وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلوا الِّربَا أَضْعَافَاً مَضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفلِحُون). وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- (اجتنبوا السبع الموبقآت وذكر منها: … أكل الربا.. ) متفق عليه. وقال -صلى الله عليه وسلم- (لعن الله آكل الربآ وموكله) رواه مسلم والترمذي وزاد (وشآهديه وكاتبه) وإسناده صحيح. وقال -صلى الله عليه وسلم- (آكل الربا وموكله وكاتبه إذا علموا ذلك ملعونونَ على لسان محمد -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة). قال تعالى واحل الله البيع وحرم الربا. وقال -صلى الله عليه وسلم- (ما أكثر أحد من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة) رواه أحمد. قال ابن كثير: وهذا من باب المعاملة بنقيض المقصود.
وهذا أظهر معانيه. الثاني: أن يكون الله أحل البيع: إذا كان مما لم ينه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، المبين عن الله عز وجل معنى ما أراد. فيكون هذا من الجملة التي أحكم الله فرضها بكتابه، وبين كيف هي على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. وأحل الله البيع - GHANAIM. أو من العام الذي أراد به الخاص، فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أريد بإحلاله منه، وما حرم، أو يكون داخلاً فيهما. أو من العام الذي أباحه، إلا ما حرم على لسان نبيه منه، وما في معناه. وأي هذه المعاني كان، فقد ألزمه الله خلقه، بما فرض من طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيوع تراضى بها المتبايعان، استدللنا على أن الله أراد بما أحل من البيوع ما لم يدل على تحريمه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، دون ما حرم على لسانه. المسألة الخامسة: كل ما كان من حرام بيِّن، ففُسخ، فعلى المبتاع رد السلعة بعينها؛ فإن تلفت بيده، رد القيمة فيما له القيمة، وذلك كالعقار والعروض والحيوان، والمثل فيما له مثل من موزون، أو مكيل من طعام، أو عَرَض. المسألة السادسة: لو قال البائع: بعتك بعشرة، ثم رجع قبل أن يقبل المشتري، فقد قال مالك: ليس له أن يرجع حتى يسمع قبول المشتري، أو رده؛ لأنه قد بذل ذلك من نفسه، وأوجبه عليها، وقد قال ذلك له؛ لأن العقد لم يتم عليه.
ء وتكوَّن أول مجلس إدارة لها في اجتماع الجمعية العمومية بتاريخ 19 فبراير2006م الذي عيّن فيه العبيد فضل المولى علي مديراً عاماً للشركة من:ء ء(1) سعد عبدالعزيز الوزان كويتي- رئيساً. ء ء(2) د. علي فهد الزميع- كويتي- عضواً. ء ء(3) عمر علي فهد الزميع- كويتي- عضواً. ء ء(4) العبيد فضل المولى علي- سوداني- عضواً. ء ء(5) د. أحمد المجذوب أحمد- سوداني- عضواً. قال تعالى " وأحل الله البيع وحرم الربا " ونقول بعت الثوب بثمن قليل فما معنى البيع - موقع كل جديد. ء ء(6) الشريف أحمد عمر بدر- سوداني- عضواً. ء ء(7) المهندس عبدالوهاب محمد عثمان- سوداني- عضواً. ء وتم اعفاء د. أحمد المجذوب والمهندس عبدالوهاب محمد عثمان من مجلس الإدارة في اجتماع الجمعية العمومية بتاريخ 2/2/2007م وبقي مجلس الإدارة من الخمسة الباقين. ء وقدمت الشركة بتاريخ 9/3/2006م بطلب إلى المسجل التجاري لتغيير اسمها الى شركة (الرؤيا القابضة المحدودة) ووافق المسجل التجاري على ذلك، ثم عادت وألحقت طلبها بآخر بطلب الغاء إجراءات تعديل اسم الشركة إلى (الفيحاء) بتاريخ 14/3/2006م.
المسألة الرابعة: الألف واللام في قوله سبحانه { البيع} للجنس لا للعهد؛ إذ لم يتقدم بيع مذكور يُرجع إليه، وإذا ثبت أن البيع عام، فهو مخصص بما نُهِيَ عنه، ومنع العقد عليه، كالخمر، والميتة، وبيع الثمر قبل نضجه، وغير ذلك، مما هو ثابت في السنة وإجماع الأمة النهي عنه. ولا خلاف بين أهل العلم أن هذه الآية، وإن كان مخرجها مخرج العموم، فقد أُريد به الخصوص؛ لأنهم متفقون على حظر كثير من البيوع، نحو بيع ما لم يقبض، وبيع ما ليس عند الإنسان، وبيع الغرر والمجاهيل، وعقد البيع على المحرمات من الأشياء، وقد كان لفظ الآية يوجب جواز هذه البيوع، وإنما خُصت منها بأدلة، إلا أن تخصيصها غير مانع اعتبار عموم لفظ الآية فيما لم تقم الدلالة على تخصيصه. وهذا مذهب أكثر الفقهاء. وأحل الله البيع وحرم الربا. قال الشافعي: احتمل إحلال الله البيع، معنيين: أحدهما: أن يكون أحل كل بيع تبايعه المتبايعان، جائزي الأمر فيما تبايعاه عن تراض منهما. وهذا أظهر معانيه. الثاني: أن يكون الله أحل البيع: إذا كان مما لم ينه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، المبين عن الله عز وجل معنى ما أراد. فيكون هذا من الجملة التي أحكم الله فرضها بكتابه، وبين كيف هي على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.
البيع من المعاملات الأساسية في حياة البشر، وهو حاجة من حاجتهم التي لا تستقيم أمور حياتهم إلا بالتعامل به، وقد نص سبحانه في محكم كتابه على حلية هذا النوع من المعاملات، فقال جل شأنه: { وأحل الله البيع} (البقرة:175) وقفتنا تالياً مع ما تفيده هذه الآية من أحكام، نبسطها في المسائل التالية: المسألة الأولى: البيع مصدر باع يبيع، وهو من حيث الأصل اللغوي تمليك مال بمال بإيجاب وقبول عن تراض من طرفي العقد؛ أي: دَفْعُ عوضٍ، وأخذ مُعَوَّض. وهو يقتضي بائعاً، وهو المالك، ومبتاعاً، وهو الذي يبذل الثمن، ومبيعاً، وهو المثمون، وهو الذي يُبْذَل في مقابلته الثمن. وعلى هذا، فأركان البيع أربعة: البائع، والمبتاع، والثمن، والمثمن. اية واحل الله البيع وحرم الربا. المسألة الثانية: المعاوضة عند العرب تختلف بحسب اختلاف ما يضاف إليها؛ فإن كان أحد المعوضين في مقابلة الرقبة، سُمي بيعاً، وإن كان في مقابلة منفعة رقبة؛ فإن كانت منفعة بضع، سُمي نكاحاً، وإن كانت منفعة غيرها، سُمي إجارة، وإن كان عيناً بعين، فهو بيع النقد، وهو الصرف، وإن كان بدين مؤجل، فهو السَّلَم. المسألة الثالثة: البيع قبول من طرف، وإيجاب من الطرف الآخر، يقع باللفظ المستقبل والماضي؛ فالماضي فيه حقيقة، والمستقبل كناية، ويقع بالصريح، والكناية المفهوم منها نَقْلُ الملك.
الوقفة الرابعة: في دلالة الآية على سماحة الإسلام ويُسْرِهِ، وفضل الله على عباده ورحمته؛ قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره على هذه الآية: "﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ ﴾: أي: لِما فيه من عموم المصلحة وشدة الحاجة، وحصول الضرر بتحريمه". الوقفة الخامسة: في دلالة الآية على أن الحلال ما أحلَّه الله، والحرام ما حرَّمه الله تعالى، لا ما تُمليه أهواء البشر عليهم، فإن الله تعالى هو الذي أحل البيع وحرم الربا. قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره على هذه الآية: "﴿ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275]، ما قالوه من الاعتراض، مع علمهم بتفريق الله بين هذا وهذا حكمًا، وهو الحكيم العليم الذي لا معقب لحكمه، ولا يُسأل عما يفعل وهم يسألون، وهو العالم بحقائق الأمور ومصالحها، وما ينفع عباده فيبيحه لهم، وما يضرهم فينهاهم عنه، وهو أرحم بهم من الوالدة بولدها الطفل"؛ [تفسير القرآن العظيم (٧٠٩/١)]. الخاتمة: هذا، وليعلم العباد أن ما أباحه الله هو البيع الذي فيه المصلحة والخير للبشر، والذي حرمه الله إما لضرر على الإنسان نفسه، أو لضرر على الناس، أو لضرر على الاثنين، أو لمقصد شرعي يعلمه الله: ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: ٢١٦]؛ فيجب التسليم على كل حال للعليم الحكيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأمْثَالَ (٤٥) ﴾ يقول تعالى ذكره: وسكنتم في الدنيا في مساكن الذين كفروا بالله، فظلموا بذلك أنفسهم من الأمم التي كانت قبلكم ﴿وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ﴾ يقول: وعلمتم كيف أهلكناهم حين عتوا على ربهم وتمادوا في طغيانهم وكفرهم ﴿وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأمْثَالَ﴾ يقول: ومثَّلنا لكم فيما كنتم عليه من الشرك بالله مقيمين الأشباه، فلم تنيبوا ولم تتوبوا من كفركم، فالآن تسألون التأخير للتوبة حين نزل بكم ما قد نزل بكم من العذاب، إن ذلك غير كائن. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ﴿وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ يقول: سكن الناس في مساكن قوم نوح وعاد وثمود، وقرون بين ذلك كثيرة ممن هلك من الأمم، ﴿وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأمْثَالَ﴾ قد والله بعث رسله، وأنزل كتبه، ضرب لكم الأمثال، فلا يصم فيها إلا أصمّ، ولا يخيب فيها إلا الخائب، فاعقلوا عن الله أمره.
أما ما تعرض له المقربون منه فنقتصر على ذكر قصة ابنة أحد جنرالات موبوتو وهي في طريقها للهروب حيث تقول: \"يجب أن نخرج من هنا بأسرع ما يمكن… هذا الصباح فقط أهانني سائق سيارة أجرة زائيري، قال لي بأنه لا يريدني في سيارته\" اه، هذه البنية التي كانت تعيش في دلع ولم يكن الضباط الكبار يتجرؤون على نهرها واعتراض طريقها دارت الأيام دورتها وجاءت اللحظة التي تجرأ فيها عليها سائق سيارة أجرة!!!. ويل للظالمين من عقوبة الله إذا حلت بهم {وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال}. لكن الظالمين لا يتعظون من ذلك ولا يدركون وهم في أبهتهم أن \"دوام الحال من المحال\" وأنه \"إذا دامت لغيرك ما وصلت إليك\". فأين فرعون وقارون وهامان؟ وأين عاد وثمود وإخوان لوط وقوم تبع وأصحاب الأيكة؟ وأين الذين جاءوا من بعدهم مثل: الشاه وعبد الناصر والسادات وبومدين وتيتو وبوكاسا وسياد بري وبورقيبة وغيرهم وغيرهم؟ لقد أبادهم الله جميعاً بسبب تماديهم في غيهم وعدم اتعاظهم بغيرهم، حتى خيل إليهم بعد إحكام سيطرتهم وسطوتهم أن هذا الذي صنعوه مانعهم من عقاب الله وعذابه وسنته في الذين خلوا من قبلهم {وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا}.
تاريخ الإضافة: 18/1/2018 ميلادي - 2/5/1439 هجري الزيارات: 15575 تفسير: (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال) ♦ الآية: ﴿ وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: إبراهيم (45). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وسكنتم ﴾ في الدُّنيا ﴿ في مساكن الذين ظلموا أنفسهم ﴾ يعني: الأمم الكافرة ﴿ وتبيَّن لكم كيف فعلنا بهم ﴾ فلم تنزجروا ﴿ وضربنا لكم الأمثال ﴾ في القرآن فلم تعتبروا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَسَكَنْتُمْ ﴾، فِي الدُّنْيَا، ﴿ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ﴾، بِالْكَفْرِ وَالْعِصْيَانِ، يَعْنِي قَوْمَ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَغَيْرِهِمْ. ﴿ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ ﴾، أَيْ: عَرَفْتُمْ عُقُوبَتَنَا إِيَّاهُمْ، ﴿ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ ﴾، أَيْ: بَيَّنَّا مَثَلَكُمْ كَمَثَلِهِمْ. تفسير القرآن الكريم مرحباً بالضيف
يقول سيد قطب - رحمه الله -: \"… والطغاة البغاة تخدعهم قوتهم وسطوتهم وحيلتهم، فينسون إرادة الله وتقديرهº ويحسبون أنهم يختارون لأنفسهم ما يحبون، ويختارون لأعدائهم ما يشاءون، ويظنون أنهم على هذا وذاك قادرون\" اه [في ظلال القرآن: 5/2678]. لله ما أضعف عقول الطغاة وأضيقها رغم ما تخيله لهم أنفسهم أو حثالة المنافقين المحيطة بهم من أنهم في عزة وسؤدد، فلا يستطيعون أو لا يريدون وهم في هذا الجو أن يستعيدوا مسلسل الأحداث الذي يصور الطريقة البشعة والمهينة التي قضي فيها على الذين عبَّدوا لهم طريق الظلم والطغيان، وقد كانوا وهم في أيام العز!! ينظرون إلى غيرهم من البشر المضطهدين نظرة احتقار وازدراء وكانوا يطلبون منهم عبادتهم: \"ما علمت لكم من إله غيري\"، وأن يمتثلوا لجميع القرارات والفرامانات التي يصدرونها: {ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد}. وفوق ذلك يتصورون أن خططهم ومكرهم وعتادهم أقوى مما يتصوره العقل البشري: {وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال}، أي والله إن سياسات البطش والتعذيب التي يمارسها جلاوزتهم بأوامرهم ليشيب من هولها الولدان. إن سنة الله في الذين ظلموا أن يمهلهم ليأخذهم على حين غرة {حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون، فقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين}.