وقد ذكر بعض المفسرين أنه هو سليمان نفسه –عليه السلام – ونحن نرجح أنه غيره. فلو كان هو لأظهره السياق باسمه. ولما أخفاه والقصة عنه ، ولا داعي لإخفاء اسمه فيما عند هذا الموقف الباهر. وبعضهم قال: إن اسمه اصيا ابن برخيا ولا دليل عليه.
ليست أحداثُ الوجودِ كلُّها جميعاً في الحدوثِ سواء؛ فالسوادُ الأعظم من أحداثِ الوجودِ يحدثُ بتسلُّطِ الأسبابِ التي جعل اللهُ الوجودَ يعجُّ بها ويزخر. وهذه الأسباب يتدخَّلُ بها اللهُ تعالى في الوجودِ تدخلاً غيرَ مباشرٍ من وراءِ حجابٍ جعلِ عقلَ الإنسانِ يتوهَّمُها فيظنُّ أنها تفعلُ ما تفعل بمدَدٍ ذاتي، وما ذلك إلا لأنَّ اللهَ تعالى لا تُدركُه الأبصار. إلا أن هناك من أحداثِ الوجودِ ما يحدثُ بتدخُّلٍ إلهي مباشر ومن دونِ أسباب. وهذا التدخُّلُ الإلهي المباشر في أحداثِ الوجودِ هو ما سمَّاهُ القرآنُ العظيم بـ "أمرِ الله"، والذي يتمايزُ عن الأسباب بأنه يحدثُ بلمح البصر (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) (50 القمر)، في الوقت الذي تتطلبُ الأسبابُ مُدَداً من الزمان كيما تنجمُ عنها الأحداث. ولنا في قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع عرشِ الملكةِ ما بوسعِه أن يُبيِّنَ لنا هذا الفارقَ في زمن الحدوث. إعراب قوله تعالى: قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد الآية 40 سورة النمل. فبينما كان عفريتُ الجنِّ يحتاجُ ساعاتٍ حتى يأتيَ سيدَنا سليمان بهذا العرش، فإن الذي عنده علمٌ من الكتاب جاء به قبل أن يرتدَّ إلى سيدِنا سليمان طرفُه، أي بلمحٍ بالبصر، وذلك كما يتبيَّنُ لنا بتدبُّر الآيات الكريمة التالية: (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ.
وهو أمر يشاهد أحيانا على أيدي بعض المتصلين ، ولم يكشف سره ولا تعليله، لأنه خارج عن مألوف البشر في حياتهم العادية. وهذا أقصى ما يقال في الدائرة المأمونة التي لا تخرج الى عالم الأساطير والخرافات. ولقد جرى بعض المفسرين وراء قوله: ( عنده علم من الكتاب) فقال بعضهم: انه التوراة. وقال بعضهم: انه كان يعرف اسم الله الأعظم. وقال بعضهم غير هذا وذاك. وليس فيما قيل تفسير و لا تعليل مستيقن. والأمر أيسر من هذا كله حين ننظر إليه بمنظار الواقع ، فكم في هذا الكون من أسرار لا نعلمها ، وكم فيه من قوى لا نستخدمها. وكم في النفس البشرية من أسرار كذلك وقوى لا نهتدي إليها. في معنى قوله تعالى “أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ” – التصوف 24/7. فحيثما أراد الله هدى من يريد الى أحد هذه الأسرارو الى واحده من هذه القوى فجاءت الخارقة التي لا تقع في مألوف الحياة ، وجرت بأذن الله وتدبيره وتسخيره ، حيث لا يملك من لم يرد الله أن يجريها على يديه أن يجريها. و هذا الذي عنده علم من الكتاب ، كانت نفسه مهيأة بسبب ما عنده من العلم ، أن تتصل ببعض الأسرار و القوى الكونية التي تتم بها تلك الخارقة التي تمت على يده ، لان ما عنده من علم الكتاب وصل قلبه بربه على نحو يهيئه للتلقي ، ولاستخدام ما وهبه الله من قوى وأسرار.
عرش بلقيس من اليمن الى فلسطين بسرعة تجاوزت 10 آلاف كيلومتر في الثانية يضيف هذا الموضوع اضافه مهمة وهى مقدار سرعه انتقال عرش بلقيس وسرعه الناقل الذي يملك علم من الكتاب من خلال معرفه سرعه ارتداد الطرف(جفن العين) ومعرفه المسافة بين اليمن وفلسطين. قال تعالى( يا أيها الملا أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ؟ قال عفريت من الجن: أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك واني عليه لقوى أمين قال الذي عنده علم من الكتاب: أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك)صدق الله العظيم - سوره النمل –ايه 40 ترى ما الذي قصد إليه سليمان – عليه السلام – من استحضار عرشها قبل مجيئها مسلمه مع قومها ؟ نرجح أن هذه كانت وسيله لعرض مظاهر القوه الخارقة التي تؤيده ، لتؤثر في قلب الملكة وتقودها الى الإيمان بالله ، والإذعان لدعوته. و قد عرض عفريت من الجن أن يأتيه به قيل انقضاء جلسته هذه. وكان يجلس للحكم والقضاء من الصبح الى الظهر فيما يروى. فاستطول سليمان هذه الفترة واستبطأها – فيما يبدو – فإذا ( الذي عنده علم من الكتاب) يعرض أن يأتي به في غمضه عين قبل أن يرتد إليه طرفه ، ولا يذكر اسمه ، ولا الكتاب الذي عنده علم منه. إنما نفهم انه رجل مؤمن على اتصال بالله ، موهوب سر من الله يستمد به من القوه الكبرى التي لا تقف لها الحواجز والأبعاد.
وبالفعل ذهب عمير رضي الله عنه إلى حمص ، ولكنه لم يرسل برسالة واحده إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه طوال سنة كاملة ، فتعجب الفاروق من هذا الأمر وأرسل إلى عمير بن سعد أن ياتي إليه ويتحقق من أمره ، فجاء عمير بن سعد إلى الفاروق عمر وهو في حالة تعب شديد متكًأ على عصاه. فتحدث إلى الفاروق عمر بن الخطاب وألقى عليه تحية الإسلام فقال له الفاروق: ما شأنك يا عمير ؟ ، فرد عمير: شأني ما ترى ، ألست تراني صحيح البدن ، طاهر الدم ، معي الدنيا فقال عمر: وما معك ؟ ، قال عمير: معي جرابي أحمل فيه زادي ، وقصعتي آكل فيها وأغسل فيها رأسي ، وإدارتي أحمل فيها وضوئي وشرابي ، وعصاي أتوكأ عليها ، وأجاهد بها عدوًا إن عَرَض ، فوالله ما الدنيا إلا تبع لمتاعي ، فسأله عمر: أجئت ماشيًا قال عمير: نعم. فقال عمر: أولم تجد من يعطيك دابة تركبها ؟ ، فقال عمير: إنهم لم يفعلوا ، وإني لم أسألهم ، فقال عمر: فماذا عملت فيما عهدنا إليك به ؟ ، قال عمير: أتيت البلد الذي بعثتني إليه ، فجمعت صلحاء أهله ، ووليتهم جباية فيئهم وأموالهم ، حتى إذا جمعوها وضعتها. ولو بقى لك منها شيء لأتيتك به، فقال عمر: فما جئتنا بشيء ؟ ، قال عمير: لا.
عمير بن سعد ( ت) ابن شهيد بن قيس بن النعمان بن عمرو ، الأنصاري الأوسي ، العبد الصالح الأمير ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم. حدث عنه: أبو طلحة الخولاني ، وراشد بن سعد ، وحبيب بن عبيد. وكان ممن شهد فتح دمشق مع أبي عبيدة. وولي دمشق وحمص لعمر. في " مسند أبي يعلى ": حدثنا إبراهيم بن الحجاج: حدثنا حماد بن سلمة ، عن أبي سنان ، عن أبي طلحة الخولاني ، قال: أتينا عمير بن [ ص: 558] سعد في نفر من أهل فلسطين ، وكان يقال له: نسيج وحده ، فقعدنا له على دكان له عظيم في داره ، فقال: يا غلام ، أورد الخيل - وفي الدار تور من حجارة- قال: فأوردها. فقال: أين فلانة ؟ قال: هي جربة ، تقطر دما. قال: أوردها. فقال أحد القوم: إذا تجرب الخيل كلها! قال: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا عدوى ، ولا طيرة ، ولا هامة. ألم تر إلى البعير يكون بالصحراء ، ثم يصبح وفي كركرته - أو في مراقه- نكتة لم تكن. فمن أعدى الأول ؟. وكذلك رواه حجاج بن منهال ، والتبوذكي ، عن حماد. قال عبد الله بن محمد القداح: عمير بن سعد ، لم يشهد شيئا من المشاهد. وهو الذي رفع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- كلام الجلاس بن سويد ، وكان يتيما في حجره.
وأرضى عمير ضميره الورع تماما.. فهو أولا أد ى أمانة المجلس حقها٬ وارتفع بنفسه الكبيرة عن ان يقوم بدور المتسمع الواشي.. وهو ثانيا أدى لدينه حقه٬ فكشف عن نفاق مريب.. وهو ثالثا أعطى جلاس فرصة للرجوع عن خطئه واستغفار الله منه حين صارحه بأنه سيبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم٬ ولو أنه فعل آنئذ٬ لاستراح ضمير عمير ولم تعد به حاجة لابلاغ الرسول عليه السلام.. بيد أن جلاسا أخذته العزة بالاثم٬ ولم تتحرك شفتاه بكلمة أسف أو اعتذار٬ وغادرهم عمير وهو يقول: " لأبلغن رسول الله قبل أن ينزل وحي يشركني في اثمك"... وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب جلاس فأنكر أنه قال٬ بل حلف بالله كاذبا.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث لمعانٍ أخرى، طالع عمير (توضيح). عمير خريطة البلدية الإحداثيات 35°02′07″N 1°14′24″W / 35. 035197°N 1. 240082°W تقسيم إداري البلد الجزائر ولاية ولاية تلمسان دائرة دائرة شتوان عدد السكان ( 2008 [1]) المجموع 13٬150 معلومات أخرى منطقة زمنية ت ع م+01:00 الرمز البريدي 13185 تعديل مصدري - تعديل عمير إحدى بلديات دائرة شتوان بولاية تلمسان الجزائرية. المصادر [ عدل] ^ بي دي إف Recensement 2008 de la population algérienne, wilaya de Tlemcen, sur le site de l'ONS. نسخة محفوظة 1 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
** لقد سعدت بلقاء عمير لأول مرة٬ وأنا أكتب كتابي بين يدي عمر. وبهرني٬ كما لم يبهرني شيء٬ نبأه مع أمير المؤمنين.. هذا النبأ الذي سأرويه الآن لكم٬ لتشهدوا من خلاله العظمة في أبهى مشارقها.. ** تعلمون أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه كان يختار ولاته وكأنه يختار قدره.
وسلامه.. وتحياته وبركاته.. وسلام على آله الأطهار.. وسلام على أصحابه الأبرار...