خطبة عن بر الوالدين الخطبة الأولى إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾. خطبة الجمعة عن بر الوالدين. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ. عباد الله: يخاطبنا ربنا تعالى بقوله ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23-24].
اللهمَّ وفِّقنا وذريَّاتنا لبرِّ أُمَّهاتنا وآبائنا، وارزقنا الإخلاصَ وحُسنَ القصدِ والسداد، يا جواد يا كريم. •••• الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أترانى جزيتها؟ قال: لا. ولا بزفرة واحدة " رواه البخاري في الأدب المفرد [11] وهو صحيح الإسناد.
العاقُّ لوالديه تُصيبه العُقوبة في الدنيا قبل الآخرة: قال صلى الله عليه وسلم: (ما مِن ذنبٍ أَجدَرُ أن يُعجِّلَ اللهُ لصاحبهِ العُقُوبةَ في الدُّنيا، مَعَ ما يَدَّخِرُ لهُ في الآخِرَةِ، مِن البَغيِ وقطيعةِ الرَّحِمِ) رواه أبو داود وصححه الألباني. العاقُّ لوالديه محرومٌ من نظرِ اللهِ إليه يوم القيامة: قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثةٌ لا يَنظُرُ اللهُ إليهِم يومَ القيامةِ: العاقُّ لوالديهِ، ومُدمِنُ الخَمرِ، والمنّانُ بما أَعطَى) رواه ابن حبان في صحيحه وصححه الألباني. محافظ مطروح يفتتح مسجد عباد الرحمن بقرية المثانى البحرية (صور) | مبتدا. من لَعَن والديه لعنه الله: قال صلى الله عليه وسلم: (لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ والديهِ) رواه مسلم. من العقوق أن يتسبب الإنسانُ في لعن والديه: قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ من أكبرِ الكبائرِ أن يَلْعَنَ الرَّجُلُ والديهِ، قيلَ: يا رسولَ اللهِ كيفَ يَلعنُ الرَّجُلُ والديهِ؟. قالَ: يَلْعَنُ أبا الرَّجُلِ فيَلْعَنُ أباهُ، ويَلْعَنُ أُمَّهُ فيَلْعَنُ أُمَّهُ) رواه أبو داود وصححه الألباني. قال ابنُ تيمية رحمه الله: (فقد جَعَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ سابّاً لاعناً لأبويهِ إذا سَبَّ سَبّاً يجزِيهِ الناسُ عليهِ بالسَّبِّ لهُمَا وإِن لَمْ يَقصِدْهُ) انتهى.
أيها المسلمون: ولقد حذَّرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من عُقوق الوالدين أشدَّ التحذير، فقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ حرَّمَ عليكُم عُقُوقَ الأُمهاتِ، ومَنْعاً وهاتِ، ووَأْدَ البناتِ) رواه البخاري ومسلم. قال النووي: ( لأنَّ أكثرَ العُقُوقِ يَقَعُ للأُمَّهاتِ، ويَطْمَعُ الأولادُ فيهِنَّ) انتهى. وقال صلى الله عليه وسلم: ( ألا أُخبرُكُم بأكبرِ الكبائرِ؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ، قالَ: الإشراكُ باللهِ، وعُقُوقُ الوالدينِ) رواه البخاري. خطبة عن بر الوالدين. العاقُّ لوالديه يُفتح له بابان إلى النارِ: قال صلى الله عليه وسلم: (ما مِن مُسلمٍ يُصبحُ ووالداهُ عنهُ راضيانِ إلا كان له بابانِ منَ الجنَّةِ، وإن كان واحداً فواحدٌ، وما مِن مُسلمٍ يُصبحُ ووالداهُ عليهِ ساخطانِ إلا كانَ لهُ بابانِ من النارِ، وإن كان واحداً فواحدٌ، فقالَ رجُلٌ يا رسولَ اللهِ: فإِنْ ظَلَمَاهُ؟ قالَ صلى الله عليه وسلم: وإِنْ ظَلَمَاهُ، وإِنْ ظَلَمَاهُ، وإنْ ظَلَمَاهُ، ثلاثَ مرَّاتٍ) رواه أبو يعلى وحسنه ابن حجر. العاقُّ لوالديه مُتوعَّدٌ بعدم دخول الجنة: قال صلى الله عليه وسلم: (لا يَدخُلُ الجنَّةَ عاقٌّ، ولا منَّانٌ، ولا مُدْمِنُ خَمْرٍ) رواه الدارمي وحسنه الألباني.
فبعد أن ذكر ربنا عز وجل حقه على خلقه وذلك بأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا ذكر بعد ذلك حق الوالدين دليلاً على عظم حقهما فأمر بالإحسان إليهما ويدخل في ذلك جميع وجوه الإحسان القولي والفعلي والبذل والمواساة فالوالدان سبب وجود العبد ولهما من المحبة للولد والإحسان إليه والقرب ما يقتضي تأكد الحق ووجوب البر. ويتأكد هذا الحق إذا وصلا إلى حد الكبر الذي تضعف فيه قواهما ويحتاجان من اللطف والإحسان ما هو معروف. وفي هذا السن مع شدة حاجتهما فيحرم على الولد أن يؤذيهما ولو بالتأفف وهذا أدنى مراتب الأذى نبه به على ما سواه. عقوق الوالدين (خطبة). بل الواجب التلطف لهما بالعبارة بلفظ يحبانه وبكلام لين حسن تطمئن به نفوسهما، فاصبر على ما يبدر منها في هذا السن كما صبرا عليك في صغرك. مع وجوب التواضع لهما ذلا لهما ورحمة واحتسابا للأجر لا لأجل الخوف منهما أو الرجاء لمالهما، ونحو ذلك من المقاصد التي لا يؤجر عليها العبد. ومع القيام بحوائجهما والاحسان إليهما ولاسيما في الكبر تذكر إحسانهما لك في الصغر وأن هذا العنت الذي قد تجده حينما يردان إلى أرذل العمر قد حصل لهما مثله أو أكثر فهما السابقان إلى الفضل والإحسان ﴿ وقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾.
مبكية.. " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " _ الشيخ مشاري العفاسي - YouTube
أَلم يَأْنِ للذينَ آمنوا أنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ - YouTube
الخطبة الثانية اتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين، وكونوا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، أولئك الذين هدى الله، وأولئك هم أولو الألباب. معاشر المؤمنين الكرام، نالَ السعادةَ من باتَ مُعافًى في بدنِه، آمِنًا في سِربه، عنده قُوتُ يومِه، قد جُعِل غِناهُ في قلبه، فهو شاكرٌ لربِّه، راضٍ بكسبه، مستغفرٌ لذنبه، فارضَ يا عبد الله بما قسمَ اللهُ تكنْ أغنى النَّاسِ، واجتنبْ محارمَ اللهِ تكنْ أورعَ النَّاسِ، وأَدِّ ما فَرضَ اللهُ تكُنْ أعبدَ النَّاسِ، ومن عرفَ حُسنَ تدبير الله لعبده، هانت عليه المصائب، وسهُلَت عليه المصاعب، فثق يا عبد الله بربك، فما منعَك إلا ليعطيك، ولا ابتلاك إلا ليعافيك، ولا امتحنك إلا ليصطفيك.
( وكثير منهم فاسقون) يعني الذين تركوا الإيمان بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام.
ويعني بقوله: (فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ): ما بينهم وبين موسى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، وذلك الأمد الزمان. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد قوله: (الأمَدُ) قال: الدهر. وقوله: (فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ) عن الخيرات، واشتدّت على السكون إلى معاصي الله. أَلم يَأْنِ للذينَ آمنوا أنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ - YouTube. (وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) ، يقول جلّ ثناؤه: وكثير من هؤلاء الذين أوتوا الكتاب، من قبل أمة محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فاسقون. ------------------------ الهوامش: (2) سقط التفسير من قلم الناسخ، وفي الدر عن عكرمة: ألم يحن للذين آمنوا.
مرحباً بالضيف