تاريخ النشر: ٢٩ / ربيع الأوّل / ١٤٢٤ مرات الإستماع: 19634 ترجمة عبد الله بن عمر رضى الله عنه هذا هو الحديث الأخير في باب الإخلاص من كتاب رياض الصالحين، وهو حديث عظيم فيه معانٍ وعبر، ينبغي للمؤمن أن يقف عندها، وأن يعتبر بها. وقد رواه عن النبي ﷺ أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وهو من صغار الصحابة ، إذ أنه ولد قبل مبعث النبي ﷺ بسنة واحدة، وأسلم بمكة مع أبيه، وهاجر معه. وبعض أهل العلم يقول: إنه أسلم قبله، وبعضهم يقول: إنه هاجر قبله، والمشهور أنه هاجر معه، ومما يدل على ذلك أن عمر بن الخطاب ، لما كان يعطي الناس، ويعطي المهاجرين بحسب سابقتهم في الإسلام، نقص من عطاء عبد الله بن عمر، فقالوا: هو من المهاجرين، فقال: لكنه هاجر به أبواه، فلم يجعله كغيره من المهاجرين، وذلك من كمال احترازه على أموال المسلمين. ولما كانت وقعة بدر كان عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- لم يجاوز الثالثة عشرة، ولذلك لم يشهدها، ثم جاءت أحد، وحاول أن يقبله النبي ﷺ وكان قد بلغ الرابعة عشرة، فلم يقبله رسول الله ﷺ، ثم لما كانت وقعة الخندق كان قد بلغ الخامسة عشرة، فقبله رسول الله ﷺ، وهذا مما يُستدل به على أن الخامسة عشرة فصل ما بين الصبي والغلام وما بين الرجل، فهي حد محدود يميز بها بين مرحلتين، مرحلة الصبا، ومرحلة الرجولة، فمن بلغ الخامسة عشرة حكم له بأحكام الرجال في المَحْرميّة، وفي دفع ماله له إن وجد معه حسن التصرف في المال، إن كان له مال كاليتيم، ويرتفع عنه حكم اليتم.
كان شديد الحذر من الإفتاء، مع أنّه كات ملازماً للنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- وتعلّم منه الكثير، إلا أنّ خوفه من الله -تعالى- منعه من أن يتساهل بالفتوى، ولم يكن مغترّاً بعلمه، ولو سُئل عمّا لا يعرفه لا يتحرّج أن يقول "لا أعلم". كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- تقيّاً وخوّافاً من الله -تعالى، وشديد التّأثّر بالقرآن الكريم، فلا يمر عن آية فيها تهديد أو وعيد إلّا تأثّر بها، فقد روي أنّه قُرأ عليه يوماً قول الله -تعالى-: (أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) ، [٧] فبكى بكاءً مريراً حتّى ابتلّت لحيته، وغُشيَ عليه. كان زاهداً في الدّنيا ، فلم يطمع بمنصب أو مال، وقد عرضت عليه الخلافة والقضاء فأبى. كان قوّاماً متهجّداً كثير الصّلاة في اللّيل. كان كريماً عطوفاً على الفقراء يُغدق عليهم ممّا آتاه الله -تعالى- من فضله. كان محبّاً للجهاد ولا يتخلّف عن الغزوات والسّرايا في زمن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وفي زمن الخلفاء الرّاشدين. [٨] كان حريصاً على وحدة المسلمين وعدم تفرّقهم، وكان يدعو للطّاعة والتزام الجماعة، فلم يشارك في قتال المسلمين أبداً، ولم يرفع سلاحاً في وجه مسلم أبداً، كما أنّه لم ينشقّ عن إمام مسلم، ولم يمتنع من أداء الزّكاة له.
عبادة نافع: قال نافعٌ: سافرت مع ابن عمر بضعًا وثلاثين بين حجة وعمرة؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 61 صـ 429). العلم يرفع منزلة أصحابه: (1) قال مالك بن أنس: بلغني أن عبدالله بن عمر دخل على عبدالله بن جعفر ومع ابن عمر مولاه نافع، فقال له: بِعْني هذا، قال: فكان ابن عمر إذا جاءه بعد ذلك يقول لنافع: لا تأتِ معي، قال مالك: يخاف أن يفتنه بما يعطيه، فيبيعه منه، فكأن نافعًا تعمد ذلك، لا يدخل مع ابن عمر على عبدالله بن جعفر؛ مخافةَ أن يبيعه منه؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 61 صـ 428). (2) قال نافعٌ: دخلت مع ابن عمر على عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، فأعطاه اثني عشر ألف درهم، فأبى أن يبيعني، وأعتقني، أعتقه الله من النار؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 61 صـ 428). منزلة نافع العلمية: (1) قال البخاري: أصح الأسانيد: مالكٌ، عن نافعٍ، عن ابن عمر ؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 29 صـ 303). (2) قال سالم بن عبدالله بن عمر: سلُوا نافعًا؛ فإنه أعلمُنا بحديث ابن عمر؛ (المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي جـ 1 صـ 424). (3) قال مالك بن أنس: كنت آتي نافعًا مولى ابن عمر وأنا يومئذٍ غلامٌ حديث السن ومعي غلامٌ لي، فينزل إليَّ، فيقعد معي ويحدثني،قال: وكان يجلس بعد صلاة الصبح في المسجد لا يكاد يأتيه أحدٌ؛ (المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي جـ 1 صـ 646).
ذات صلة تعريف بعبد الله بن عمر ابن عمر نسب عبدالله بن عمر هو الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطّاب بن نفيل العدوي بن عبد العُزَّى بن رياح بن قُرط بن رزاح، بن عَّدي بن كعب بن لؤي بن غالب، ويكنَّى بأبي عبد الرحمن العدوي، ثم المكِّي، ثم المدنيّ، يجتمع نسبه مع نسب النبيّ -صلّى لله عليه وسلّم- في كعب، وأمّه هي زينب بنت مظعون الجمحية، أمّ حفصة بنت عمر زوجة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وعبد الرحمن الأكبر. [١] مولد عبدالله بن عمر ونشأته ولد عبد الله بن عمر -رضيَ الله عنهما- في السنة الثانية للبعثة، في مكة المكرمة، وعاش بداية طفولته فيها، ثم هاجر مع والديه إلى المدينة المنورة، وكان عمره أحد عشر عامًا، فنشأ في مجتمع إسلامي خالٍ من الشرك والأوثان. [٢] ولقد صاحب عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فكان ملازمًا له في المسجد، يحفظ القرآن الذي يتنزّل على النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، ويتّبع سنّته الشريفة، فكان منذ صغره مشهورًا بالعلم والفقه، يرجع النّاس إليه؛ يسألونه عن أمور دينهم. [٢] إسلام عبدالله بن عمر وجهاده أسلم عبد الله بن عمر -رضيَ الله عنهما-، مع أبيه وكان عمره عشر سنين، وبعد هجرته للمدينة المنورة، شارك في العديد من الغزوات بالرغم من صغر سنه، فعندما أراد الخروج لغزوة بدر ردّه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ولم يسمح له بالخروج؛ وكان عمره وقتذاك ثلاث عشرة سنة.
[٢] أقوال عبد الله بن عمر اشتُهرت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأقوال منها: من أقوال عبد الله بن عمر في الاستعداد للآخرة: (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك)، [٣] وفي هذا القول إشارة إلى تأثّر عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- بكلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وحثّ على عدم التعلّق بالدنيا ودعوة إلى استثمار الوقت بالطاعة والقربات فإنّ الإنسان لا يدري وقت حلول أجله. [٤] من أقوال عبد الله بن عمر في برّ الوالدين ، عندما قال لرجل يريد أن يتوب من ذنوبه: (قال: أحيٌّ والداك؟ قلت: عندي أمّي، قال: فوالله لئن ألنت لها الكلام وأطعمتها الطعام لتدخلنَّ الجنة ما اجتنبت الكبائر). [٥] من أقوال عبد الله بن عمر في البكاء من خشية الله -تعالى- عندما كان يبكي مرة عند تلاوته لسورة المطففين حتى غلبه البكاء فقال: (لأن أدمع من خشية الله أحبّ إليّ من أن أتصدق بألف دينار). [٦] من أقوال عبد الله بن عمر في التحذير من عدم تدبّر القرآن الكريم: (لقد عشنا برهة من دهرنا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد -صلى الله عليه وسلم- فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يقف عنده منها كما تعلمون أنتم اليوم القرآن ثمّ لقد رأيت اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه فينثره نثر الدقل)، [٧] [٨] وهذا يبيّن حرص عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- على تدبّر آيات القرآن الكريم ، وامتثال أوامرها واجتناب النواهي، ونهياً عن القراءة غير الواعية لآيات القرآن الكريم.
[3] أمه: زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمع بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. [3] زوجاته وأولاده صفية بنت أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمر ين عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفية ، وأنجبت له: أبا بكر ، أبا عبيدة ، واقد ، عبد الله ، عمر ، حفصة وسودة. أم علقمة بنت علقمة بن ناقش بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان [3] ، الفهرية القرشية ، وأنجبت له: عبد الرحمن وبه كان يكنى. أم ولد وقيل هي ابنة يزدجرد بن شهريار، وأنجبت له فيما يقال: سالما ، عبيد الله وحمزة. أم ولد ، وأنجبت له فيما يقال: زيدا ، ويروى أن أم زيد هي: سهلة بنت مالك بن الشحاح من بني زيد بن جشم بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. [4] ، عائشة وبلالا. أم ولد ، وأنجبت له فيما يقال: أبا سلمة وقلابة. سيرته ولد قبل البعثةبعام وأبوه لم يسلم بعد، وما إن أصبح يافعا كان والده عمر بن الخطاب قد أسلم، فأخذ ينهل من الإسلام عن الرسول محمد مباشرة، حيث كان يتبعه كظله [5].
عرض بوربوينت مفرغ قابل للتعديل وجاهز للإستخدام ليتناسب مع كافة الدروس | Gaming logos, Logos,? logo
قوالب للطالبات بوربوينت مفرغة لتحضير عرض تقديمي | Movie posters, Movies, Poster
مميزات كسرة بوربوينت 28 شريحة بوربوينت مميزة يدعم اللغة العربية بالكامل متوفر بتنسيق PPTX متوفر بتنسيق PPT متوفر ملف بوربوينت بالصور متوفر ملف بوربوينت بدون الصور تضمين الخط المستخدم مرفق مع الملفات الخط المستخدم يدعم سحب وإفلات الصور يدعم تغيير الخطوط في جميع الشرائح يدعم التخطيط الداخلي slide master متوفر تايم لاين شريحتان لفريق العمل شرائح اقتباسات شرائح لنهاية البرزنتيشن متعدد الاستخدامات سهل التعديل والتخصيص عليه تخطيطات مختلفة لإضافة النصوص معاينة كسرة بوربوينت