وعن أَبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "هذه الأمة ثلاثة أثلاث يوم القيامة ؛ ثلث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلث يحاسبون حسابًا يسيرًا، وثلث يجيئون بذنوب عظام حتى يقول: ما هؤلاء؟ وهو أعلم تبارك وتعالى، فتقول الملائكة: هؤلاء جاءوا بذنوب عظام إلا أنهم لم يشركوا بك، فيقول الرب: أدخلوا هؤلاء في سعة رحمتي، وتلا عبد الله هذه الآية: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} " (رواه ابن جرير الطبري في جامع البيان [20/465]). ثالثاً: تقريرات أهل العلم في هذا الموضوع توضح أيضًا أن الذين يدخلون الجنة بغير حساب هم السابقون بالخيرات، ننقل منها ما يلي: يقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: "من حقق التوحيد ، يعني أنه لم يشرك بالله شيئاً، ولم يكن عنده شيء من المعاصي، هذا تحقيق التّوحيد، ومن بلغ هذه المرتبة دخل الجنة بلا حساب. أما من كان في المرتبة التي قبلها، وهو الموحّد الذي عنده ذنوب، فهذا قد يُغفر له، وقد يعذب بالنار ثم يُخرج منها؛ لأن الموحّدين على ثلاث طبقات كما قال تعالى: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} الطبقة الأولى: الذين سلموا من الشرك، وقد لا يسلمون من الذنوب التي هي دون الشرك، وهم الظالمون لأنفسهم، وهم معرضون للوعيد.
السؤال: ما صفات السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حسابٍ؟ الجواب: بيَّن النبيُّ ﷺ أنَّهم المُستقيمون على دين الله، فهم سبعون ألفًا، ومع كل ألفٍ سبعون ألفًا، وهم مقدّم هذه الأمة المؤمنة، يتقدَّمونهم في دخول الجنة على صورة القمر ليلة البدر، وهم الذين جاهدوا بأمر الله، واستقاموا على دين الله أينما كانوا، بأداء الفرائض، وترك المحارم، والمُسابقة إلى الخيرات. ومن صفاتهم أنهم: لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيَّرون. لا يسترقون أي: لا يطلبون مَن يرقيهم، ولا يكتوون ، وليس معناه تحريم هذا، فلا بأس بطلب الرقية، ولا بأس بالكي عند الحاجة إليهما، ولكن من صفاتهم: ترك ذلك والاستغناء بالأسباب الأخرى. لا يسترقون أي: لا يطلبون مَن يرقيهم، أي: لا يقولون: يا فلان، ارقنا، وإذا دعت الحاجةُ فلا بأس، لا يُخرجه ذلك -إذا دعت الحاجةُ- عن السبعين. ولهذا أمر النبيُّ ﷺ عائشة أن تسترقي في بعض مرضها، وأمر أمَّ أيتام جعفر بن أبي طالب أن تسترقي لهم، كما في الحديث الصَّحيح. الذين يدخلون الجنة بغير حساب. وهكذا الكي، فقد كوى بعض أصحابه عليه الصلاة والسلام، وقال: الشفاء في ثلاثٍ: كيَّة نار، أو شرطة محجم، أو شربة عسل، وما أحبُّ أن أكتوي ، وقال: أنهى أمتي عن الكي ، فالكي آخر الطب، فإذا تيسر الطبُّ الآخر فهو أوْلى، وإذا دعت الحاجةُ إليه فلا بأس.
أخرجه ابن ماجه في كتاب الطب، باب الكي، برقم 3491. مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (28/60). فتاوى ذات صلة
وقد تكلم أهل العلم على توجيه هذا الحديث المذكور في الفتاوى، فقد قال العيني في شرح البخاري عند الكلام على الحديث المذكور في السبعين ألفا: قيل هم أكثر من هذا العدد وأجيب الله أعلم بذلك مع احتمال أن يراد بالسبعين التكثير، وقال بعضهم إن العدد المذكور على ظاهره. وقوى كلامه بأحاديث منها ما رواه الترمذي من حديث أبي أمامة رفعه، وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وثلاث حثيات من حثيات ربي. قال العيني: قلت احتمال الزيادة في السبعين باق لأن المراد منه ليس خصوص العدد والحثيات كناية عن المبالغة في الكثرة. قاله ابن الأثير. من هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب. اهـ. وقال ابن حجر في الفتح عند الكلام على الحديث المذكور في السبعين ألفا نقلا عن الكرماني أنه قال: فإن قيل إن المتصف بهذا أكثر من العدد المذكور فما وجه الحصر فيه ؟ وأجاب باحتمال أن يكون المراد به التكثير لا خصوص العدد. قال ابن حجر: قلت: الظاهر أن العدد المذكور على ظاهره، فقد وقع في حديث أبي هريرة ثاني أحاديث الباب وصفهم بأنهم تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر، ومضى في بدء الخلق من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رفعه أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر، والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة.
[٣٠] دار القرار، قال الله تعالى: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ}. [٣١] المراجع ↑ سورة البروج، آية: 11. ↑ سورة محمد، آية: 15. ↑ سورة الزمر، آية: 20. ↑ "الجنَّةُ ونعيمها" ، almaaref ، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2020. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3999، صحيح. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 14584، إسناده صحيح على شرط مسلم. ↑ "بيان من يدخل الجنة بغير حساب" ، binbaz ، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2020. بتصرّف. ↑ "من أسباب دخول الجنة" ، saaid ، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2020. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية: 82. ↑ سورة يونس، آية: 62 63 64. ↑ سورة الفتح، آية: 17. سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب - إسلام ويب - مركز الفتوى. ↑ سورة التوبة، آية: 111. ↑ سورة مريم، آية: 59 60 61. ↑ سورة النساء، آية: 162. ↑ سورة الحج، آية: 77. ↑ "وصف الجنة " ، islamway ، 2005-04-22، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2020. بتصرّف. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 4/371، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 3257، صحيح.
وورد أيضا أن النبي صلوات الله عليه وسلامه استزاد ربه سبحانه فأعطاه مع كل واحد من السبعين ألفا هؤلاء سبعين ألفاً آخرين، ففي مسند أحمد بإسناد صحيح عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أعطيت سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي عز وجل، فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً). المتوكلون وقد نصت الأحاديث على أن سبب إكرام الله لهذه الزمرة هو أنهم متوكلون على الله حق توكله، فهم لا يسترقون، ولا يكتوون ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون. ذلك أن هذه الأمور منافية لتمام التوكل، لا لأصله.. فالطيرة لا شك نوع من الشرك كما في الحديث ( الطيرة الشرك) قال ابن مسعود: وما منا إلا من تطير، ولكن الله يذهبه بالتوكل. بيان من يدخل الجنة بغير حساب. والاسترقاء طلب الرقية من الغير، وترك الاسترقاء والتطير هو من تمام التوكل على الله. وقد ورد في بعض الأحاديث زيادة (لا يرقون) أي أنهم لا يرقون أحدا، وهي زيادة ليست في البخاري وقد تكلم في ثبوتها العلماء فقال ابن تيمية: "هي لفظة وقعت مقحمة في هذا الحديث، وهي غلط من بعض الرواة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الوصف الذي استحق به هؤلاء دخولها بغير حساب تحقيق التوحيد وتجريده، فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون.. أما رقية الغير فهي إحسان من الراقي فقد رقى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذن بأبي هو وأمي في الرقى وقال لا بأس بها ما لم يكن فيها شرك، واستأذنوه فيها فقال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه.
قال: فإنه صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه، أي: الوشم]. المزيد من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر الأكثر استماعا لهذا الشهر عدد مرات الاستماع 3038269177 عدد مرات الحفظ 728599770
قال الحافظ ابن كثير: " أي مهما أمركم به فافعلوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمركم بخير وإنما ينهى عن شر". وقال الشيخ السعدي: " وهذا شامل لأصول الدين وفروعه، ظاهره وباطنه، وأن ما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتعين على العباد الأخذ به واتباعه، ولا تحل مخالفته، وأن نص الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على حُكم الشيء كنص الله - تعالى ـ، لا رخصة لأحد ولا عذر له في تركه، ولا يجوز تقديم قول أحد على قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ". حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام بدأنا نستشعر وقوعه في هذا الزمن - الصفحة 4 - هوامير البورصة السعودية. وقال أحمد بن حنبل: " نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ثلاثة وثلاثين موضعًا ". وقال ابن تيمية: " أمر الله بطاعة رسوله في أكثر من ثلاثين موضعاً من القرآن، وقَرَنَ طاعته بطاعته، وقرن بين مخالفته ومخالفته ".
2- قوله: (ما) وهى من صيغ العموم والشمول وتعنى: "كل ما آتاكم" ولو أريد بها عين الفئ لقال "الذي" والتي تفيد وصل ما بعدها بما قبلها. 3- قوله: "آتاكم" أؤجل الحديث عنها للنهاية. 4- قوله: (الرسول) ولم يقل: "النبي" لاختصاص المقام هنا بمقام الرسالة والتبليغ ، وليس مقام النبوة الذى يخص شخص النبي صلى الله عليه وسلم ، أما مقام الرسالة وصفة الرسول فهو أعم وأشمل ، ويدل على الموقف فهو مراعى لمقتضى الحال ويدل على علاقة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وهى علاقة الرسالة والتبليغ والتشريع. التفريغ النصي - تفسير سورة الحشر_ (2) - للشيخ أبوبكر الجزائري. وليس مجرد تقسيم الفئ. فالنبي غير الرسول ، فالنبي هو من يوحى إليه ويؤمر بالتبليغ ولكن على شرع نبى قبله ، أما الرسول فهو يوحى إليه ويؤمر بالتبليغ ولكنه يأتي بشرع جديد من عند الله. مثال ذلك سيدنا هارون صلى الله عليه وسلم هو نبي وأرسل إلى فرعون ، ولكنه ليس برسول ذلك أن الرسول هو سيدنا موسى صلى الله عليه وسلم والذى جاء بشرع جديد من عند الله أما هارون فهو يدعو إلى الله على شرع موسى صلى الله عليه وسلم. 5- قوله: (وما نهاكم عنه فانتهوا): لو كان المقام خاص بالفئ فما فائدة ذكر هذه الجملة فى هذا المقام؟ هل أخذ الفئ يحتاج لأمر أو نهى ، الموضوع لا يتطلب هذا فالنفس بطبيعتها تميل إلى حب الخير والعطاء وتقبله دون أمر أو نهى ، ولكن الذى يؤمر به وينهى عنه هو التشريع.
قوله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) هذه الآية نستدل بها على حجية السنة النبوية المطهرة. وهناك من يقول أنها لا تعنى هذا ، حيث يقولون أنها دليل خاص بواقعة الفئ. وأقول أنه إذا بطل الاستدلال بها على حجية السنة ، فإنه سوف يكون قد بطل دليل واحد على حجية السنة. أما إذا ثبت أنها دليل صحيح على حجية السنة فإن هذا الدليل يكفى على هذا. وتطبيقاً نقول: هذا دليل ونص ثابت من القرآن الكريم. والدليل نوعان: عام وخاص. وينقسم كل منهما إلى فرعين. فيصير المجموع أربعة: 1- عام أريد به العموم. 2- عام أريد به الخصوص. 3- خاص أريد به العموم. 4- خاص أريد به الخصوص. مثال عندما نقول: ضرب المدرس الولد ، فهل هذا يعنى أنه ضرب جميع جسده؟ لا ولكن يقصد أنه ضرب يده فقط ، وهذا مثال على العام الذى أريد به الخصوص. وقس على هذا. وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ - موقع مقالات إسلام ويب. ولكن قوله تعالى: (وما آتاكم... ) يندرج تحت أى من هذه البنود الأربعة السابقة. أهل السنة والجماعة يقولن أنه دليل عام أريد به العموم ، ومنكرو السنة يقولون أنه دليل خاص أريد به خصوص حالة الفئ ، وأخطأوا. ودعنا نتأمل فى هذه الآية تأملاً موضوعياً ، ودون الرجوع لأى من التفاسير لا تفاسير السنة ولا حتى الشيعة ، فقط بما تقتضيه اللغة العربية من قواعد.