحرمته. فاحرصوا -رحمكم الله- على حفظ جوارحكم، لا تطلقوا أبصاركم لمشاهدة الحرام ولا أذانكم لسماع الحرام ومن أعظم الحرام يا عباد الله مشاهدة وسماع ما فيه استهزاء بالدين واستهزاء بشعائر الإسلام أو سخرية من أهل الدين وحملته كما هو حال كثير من المسلسلات التي تبث في هذا الشهر الفضيل في التليفزيونات والقنوات الفضائية من قبل المنافقين أعداء الله وأعداء رسوله.
• السفر للصائم إذا دعت حاجة شرعية للسفر: فبعض الناس يؤخر السفر اعتقاداً منه عدم مشروعية الإفطار في السفر. [1] متفق عليه. [2] سنن ابن ماجة، كتاب الطلاق، باب: باب طلاق المكره والناسي (ح 2033- 2033)؛ وقال الشيخ الألباني في مشكاة المصابيح (ح 6284): (صحيح لطرقه). [3] سنن الترمذي، كتاب الصوم، باب: ما جاء فيمن استقاء عمداً (ح 653)؛ وسنن ابن ماجة، كتاب الصيام، باب: ما جاء في الصائم يقيء (ح 1666)؛ وقال الشيخ الألباني في صحيح الجامع (ح 6243): ( صحيح). [4] متفق عليه. [5] رواه البخاري. [6] رواه أصحاب السنن الأربعة؛ وصححه الشيخ الألباني في مشكاة المصابيح (ح405). [7] متفق عليه. [8] رواه البخاري. [9] رواه ابن أبي شيبة في مصنفه؛ وحسنه الشيخ الألباني في إرواء الغليل (ح 937). [10] رواه مالك في الموطأ وأحمد في مسنده؛ وصححه الشيخ الألباني في مشكاة المصابيح (ح 2011). [11] سنن أبي داود، كتاب الصوم، باب في الرجل يسمع النداء والإناء على يده (ح2003)، وقال الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود: حسن صحيح.
الخطبة الأولى: إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أئمة الهدى ومصابيح الدجى ومن تبعهم واكتفى وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين. أما بعد: فيا عباد الله! اتقوا الله -عز وجل- واجتهدوا رحمكم الله في تحقيق التقوى؛ فإنها وصية الله لعباده الأولين والآخرين، هي أعظم وصية، وأكرم وصية، وأنفع وصية للعبد في دنياه وآخراه، ما أوصاكم ربكم -عز وجل- بها إلا لعظيم نفعها وكبير أثرها وشدة حاجة العبد إليها.
تجنَّبوا ذلك لا تجعلوا من ليالي الشهر مجالاً لكسب مزيد من السيئات والآثام وإنقاص أجر صومكم. نسأل الله -عز وجل- أن يأخذ بنواصينا جميعًا إلى البر والتقوى، وأن يعيننا على طاعته وذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يوفقنا لاغتنام أيام شهرنا ولياليه إن رب سميع مجيب. هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبدالله؛ فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه فقال -عز من قائل-: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقال عليه الصلاة والسلام: "من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا"، اللهم صل وسلم وبارك...
الحمد لله معز من أطاعه واتقاه، ومذل من أضاع أمره وعصاه ، أحمده حمدا كثيرا طيبا مباركا كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله أصدق داع إلى الله، وأنصح خلق الله لعباد الله ، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واتبع هداه.
أحاديث الجهاد وقد بلغ ولع عقبة بالجهاد أنه وعى أحاديث الجهاد في صدره، واختُصَّ بروايتها إلى المسلمين، كما كان عقبة من رواة الحديث، وروى عنه من الصحابة: جابر، وابن عباس، وأبو أمامة، ومسلمة بن مخلد، وأما رواته من التابعين فكثيرون. ولما مرض عقبة مرض الموت جمع بنيه فأوصاهم فقال: يا بنيَّ؛ أنهاكم عن ثلاث فاحتفظوا بهن: لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من ثقة، ولا تستدينوا ولو لبستم العباء (كساء مفتوح من الأمام)، ولا تكتبوا شعرا فتشغلوا له قلوبكم عن القرآن.
أو ليثير الانتباه إلى أن العطف الذي قابلته به بلدته لم يجد له نظيرا في المدن التي قصدها بحثا عن نيل لقمة العيش وهو غض العود، أوالمدن الأخرى التي شدّ إليها الرحال للدراسة والكسب المعرفي كلما وجد إلى ذلك سبيلا ومعونة. ليت المقام يتّسع حتى يستوعب قصّة حياة الشيخ محمد إبراهيم بن سعيد الذي يتوارى خلفها تاريخ باذخ وثري. وهو لم يقدم إلى الحياة وفي فمه ملعقة من ذهب، كما يقولون. ومنذ عهد طفولته الأول، اكفهرت الحياة في وجهه بتكشيراتها المتوعدة، وأبرزت له أنيابها الحادة، وألقت به بين اليتم والفقر. فقد تجرع قساوة فقدان العطف الأبوي بعد أن فقد والده وهو في عمر الطراوة. وتذوّق كؤوس مرائر الحرمان ولدغات ووخزات أشواك المعاناة التي أدمت فؤاده قبل أن تجرح جلده وعضله. في المرحلة الأولى من عمره نازعته رغبتان اختلجتا في صدره وعقله، وصعب عليه التوفيق للجمع بينهما في آن واحد، وهما رغبة إعالة أسرته الصغيرة المؤلفة من والدته التي كانت بمثابة سنده الأول وأخته، ورغبة مواصلة تعليمه لإشباع نهم تعلقه بالدرس ومناهل المعرفة. من هو الصحابي الذي جمع القران. وكان كلما انغلقت أمامه سبيل إلا ونزل عليه فرج من السماء بفضل من الله ثم من أهل الخير والإحسان.