وهذه الآية هي مصداق إجابة الله لخليله إبراهيم حين دعا لأهل مكة أن يبعث الله فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة.
ومن هنا نجد أن استعمالات المصطلح في القرآن الكريم لا تخرج عن المعنى الذي أشرنا إليه، فقد يستعمل المصطلح في إرسال الأنبياء، كما في قوله تعالى: (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين) البقرة 213. ويطلق البعث ويراد به إرسال العذاب، كما في قوله: (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم) الأنعام 65. ويأتي بمعنى الإيقاظ، كما في قوله سبحانه: (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى) الأنعام 60. ويطلق ويراد منه إحياء الموتى، كما في قوله: (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) يس 52. يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وكذلك يأتي البعث بمعنى إعلاء الشأن ورفع المقام، وقد بين تعالى هذا المصداق بقوله: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) الإسراء 79. وتأسيساً على ما سبق يظهر أن إبراهيم (عليه السلام) أراد أن يكون الرسول المبعوث من جنس هذه الأمة، والسبب في ذلك يرجع إلى مجموعة من الوجوه أهمها: أولاً: لأنهم أعرف الناس بتأريخه وصدقه ومنشأه، وبهذا تنتفي الغرابة التي تؤول إلى هذا المبعث. ثانياً: يقتضي أن يكون الرسول من جنسهم وذلك بسبب التقاليد القبلية الملازمة لهم.
7083 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج: " ونعلمه الكتاب والحكمة " ، قال: الحكمة السنة. 7084 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير قال: أخبرها - يعني أخبر الله مريم - ما يريد به فقال: " ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة " التي كانت فيهم من عهد موسى = " والإنجيل " ، كتابًا آخر أحدثه إليه لم يكن عندهم علمه، إلا ذِكرُه أنه كائن من الأنبياء قبله. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الجمعة - الآية 2. (16) ----------------------------- الهوامش: (16) الأثر: 7084- سيرة ابن هشام 2: 230 ، من تمام الآثار التي آخرها رقم: 7079. وفي ابن هشام: "لم يكن عندهم إلا ذكره أنه كائن من الأنبياء بعده" ، أسقط "علمه" ومكان "قبله" "بعده" ، والصواب فيها نص الطبري في روايته عن ابن إسحاق.
سلم عليا بعينك - النسخة الرسمية 2020 - أحمد الحبشي - YouTube
سلم عليّا | جلسة خاصة ٢٠٠٧م #حصرياً - YouTube