نشيد نجوى قلم للصف السادس ف1 مدخل الوحدة الثانية طبعة 1441 هـ - YouTube
نجوى قلم لغتي سادس - YouTube
نص نجوى قلم - YouTube
(في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا). يخادعون اللـه والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ﴿٩﴾ - mohd roslan bin abdul ghani. إن المرض الذي في قلوب المنافقين مرض في عقيدتهم أي في العقيدة التي في قلوبهم بحذف المضاف قبل قلوبهم، فهو ليس مرضا في الجسم بل في العقيدة: زيغ وشكّ وريب وضلال، وهم يزدادون مرضا كلما فرض الله فرضا يؤدونه أو بيّن حدا يلتزمونه أو فضحهم الله بكشف حقيقتهم فهم يضطربون لأداء فرض جديد أو استنفار في جهاد أو في حدّ يطبق عليهم، فإن هذا هو زيادة مرضهم كما قال سبحانه: (وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون @ وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون) التوبة/ آية124،125. عقّب الله سبحانه على ادّعاء المنافقين الإصلاح (ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) وعلى زعمهم الإيمان (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون). فقد ذكر الله سبحانه هنا (لا يعلمون) وفيما تقدم (لا يشعرون) لأنه قد ذكر السفه وهو الجهل، فكان ذكر العلم معه أحسن طباقا له ولأن الإيمان يحتاج إلى نظر واستدلال أي إلى علم، ولذلك كان (لا يعلمون) هو المناسب لهذا الموضع. وأما الفساد في الأرض فأمر مبني على الحسّ أي الشعور وهو البارز فيه لذلك كان (لا يشعرون) هو المناسب له.
و "الناس" أصلها الأناس، فخفِّفت بحذف الهمزة لكثرة الاستعمال، قال الشاعر: إنَّ المنايا يَطَّلِعْـ *** ـنَ على الأُناسِ الآمِنينَا [1] وهو مأخوذ من "النوس" وهي الحركة، أو من "الإيناس" وهو المشاهدة، أو من "الأنس"؛ لأنهم يأنس بعضهم ببعض، وكلُّ هذه المعاني فيهم، فهم ينوسون ويتحركون لقضاء حوائجهم، وهم يشاهَدون أي غير مستترين كالجن، وهم أيضًا يأنس بعضهم ببعض؛ لأن الإنسان - كما قال ابن خلدون -: "مدني بالطبع". أما القول بأنه مشتق من النسيان كما قيل: وما سمِّي الإنسان إلا لِنَسْيِهِ *** ولا القلبُ إلا أنه يَتقلَّبُ فهذا ليس بصحيح؛ قال ابن القيم: "لأنه لو كان الإنسان مشتقًّا من النسيان، لقيل: (نسيان) لا (إنسان)" [2]. يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون. و"من" في قوله: ﴿ مَنْ يَقُولُ ﴾ موصولة؛ أي: الذين يقولون بألسنتهم: صدَّقْنا بالله وباليوم الآخر، ولفظ الجلالة "الله" علَمٌ على الربِّ عز وجل، ومعناه: المألوه المعبود بحقٍّ محبة وتعظيمًا، والإيمان بالله يتضمن الإيمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وشرعه. ﴿ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [البقرة: 8] أُعيدَ حرف الجر للتوكيد، واليوم الآخر: يوم القيامة وما فيه من بعث الأجساد والحساب والجزاء على الأعمال، ويدخل فيه كلُّ ما أخبَر به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت؛ من فتنة القبر وعذابه ونعيمه وغير ذلك، وسمي اليوم الآخِر؛ لأنه يأتي بعد نهاية الدنيا.
الحمد لله.