مولانا/ مولى: خبر للمبتدأ (هو) مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدَّرة على الألف للتعذر، وهو مضاف. نا: ضمير بارز متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. وجملة { هو مولانا …} تعليلية أو اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ وعلى/ الواو: حرف استئناف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. على: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب. قل لن يصيبنا الا. الله: اسم الجلال مجرور على التعظيم وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وشبه الجملة { على الله} يتعلق بالفعل (يتوكل). فَليتوكل/ الفاء الفصيحة: (واقعة في جواب شرط مقدّر) ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. لام الأمر: حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب. يتوكل: فعل مضارع مجزوم بـ (لام الأمر) وعلامة جزمه السكون المقدَّر لالتقاء الساكنين. المؤمنونَ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنَّه جمع مذكر سالم. وجملة { ليتوكل المؤمنون} واقعة في جواب شرط مقدَّر، أيْ: (إذا كان المكتوب مِن الله فليتوكل المؤمنون على الله) ، لا محل لها من الإعراب.
قال القشيري: "المؤمن لا تلحقه شماتة عدوِّه لأنه ليس يرى إلا مراد وليِّه، فهو يتحقق أنَّ ما يناله مراد مولاه فيسقط عن قلبه ما يهواه، ويستقبله بروح رضاه، فيَعْذُب عنده ما كان يصعب من بلواه، وفى معناه أنشدوا: إن كان سرَّكمُ ما قال حاسدنا... فما لجُرحٍ- إذا أرضاكمُ- ألمُ ويقال: شهود جريان التقدير يخفِّف على العبد تعبَ كلِّ عسيُر[1]. وقوله: "هُوَ مَوْلانا" إعلامٌ للعبد أن الله سبحانه يفعل ما يشاء فى مُلكِه، ويتصرَّف فيه بحسب ما يرى. قل لن يصيبنا الا ماكتب الله. والمولى كذلك هو من يتولى أمورنا، ويصرِّف الأمور على وفق ما فيه مصلحتنا الدنيوية والأخروية، ولا يرضى أن يلحق بمن والاه الخزي والضرر، بل يدفع عنه ويحارب « من عادى لي وليا فقد آذَنتُه بالحرب »، فكن على ثقة أن ما كُتِب لك هو الخير العاجل أو الآجل.. الظاهر أو الخفي، فكيف يسوؤك بعدها ما يبتليك الله به من المصائب والأقدار؟! ولذا يكون حال هذا العبد هو سكون السِّر عند حلول الأمر، ويتساوى عنده الحُلو والمُر، والنعمة والمحنة. وحين يفرح عدوك بما ينالك من أذى، ثم يفاجأ بعدم اكتراثك بالمصيبة وانتفاء حزنك يكون ذلك بمثابة ضربة قاصمة له، فإذا عَلِم أنك لا تحزن لما أصابك زال فرحه وشماتته، وانقلب إلى حسرات وتقلب على جمرات الغيظ.
[٣] وبعد ذلك يأمر الله -عزَّ وجلَّ- نبيَّه الكريم ومن آمن معه، بأن يتوكلوا عليه وحده، فلا يرجونَ النصرَ إلَّا من عنده، ولا يخافونَ ولا يخشون أحداً غيره، وسيكونُ جزاء ذلك كلِّه نصرهم على من بغى عليهم وكاد لهم، وكفايتهم كلَّ ما أهمهم. خطبة عن لا تقلق ولا تخف (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. [٣] لطيفة من آية ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا ما كتب الله لنا) قال الله -عزَّ وجلَّ- في هذه الآية الكريمة: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) ، [٢] ولم يقل علينا؛ إشارةً منه إلى أنَّ المصائبَ التي تُصيبُ المؤمن إنَّما هي له لا عليه، وتصبُّ في صالحه وإن كان ظاهرها العذاب؛ إذ إنَّ بصبره عليها تزداد حسناته، وترتفع درجاته، وتثقل بها موازين أعماله. [٤] وإنَّ هذا الاستنباط يؤكده قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له). [٥] قراءات آية ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا ما كتب الله لنا) لقد وردَ لهذه الآيةِ الكريمة ثلاث قراءاتٍ، وفيما يأتي بيانهما مع نسبة كلِّ قراءة لصاحبها: [٦] قراءة الجمهور لقد قرأ جمهور القرَّاء كلمة يُصيبنَا بتخفيف الياءِ، [٦] وهي تماماً كما وردت في قوله -تعالى-: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا).
أما أن يصل الأمر ببعض الناس أن يتجاهلوا التحية التى ألقيت إليهم فإن هؤلاء ذنبهم عند الله كبير! ويكفينا قوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا}. السلام على كل الناس: وقد نرى أن البعض قد لايسلم إلا على من يعرف فقط! مع أن الأصل فى السُنة أن إفشاء السلام يكون على من نعرف ومن لانعرف. فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة « رواه أحمد (5/333). وهذا قد يكون أيضاً من علامات قيام الساعة..! ففي رواية أخرى «إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة». أي أن يسلم الخاصة على بعضهم البعض ولا يلقون السلام على من لا يعرفون! حديث عن رد السلام. وفي صحيحي البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي الإسلام خير؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعامَ، وتقرأُ السَّلام على مَنْ عَرَفْتَ ومَنْ لَمْ تَعْرِفْ». إلقاء السلام على مختلف طبقات المجتمع: وقد لا يدرى أحدنا أي الثواب والأجر الذي يجنيه كل منا إذا ألقينا السلام على البسطاء والمساكين ومن ليس لنا حاجة عندهم. جيهان محمود تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز
ثم ذكر الحديث الذي بعده وله تعلق بهذه المعاني وهو -أيضاً-: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: أربعون خصلة: أعلاها منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها؛ رجاء ثوابها وتصديق موعودها، إلا أدخله الله بها الجنة [1] ، وفي رواية: أربعون حسنة، أعلاها مَنيحةُ العَنزِ [2].
الحمد لله. الحديث المذكور: ذكره الصفوري في "نزهة المجالس" (1/105) فقال: " قال نجم الدين النسفي في تفسيره قالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله أنت أحسن من يوسف أم هو أحسن منك ؟ فقال هو أحسن مني خلقا ، وأنا أحسن منه خلقا. أي بضم الخاء. فنزل جبريل وقال: يا محمد ، أخبرني الكريم أن نورك ونور يوسف اقترنا في صلب آدم فصار الحسن والجمال ليوسف ، والصلوات المكتوبة والزكاة المفروضة والسيادة والسعادة والزهد والقناعة والرفعة والشفاء لك يا محمد ". انتهى. ما صحة حديث : ( يوسف أجمل مني خلقا وأنا أجمل منه خلقاً ) . - الإسلام سؤال وجواب. وتفسير نجم الدين النسفي لا يزال مخطوطا ، وهو تفسير غير مسند. والحديث المذكور تبدو عليه أمارات الوضع ، ولم نقف عليه مسندا في كتاب. ومعلوم أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء قاطبة ، وكان من أجمل الناس وأحسنهم. قال البراء بن عازب رضي الله عنه:" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُ خَلْقًا، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ البَائِنِ، وَلاَ بِالقَصِيرِ. أخرجه البخاري (3549) ، ومسلم (2337) ، وفي "صحيح مسلم" (162) في حديث المعراج الطويل من رواية أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه:" ثُمَّ عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ: مَنَ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا هُوَ قَدِ اُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ ".
وإسناده تالف ، فيه حسام بن مصك متروك الحديث. انظر "تهذيب الكمال" (6/7). ثم هو من قول قتادة كما جاء في الرواية ، وكذا رجح الدارقطني في "العلل" (2570). والله أعلم