وأما عند الاقتران فيفسر المعروف بفعل المأمور، والمنكر بترك المنهي. {أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} والإصلاح لا يكون إلا بين متنازعين متخاصمين، والنزاع والخصام والتغاضب يوجب من الشر والفرقة ما لا يمكن حصره، فلذلك حث الشارع على الإصلاح بين الناس في الدماء والأموال والأعراض، بل وفي الأديان كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [آل عمران:103] وقال تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات:9]. وقال تعالى: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء:128] والساعي في الإصلاح بين الناس أفضل من القانت بالصلاة والصيام والصدقة، والمصلح لا بد أن يصلح الله سعيه وعمله. كما أن الساعي في الإفساد لا يصلح الله عمله ولا يتم له مقصوده كما قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس:81]. لا خير في كثير من نجواهم إسلام ويب. فهذه الأشياء حيثما فعلت فهي خير، كما دل على ذلك الاستثناء. ولكن كمال الأجر وتمامه بحسب النية والإخلاص، ولهذا قال: {وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [النساء:114]، فلهذا ينبغي للعبد أن يقصد وجه الله تعالى ويخلص العمل لله في كل وقت وفي كل جزء من أجزاء الخير، ليحصل له بذلك الأجر العظيم، وليتعود الإخلاص فيكون من المخلصين، وليتم له الأجر، سواء تم مقصوده أم لا لأن النية حصلت واقترن بها ما يمكن من العمل.
إن الإنسان لفي خسر. [ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر]) [ سورة العصر] ، فهو هذا بعينه. وقد روى هذا الحديث الترمذي وابن ماجه من حديث محمد بن يزيد بن خنيس عن سعيد بن حسان ، به. ولم يذكرا أقوال الثوري إلى آخرها ، ثم قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن خنيس. وقال الإمام أحمد: حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي ، حدثنا صالح بن كيسان ، حدثنا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب: أن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أخبره ، أن أمه أم كلثوم بنت عقبة أخبرته: أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا - أو يقول خيرا " وقالت: لم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث: في الحرب ، والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل امرأته ، وحديث المرأة زوجها. قال: وكانت أم كلثوم بنت عقبة من المهاجرات اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد رواه الجماعة ، سوى ابن ماجه ، من طرق ، عن الزهري ، به نحوه. لاخير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة. قال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة ، والصيام والصدقة ؟ " قالوا: بلى.
نقله لكم من تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
تفسير القرآن الكريم مرحباً بالضيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أقدم لكم صغاري الأعزاء تفسير "سورة العاديات ". دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / المكتبة / سورة العاديات. * بسم الله الرحمن الرحيم * " والعاديات ضبحا " أقسم الله تعالى بالخيل الجارية في سبيله ، حين يظهر صوتها من سرعة عدوها. ولا يجوز للمخلوق أن تقسم إلا بالله ، فإن القسم بغير الله شرك. " فالموريات قدحا " فالموقدات بحوافرها ناراً وذلك من شدة عدوها. " فالمغيرات صبحا " فالمغيرات على الأعداء عند الصبح. " فأثرن به نقعا " فيهجن بهذا العدو غباراً. " فوسطن به جمعا " فتوسطن بركبانهن جموع الأعداء. " إن الإنسان لربه لكنود " إن الإنسان لنعم ربه لجحود. " وإنه على ذلك لشهيد " وإنه بجحوده ذلك لمقر. " وإنه لحب الخير لشديد " وإنه لحب المال لشديد. " أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور " أفلا يعلم الإنسان ما ينتظره إذا أخرج الله من القبور للحساب والجزاء ؟ " وحصل ما في الصدور " واستخراج ما استتر في الصدور من خير أو شر. " إن ربهم بهم يومئذ لخبير " إن ربهم بهم وبأعمالهم يومئذ لخبير ، ولا يخفى عليه شيء من ذلك. يزاج ربيه كل الخير و في موازين حسناتج تسلمين الغاليه بارك الله فيكي
[ ص: 465] تفسير سورة العاديات وهي مكية. بسم الله الرحمن الرحيم ( والعاديات ضبحا ( 1) فالموريات قدحا ( 2) فالمغيرات صبحا ( 3) فأثرن به نقعا ( 4) فوسطن به جمعا ( 5) إن الإنسان لربه لكنود ( 6) وإنه على ذلك لشهيد ( 7) وإنه لحب الخير لشديد ( 8) أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور ( 9) وحصل ما في الصدور ( 10) إن ربهم بهم يومئذ لخبير ( 11)) يقسم تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله فعدت وضبحت ، وهو: الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو. ( فالموريات قدحا) يعني اصطكاك نعالها للصخر فتقدح منه النار. ( فالمغيرات صبحا) يعني: الإغارة وقت الصباح ، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير صباحا ويتسمع أذانا ، فإن سمع وإلا أغار. [ وقوله] ( فأثرن به نقعا) يعني: غبارا في [ مكان] معترك الخيول. تفسير سورة العاديات - منتديات اول اذكاري. ( فوسطن به جمعا) أي: توسطن ذلك المكان كلهن جمع. قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا عبدة ، عن الأعمش ، عن إبراهيم عن عبد الله: ( والعاديات ضبحا) قال: الإبل. وقال علي: هي الإبل. وقال ابن عباس: هي الخيل. فبلغ عليا قول ابن عباس ، فقال: ما كانت لنا خيل يوم بدر. قال ابن عباس: إنما كان ذلك في سرية بعثت. قال ابن أبي حاتم وابن جرير: حدثنا يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني أبو صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس حدثه ، قال: بينا أنا في الحجر جالسا ، جاءني رجل فسألني عن: ( والعاديات ضبحا) فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل الله ، ثم تأوي إلى الليل ، فيصنعون طعامهم ، ويورون نارهم.
فانفتل عني فذهب إلى علي رضي الله عنه ، وهو عند سقاية زمزم فسأله عن ( والعاديات ضبحا) فقال: سألت عنها أحدا قبلي ؟ قال: نعم ، سألت ابن عباس فقال: الخيل حين تغير في سبيل الله. قال: اذهب فادعه لي. فلما وقف على رأسه قال: تفتي الناس بما لا علم لك ، والله لئن كان أول غزوة في الإسلام بدر ، وما كان معنا إلا فرسان: فرس للزبير وفرس للمقداد ، فكيف تكون العاديات ضبحا ؟ إنما العاديات ضبحا من عرفة [ ص: 466] إلى المزدلفة ، ومن المزدلفة إلى منى. قال ابن عباس: فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال علي رضي الله عنه. وبهذا الإسناد عن ابن عباس قال: قال علي: إنما ( والعاديات ضبحا) من عرفة إلى المزدلفة ، فإذا أووا إلى المزدلفة أوروا النيران. وقال العوفي ، عن ابن عباس: هي الخيل. وقد قال بقول علي: إنها الإبل جماعة. منهم: إبراهيم وعبيد بن عمير وبقول ابن عباس آخرون ، منهم: مجاهد ، وعكرمة ، وعطاء ، وقتادة ، والضحاك. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة العاديات. واختاره ابن جرير. قال ابن عباس وعطاء: ما ضبحت دابة قط إلا فرس أو كلب. وقال ابن جريج ، عن عطاء: سمعت ابن عباس يصف الضبح: أح أح. وقال أكثر هؤلاء في قوله: ( فالموريات قدحا) يعني: بحوافرها. وقيل: أسعرن الحرب بين ركبانهن.
﴿ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ﴾: إنه معترف بما قدّم، يشهد على سوء فعله بنفسه ويعلن تقصيره. ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾: وإنه شديد في حب المال، مغرم بالدرهم، عاشق للدنيا خادم لها. ﴿ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴾: أفلا يدري الإنسان ماذا ينتظره إذا خرج من قبره، وحضر للحساب؟ فما له غافل ولاعب؟ ﴿ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ﴾: واستخرج ما في الصدور من أمور وظهر ما في الضمائر، وانكشف كل مستور. ﴿ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ﴾: إن الله عز وجل بأعمال عباده لعليم، وبسعي خلقه بصير، لا يخفى عليه أمرٌ ولا سر لأنه وحده يعلم السر وأخفى. المصدر: منتديات اول اذكاري - من آيات الذكر الحكيم~ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
06-16-2021, 05:11 PM تفسير سورة العاديات (تفسير سورة العاديات) سورة العاديات: ﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا * إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ﴾ [العاديات: 1 - 11] ﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ﴾: أقسم بالخيل الجاريات المسرعات للجهاد التي لها صهيل لسرعة جريها. ﴿ فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ﴾: فالموقدات نار بحوافرها لقوة جريها وشدة سرعتها. ﴿ فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ﴾: فالسابقات إلى الأعداء في الصباح. ﴿ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ﴾: فأثرن في الجري غباراً وتراباً من قوة ضرب الخيل بأقدامها. ﴿ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ﴾: فتوسطت الخيل بالأبطال وسط الأعداء في ساحة القتال فأصبحن وسط المعركة. وقلب العاصفة. ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾: إن الإنسان يجحد نعم ربه، وينكر إحسان الإله ويكفر بنعم مولاه.
ويحتمل أن الضمير عائد إلى الله تعالى أي: إن العبد لربه لكنود، والله شهيد على ذلك، ففيه الوعيد، والتهديد الشديد، لمن هو لربه كنود، بأن الله عليه شهيد. [ ص: 1989] وإنه أي: الإنسان لحب الخير أي: المال لشديد أي: كثير الحب للمال. وحبه لذلك، هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه، قدم شهوة نفسه على رضا ربه، وكل هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار، وغفل عن الآخرة، ولهذا قال حاثا له على خوف يوم الوعيد: أفلا يعلم أي: هلا يعلم هذا المغتر إذا بعثر ما في القبور أي: أخرج الله الأموات من قبورهم، لحشرهم ونشورهم. وحصل ما في الصدور أي: ظهر وبان ما فيها و ما استتر في الصدور من كمائن الخير والشر، فصار السر علانية، والباطن ظاهرا، وبان على وجوه الخلق نتيجة أعمالهم. إن ربهم بهم يومئذ لخبير أي مطلع على أعمالهم الظاهرة والباطنة، الخفية والجلية، ومجازيهم عليها. وخص خبرهم بذلك اليوم، مع أنه خبير بهم في كل وقت، لأن المراد بهذا الجزاء على الأعمال الناشئ عن علم الله واطلاعه.
وقوله: ( إن الإنسان لربه لكنود) هذا هو المقسم عليه ، بمعنى: أنه لنعم ربه لجحود كفور. قال ابن عباس ، ومجاهد ، وإبراهيم النخعي ، وأبو الجوزاء ، وأبو العالية ، وأبو الضحى ، وسعيد بن جبير ، ومحمد بن قيس ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، وابن زيد: الكنود: الكفور. قال الحسن: هو الذي يعد المصائب ، وينسى نعم ربه. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو كريب ، حدثنا عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الإنسان لربه لكنود) قال: " الكفور الذي يأكل وحده ، ويضرب عبده ، ويمنع رفده ". ورواه ابن أبي حاتم ، من طريق جعفر بن الزبير - وهو متروك - فهذا إسناد ضعيف. وقد رواه ابن جرير أيضا من حديث حريز بن عثمان ، عن حمزة بن هانئ ، عن أبي أمامة موقوفا. وقوله: ( وإنه على ذلك لشهيد) قال قتادة وسفيان الثوري: وإن الله على ذلك لشهيد. ويحتمل أن يعود الضمير على الإنسان ، قاله محمد بن كعب القرظي ، فيكون تقديره: وإن الإنسان على كونه كنودا لشهيد ، أي: بلسان حاله ، أي: ظاهر ذلك عليه في أقواله وأفعاله ، كما قال تعالى: ( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر) [ التوبة: 17] وقوله: ( وإنه لحب الخير لشديد) أي: وإنه لحب الخير - وهو: المال - لشديد.