أعلمه الرماية كلَّ يومٍ.. ولمَّا اسْتَدَّ ساعده رماني. هذا البيت المشهور يضرب به المثل فيمَن ينكِر إِحسانَ مَن أَحسنَ إليهِ. مثل للتنكر من المعروف. وقائل هذه الأبيات في الغالب هو الشاعر (أوس بن مَعْن المُزَني) وهو شاعر مخضرم "683م". أعلمه الرماية كل يومٍ فلمّا | ملتقى المهندسين العرب. والأبيات تعبر عن حزنًا على ما فعله ناكر المعروف ، كان قد رباه وعلمه من أمور الدنيا ما يستطيع أن يشتد به صلبه ، فلما صار الفتى شابًا قويًا استقوى على معلمه ومربيه مما أحزنه وأحس أنه ضيع الوقت في معاملة هذا الناكر للمعروف فهجاه بهذه الأبيات: فَيَا عَجَبًا لمن رَبَّيْتُ طِفْلاً … ألقَّمُهُ بأطْراَفِ الْبَنَانِ أعلِّمهُ الرِّماَيَةَ كُلَّ يوَمٍ … فَلَمَّا اسْتَدَّ ساَعِدُهُ رَمَاني وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ الْقَوَافي … فَلَمَّا قَال قَافِيَةً هَجَاني أعلِّمهُ الْفُتُوَّةَ كُلَّ وَقْتٍ … فَلَمَّا طَرَّ شارِبُهُ جَفَاني
(4) ـــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ( تَاجُ العَروسِ: 8/177 ـ باب: الدَّال ـ مادَّة: س د د). (2) ( تَصحيحُ التَّصحيفِ وتَحريرُ التَّحريفِ ـ ص: 106). (3) انظُر: ( تاج العروس: 8/118 ـ باب: الدَّال ـ مادَّة: س د د). (4) ( تَصحيحُ التَّصحيفِ وتَحريرُ التَّحريفِ ـ ص: 106).
وبعد فترة من الزمن ليست بالقصيرة وافاه الاجل المحتوم ودفن بكرمان وتولى بعده ابنائه ولكن الامر وصل إلى التحاسد بينهم ودخول الغرباء فعاد الملك للفرس وتفرق الأبناء وحواشيهم في الامصار وزال ملكهم وبعضهم توجه إلى عمان والبعض امروا على ممالك صغيرة في نواحي فارس. معن بن أوس - فَيا عَجَباً لمن رَبَّيتُ طِفلاً .. أُلقَّـمُهُ... - حكم. قال الإمام «ومنهم الجلندي بن كركر أي من ذراريهم»، قال:«وقد ملك عُمان من ولده للصفاق وتسلسل من ذراريه ملوك» ، قلت: لم أدر متى كان ملك الصفاق ولكن لا يستغرب ذلك، فإن أخبار العرب في الجاهلية مشهورة الغموض بإجماع أهل العلم والأدب، وخصوصًا في عُمان فإن الأمية في العرب شهد بها القرآن، فلا يستغرب إذا ذهبت عنا أخبارهم، ولعله تملك في الآونة الأخيرة وهي الأيام التي زال فيها الملك عنهم إلى بني الجلندي، فإنه وقع بينهم خلاف وشقاق، وتلاشت الأمور ولكل شيء غاية ينتهي إليها. قال الإمام:«وجمهور بني سليمة بأرض فارس وكرمان أكثر منهم بعُمان، ولكنهم اندمجوا فيهم فلا يستطاع إخراجهم، والذين جاءوا عُمان من ذراري سليمة أقليتهم فتناسلوا فيها». انظر أيضًا [ عدل] جذيمة الأبرش مالك بن فهم ثعلبة بن مالك بن فهم أبو هريرة مراجع [ عدل]
Follow @hekams_app لا تنسى متابعة صفحتنا على تويتر
والحديث لا يريد هذا المعنى بل قصد المعنى المجازي الذي بيّناه. ولاحظ المثلين المشهورين في المثال الخامس (لكلّ جواد كبوة، ولكلّ صارم نبوة) يضربان لتصوير حال من يصدر منه الخطأ بالرغم منه في مجال غير معروف عنه الخطأ فيه، فهو كالجواد الأصيل الذي تعوّد الجري والسبق وربما أتى عليه يوم فتعثَّر، أو هو كالسيف القاطع ربما يأتي عليه يوم فينبو ويكلّ عن القطع. فكلُّ مثلٍ هو (استعارة تمثيلية). وذلك لاستعارة الصورة المركبة للمشبّه به ونقلها إلى المشبّه. والقرينة الحالية تمنعك من أنْ تظنَّ أنّ التعبير يعني حقيقةً أنّ الحصان كبا أو أنّ السيف نبا. وتدرك أنّه مثلٌ فقط للحال الذي تشاهده. * كتاب البلاغة الميسّرة، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية. اعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني. 1- سورة الحشر، الآية: 2. 2- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج110، ص 10.
واختتم حديثه: "وفي قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} قال ابن عباس: يريد البر بهما مع اللطف ولين الجانب، فلا يغلظ لهما في الجواب، ولا يحد النظر إليهما، ولا يرفع صوته عليهما. "
وقيل: الذي أناب النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عباس: ولما أسلم سعد أسلم معه أخواه عامر وعويمر; فلم يبق منهم مشرك إلا عتبة. ثم توعد عز وجل ببعث من في القبور والرجوع إليه للجزاء والتوقيف على صغير الأعمال وكبيرها.
قوله تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون. فيه ثماني مسائل: الأولى: قوله تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه هاتان الآيتان اعتراض بين أثناء وصية لقمان. وقيل: إن هذا مما أوصى به لقمان ابنه; أخبر الله به عنه; أي قال لقمان لابنه: لا تشرك بالله ولا تطع في الشرك والديك ، فإن الله وصى بهما في طاعتهما مما لا يكون شركا ومعصية لله تعالى. وقيل: أي وإذ قال لقمان لابنه; فقلنا للقمان فيما آتيناه من الحكمة ووصينا الإنسان بوالديه [ ص: 60]; أي قلنا له اشكر لله ، وقلنا له ووصينا الإنسان. وقيل: وإذ قال لقمان لابنه ، لا تشرك ، ونحن وصينا الإنسان بوالديه حسنا ، وأمرنا الناس بهذا ، وأمر لقمان به ابنه; ذكر هذه الأقوال القشيري. حملته أمه وهنا على وهن. والصحيح أن هاتين الآيتين نزلتا في شأن سعد بن أبي وقاص; كما تقدم في ( العنكبوت) ، وعليه جماعة المفسرين. وجملة هذا الباب أن طاعة الأبوين لا تراعى في ركوب كبيرة ولا في ترك فريضة على الأعيان ، وتلزم طاعتهما في المباحات ، ويستحسن في ترك الطاعات الندب; ومنه أمر الجهاد الكفاية ، والإجابة للأم في الصلاة مع إمكان الإعادة; على أن هذا أقوى من الندب; لكن يعلل بخوف هلكة عليها ، ونحوه مما يبيح قطع الصلاة فلا يكون أقوى من الندب.