فضل زيارة عاشوراء مكتوبة يرى علماء الشيعة الاثني عشرية أنَّ لزيارة عاشوراء فضلًا عظيمًا، فالمواظبة على تلاوتها له الكثير من البركات والآثار الحميدة، وأشهرها أنَّها تقضي الحاجات، كما أن لها العديد من الفوائد في الدنيا والآخرة ولها من النعم والأجور ما لا يُعد ولا يُصحى، ورأى علماء الشيعة أنَّ من قرأ هذه الزيارة أثناء زيارة الحسين فقد قُبلت زيارته من الله تعالى، ومن قرأها فإن دعاءه مستجاب وكل ما يحتاج قد انقضى بإذن الله تعالى، حتَّى أنَّه نال الشفاعة والرحمة من الله تعالى، ومن تلاها حقَّ تلاوتها بخشوع وصدق فقد كسب فضل الشفاعة للآخرين أيضًا.
وأسهم هذا الجدل بظهور تيارين داخل الفكر السياسي الاثني عشري كان لكل منهما دوره وتأثيره في الفكر السياسي الاثني عشري حتى أيامنا الراهنة، ومن أحدهما تولدت النظرية القائلة بـ"ولاية الفقيه"، وهو ما سيتم تناوُله في مقالات لاحقة. قام المذهب الاثنا عشري على التفوق الروحي من خلال السعي لحيازة السلطة الدينية دون الالتفات للسلطة السياسية، بدا ذلك من ابتعاد أئمة الشيعة الاثني عشرية عن العمل السياسي ابتعاداً كلياً بعد الانتكاسة العسكرية لثورة الحسين، إذ تجنَّب الباقر والصادق الثورات التي عاصراها، بمواقف صريحة لا تشوبها التَّقِيَّة، كذلك فرّغ الرضا ولاية العهد التي قَبِلَها من مضامينها السياسية، فيما بقيت وزارة علي بن يقطين التي تولاها زمن الرشيد العباسي، وزارة نفعية أقرها "الإمام السابع"، موسى الكاظم لخدمة الشيعة والتشيُّع.
كما تمّ مناقشة الحجج الاقتصاديّة، لأنّ غياب الدعم من أوروبّا أجبر الجماعات التبشيريّة الرهبانيّة على التبادل التجاريّ والاقتصاديّ في العالم الّذي كانتْ تعيش فيه وفي بعض الأحيان على حساب كسر القواعد الخاصّة بهذه الجماعات. كما أنّ المسائل السياسيّة لعبتْ دورها فالتنافس بين العثمانيّين والمغول والصفويّين تطلّب التحالف مع المسيحيّين الأمر الذّي أدّى إلى الصداقة وتقدير الآخر. كما ناقشتنا ليس فقط فضول الشيعة تجاه المسيحيّة بل تعاطفهم وشغفهم بها. لكن، وبعيدًا عن أيّ رغبة في إضفاء طابع مثاليّ على الماضي، شهد التاريخ أيضًا وجهات نظر أخرى منحازة وأخرى سلبيّة في بعض الأحيان فمن الناحية التاريخيّة طالب بعض العلماء في فترات تاريخيّة معيّنة بتهجير المسيحيّين أو اعتناقهم الإسلام. الدولة الفاطمية. أشرنا مرارًا وتكرارًا إلى الحالة المأساويًة للأرمن وهيمنة الجدالات. انتشرتْ كتب الجدالات، سواء كانتْ هذه الجدالات حقيقيّة أو خياليّة، خارج الإمبراطوريّة وانتشرتْ معها حجج ادعائيّة خرجتْ عن السياق التاريخيّ في تلك الفترة. في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديّين، تمّ إضفاء طابع سياسيّ وعدوانيّ أيضًا على تلك الجدالات بمعنى أنّها كانتْ بناءً على طلبٍ من الدولة ممّا يشهد على تسييس العلاقات بين الشيعة والمسحيّين.
نظراً للاعتراضات التي تعرض لها الشيخ الكركي أصدر الشاه طهماسب فرماناً منح فيه الكركي لقب "حجة الإسلام" مع صلاحيات شبه سلطانية تفرض له الطاعة المطلقة على الأمراء والوزراء وأركان الدولة، له حق عزل من يشاء دون الرجوع إلى أحد، كما وضعت أراضي العراق وخراجها تحت تصرفه ينفقه باختياره مع تخصيص جزء من هذه الأراضي وقفاً لأفراد عائلة الكركي من بعده ووضع ميزانية خاصة تحت تصرف الكركي. بقي المنهج الكركي سالكاً رغم الانتقادات التي تعرض لها ولم يقف في وجه هذا المنهج إلا الرغبة السلطوية لتقييد دور الفقهاء ونفوذهم في مؤسسات الدولة بداية من الشاه عباس الكبير وحتى نهاية الدولة الصفوية، حيث قُصر دور الفقهاء على إضفاء الشرعية على سياسات الشاه مقابل خدمات معينة يقدمها الشاه للفقيه، انحسر نتيجة ذلك دور المدرسة الأصولية التجديدية لتعود المدرسة الإخبارية التقليدية للواجهة مناديةً بحرمة الاجتهاد ورفض ولاية الفقيه واعتبار المؤمنين بها منحرفين عن منهج آل البيت. الشيخ النراقي ونظرية ولاية الفقيه مع سقوط الدولة الصفوية وما تبعها من دويلات متناحرة، سعى كل من هؤلاء لخطب ود الفقهاء لتشريع دولهم وسلطاتهم، أسهم ذلك بعودة التيار الأصولي وفتح باب الاجتهاد مجدداً، إذ أكدّ الشيخ الجناحي (كاشف الغطاء) على الاجتهاد واعتبره من المناصب الشرعية، فيما زاد عليه تلميذه النراقي إضفاء الطابع الولايتي على الاجتهاد بالقول: "ولاية الاجتهاد حق ثابت من الله" وبذلك نحا الفكر السياسي الشيعي منحًى تصاعدياً من راوٍ له منصب شرعي إلى ولاية مستمدة من الله إلى ولاية الفقيه المطلقة على يدي الخميني.
خاتمة نقلت الدولة الصفوية المذهب الشيعي الاثني عشري من فضائه الحر إلى المُقَوْلَبِ في مؤسسات حكومية يدين لها بالولاء، وساهمت في إبعاده عن جوهره التوحيدي حين ابتدعت سبّ الصحابة وتشريع الشهادة الثالثة (أن عَلِيّاً وَلِيُّ اللهِ)، مع ما أصابه من وراء التماهي بين الفقيه والسلطان من انزلاق عن مفهوم الإمامة الإلهية نتيجة تقاسُم السلطتين الروحية والزمنية.
فضل سورة الرعد - YouTube
سورةُ الرَّعدِ مقدمات السورة أسماءُ السُّورةِ: سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (الرَّعد) [1] وردت عدةُ آثارٍ عن السلفِ بتسميةِ هذه السورةِ سورةَ الرعدِ. يُنظر: ((الدر المنثور)) للسيوطي (4/599). وقال ابنُ عاشورٍ: (سورةُ الرعدِ، هكذا سُمِّيتْ مِن عهدِ السلفِ، وذلك يدلُّ على أنَّها مسماةٌ بذلك مِن عهدِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ إذ لم يختلفوا في اسمِها). ((تفسير ابن عاشور)) (13/75). ووجهُ تسميتِها بسورةِ الرعدِ: ذكرُ لَفظِ الرَّعدِ فيها في قَولِه تعالى: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ [الرعد: 13]. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/262)، ((تفسير ابن عاشور)) (13/75).. بيان المكي والمدني: سورةُ الرَّعدِ مِن السُّوَرِ المُختَلَفِ فيها؛ فقيل: إنَّها مدنيَّةٌ [2] رواه عطاءٌ الخراسانيُّ عن ابنِ عباسٍ، وبه قال جابرُ بنُ زيدٍ. بحث عن سورة الرعد | المرسال. ورُوي عن ابنِ عباسٍ أنَّها مدنيَّةٌ، إلَّا آيتين نزلتا بمكَّةَ، وهما قولُه تعالى: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ إلى آخرِها. وقيل: مدنيةٌ إلَّا قولَه تعالى: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ فمكِّيَّةٌ.
[٨] المراجع ↑ رواه الألباني ، في صحيح الجامع ، عن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة، الصفحة أو الرقم:1059، صحيح. ↑ محمد الطرهوني (1904)، موسوعة فضائل سور وآيات القرآن/ القسم الصحيح (الطبعة 1)، الدمام:دار ابن القيم، صفحة 315، جزء 1. بتصرّف. ↑ الفيرزآبادي (1996)، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ، القاهرة:المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، صفحة 267، جزء 1. بتصرّف. ↑ المستغفري (2008)، فضائل القرآن (الطبعة 1)، بيروت:دار ابن حزم، صفحة 559، جزء 2. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية ، صفحة 318، جزء 2. بتصرّف. موضوعات سورة الرعد. ^ أ ب جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 195، جزء 4. بتصرّف. ↑ سورة الرعد ، آية:13 ^ أ ب مقاتل بن سليمان (1423)، تفسير مقاتل بن سليمان (الطبعة 1)، بيروت:دار إحياء التراث، صفحة 365، جزء 2. بتصرّف.
غير أنّها قد مرّت على موضوعات كثيرة أخرى منها: إثبات صدق النبي -عليه الصلاة والسلام- في مسألة الوحي والبعث وإفراد الله -تعالى- بالألوهيّة وإبطال أقوال المكذبين بذلك. تفنيد أقوال أهل الشرك في إنكار البعث وتهديدهم بأن يحلّ بهم عذاب كالأمم السابقة. إثبات أنّ الله -تعالى- هو المستحق للعبادة. تخويف الكافرين بيوم القيامة. بيان مكابرة المشركين. بيان صدق المؤمنين. عدد آيات سورة الرعد يبلغ عدد آيات سورة الرعد 43 آية، وترتيبها في المصحف الشريف الثالثة عشرة، تقع بين سورتي يوسف وإبراهيم، وعددها 43 في أكثر المصاحف ولكنّها في مصاحف أهل المدينة 44 آية وفي مصاحف أهل الشام 45 آية، ولكن أكثر مصاحف المسلمين اليوم هي مصاحف أهل الكوفة إن لم نقل كلّها. مقاصد سورة الرعد - سطور. فضل سورة الرعد لم يرد في فضل سورة الرعد أحاديث ثابتة يمكن الاستشهاد بها، وكلّ ما ورد هو من قبيل الأحاديث الواهية التي لا تصح، ومنها حديث: " مَن قرأَ سورة الرّعد أُعطى من الأَجر عشرَ حسنات، بوزن كلِّ سحاب مضى، وكلِّ سحاب يكون، إِلى يوم القيامة، ودرجاتٍ في جنات عَدْن، وكان يوم القيامة في أَولاده، وذرّيّته، وأَهل بيته من المسلمين " ، وحديث: " من قرأَها لم تصبه صاعقةٌ أَبدًا، ودخل الجنة بلا حساب " ، وحديث: " يا عليّ مَنْ قرأَ سورة الرّعد كُتب له بكل قطرة تمطر في تلك السنة ثمانون حسنة، وأَربع وثمانون درجة، وله بكل آية قرأَها مثلُ ثوابِ مَنْ يموت في طلب العلم " ، والله أعلم.
أما في آية سورة لقمان فقد وافق ما قبلها، وهو قوله -تعالى-: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ}، والقياس يكون كما يأتي: لله كما في قوله: {أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للهِ}، لكنه حمل على المعنى، أي القصد من طاعته إلى الله، كذلك القول: يجري إلى أجل مسمى، أي يجري إلى وقته الذي سمي له، وفي قوله -تعالى-: {لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا}، إن الله -تعالى- قد قدم النفع هنا وذلك لأن النفس تميل له وترتاح إليه ولا تسأمه، فقدمه لقوله: {لِأَنْفُسِهِمْ}، وذلك لأنه عند قوله -تعالى-: {قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ}. أراد الله -تعالى في الاية السابقة أن الولي أريد به دأبه نفع وليه مطلقا في حال أصابه ضراء أو لم يصبه، وسواء استطاع دفع الضر أم لم يستطع، فناسب ذلك تقديم النفع على الضر وهذا خلاف للحال في اية سورة الفرقان، أما في قوله -تعالى-: {مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ} في موضعين ضمن سورة الرعد فهو ليس بتكرار؛ لأنه في الموضع الأول قال: {يَصِلُون} وهو متصل به، ثم عطف عليه: {وَيَخْشَونَ}، والموضع الثاني متصل بقوله: {يَقْطَعُونَ} وعطف عليه: {يُفْسِدُونَ}.
سورة الرعد واحدة من السور المدنية، وتدور موضوعات ومضامين سورة الرعد حول وحدانية الله تعالى والإقرار بالرسالة والبعث والجزاء، وسُميت بسورة الرعد لأن هذه الظاهرة الكونية العجيبة تتجلى فيها مقدرة الله ويترسخ فيها سلطانه، على اعتبار أن الرعد قد جمع بين نقيضين اثنين، فهو من جهة ظاهرة مخيفة، ومن جهة أخرى يحمل الخير من خلال الماء النازل من السحاب، وهذا السحاب يحمل ماء وصواعق، وفيه إحياء وفي الوقت نفسه فإن حمله للصواعق يعني حمله الهلاك والإفناء أيضاً.