2018-08-13, 01:32 PM #1 المقصود بكثرة السجود في حديث:( فأعني على نفسك بكثرة السجود) الحمد لله أولاً: الحديث المقصود في السؤال ثبت معناه – وليس لفظه - عن رَبِيعَة بْن كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ: " كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ ، فَقَالَ لِي: سَلْ ، فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ ، قَالَ: أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ، قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ ، قَالَ: فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ) رواه مسلم في " صحيحه " (489). ملتقى الشفاء الإسلامي - ربيعة بن كعب الأسلمي.. همة عند الثريا. يقول الإمام النووي رحمه الله: " فيه الحث على كثرة السجود والترغيب به ، والمراد به السجود في الصلاة ". انتهى من " شرح مسلم " (4/206). وقوله عليه الصلاة والسلام: ( بكثرة السجود) يُفهم في إطار القاعدة التي تحكم كثيرا من الأحاديث النبوية الواردة في ترتيب الأجور على الأعمال ، أن من زاد ، زاد الله في حسناته ، ومن نقص نال من الأجر بقدر ما عمل ، فمن يستكثر فالله عز وجل يعطيه أكثر وأكثر ، كما قال أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم: ( إِذًا نُكْثِرُ. قَالَ عليه الصلاة والسلام: اللَّهُ أَكْثَرُ) رواه الترمذي رقم (3573) وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه ، وصححه الألباني في " صحيح الأدب المفرد " برقم (550).
الفائدة الثانية: دل الحديث على استحباب شكر الإنسان لمن يقدم له خدمة أو عملًا؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم أحب أن يكافئ ربيعة على خدمته له؛ فلذلك خيره فيما يريد، وقد جاء في حديث الأشعث بن قيس الكندي وأبي هريرة رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يشكر اللهَ مَن لا يشكر الناسَ))؛ رواه أحمد [2] ، فالإحسان للمحسن وشكره من محاسن الأخلاق التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله، وجحود ذلك وإهماله من مساوئ الأخلاق التي ينبغي أن يترفع عنها المؤمن.
وفي السجود حبٌّ كما فيه قرب: ﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾ [العلق: 19]، وهو عبادة تجلب السعادة. وفيه إظهارُ ذلِّ العبودية في مقابلة عز الربوبية، وفيه تطهير للنفس من هواجس الحسِّ، وهو ثاني ثلاثة أدوية ذكرها الله عز وجل في قرآنه لعلاج ضيقة الصدر، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 97 - 99]. والمعنى: إن كانت تؤذيك كلماتُهم، ويتضايق عند سماعها صدرك فهلمَّ إلى الدواء: تسبيح ممزوج بحمد الله، وسجود مشوب بالخشوع بين يدي الله، وثبات على عبادة الله حتى آخر الأنفاس. إن سجدة واحدة بين يدي الله كفيلة بأن تغير مسار حياتك، لا سيما تلك التي تكون عند السَّحَر الأعلى، فهنالك تُسدَل الأستار، وتُفشى الأسرار، ويخلو المحب بمحبوبه، ويبوح العبد لمولاه بكل ما يتمناه، ويُفضي إليه بذات نفسه، ويُلقي في ساحة بره ورِحاب رحمته بكل هم أرَّقه، وبكل كرب ضايقه، وبكل حزن ألمَّ به، وبكل ذنب أحال حلوَ الأيام مرًّا، وصفو العيش كَدَرًا، فإذ بالهموم تتلاشى، وبالكروب تنفرج، وبالذنوب تُمحى، وبالأحزان تزول.
اعظم مراتب الدين هي مرتبة ، من بين الأسئلة التي سنجيب عنها في هذا المقال ولكن لا بد من الحديث مسبقًا عن الدين الإسلامي ، هذا الدين العظيم المليء بالفوائد لأتباعه لأنه يرقى بالعقل والعلم وكذلك الروح والمادة ويدعو إلى الحضارة والحيوية والتطور، وتبرير الحجة بالأدلة والبرهان، وهو يجمع كل ما يحتاجه الناس والعديد من الفوائد المهمة للدين الإسلامي. ما هي مراتب الدين الثلاثة قبل الخوض في إجابة سؤال ما هي أعلى الرتب الدينية ، يجب أولاً تحديد المرتبة الدينية. رتب الدين ثلاث مرات مذكورة في المقال الذي يذكر أركان كل رتبة من مراتب الدين: [1] الإسلام: وهي المرتبة العامة من مراتب الدين، وأركان الإسلام خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلًا. الإيمان: وله ستّ أركان، وهي: الإيمان بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه. الإحسان: وهو ركنٌ واحدٌ يشير إلى إحسان المرء في عبادة ربّه.
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوْ مُسْلِمًا" قَالَ: فَسَكَتُّ قَلِيلا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوْ مُسْلِمًا" قَالَ: فَسَكَتُّ قَلِيلا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا عَلِمْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوْ مُسْلِمًا إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يُكَبَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ " فقوله صلى الله عليه وسلم: "أو مسلما"؛ لما قال له سعد رضي الله عنه مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا: يعني أنك لم تطلع على إيمانه وإنما اطلعت على إسلامه من الأعمال الظاهرة. المرتبة الثانية: الإيمان الإيمان في اللغة: التصديق المستلزم للقبول والإذعان. وفي الشرع: يختلف معناه بحسب إطلاقه وله حالتان أيضا: الحالة الأولى: أن يطلق على الإفراد غير مقترن بذكر الإسلام فحينئذ يراد به الدين كله كقوله عز وجل: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور البقرة /257، وقوله تعالى: وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين المائدة/23 وقوله صلى الله عليه وسلم: إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون أخرجه مسلم (114).
الإيمان بالكتب: وهو التصديق الجازم بأن الله قد أنزل كتبا على أنبيائه ورسله، وأنها هدى وأن كل ما جاء فيها حق، وأنها من كلام الله بحانه وتعالى، ولا يعلم عددها إلا هو سبحانه وأن يؤمن بها إجمالا إلا ما سمّاها لنا سبحانه، كالتواراة والإنجيل والقرآن، وأن القرآن هو كلام الله فمنه بدأ وإليه يعود، وأنه غير مخلوق، كما يجب الالتزام بأوامره والانتهاء عما نهانا عنه، وأنه مهيمن على جميع الكتب السابقة، وأنه محفوظ تكفّل الله بحفظه من التبديل والتحريف والتغيير. الإيمان بالرسل: وهو الاعتقاد الجازم بأن الله أرسل لعباده رسلا، ليخرجوهم من الظلمات إلى النور، ويجب الإيمان بأن الله وحده يعلم عددهم، وأنه أرسل رسلا لا نعرفهم، فنؤمن بهم إجمالا، ونؤمن بمن سمّى لنا على وجه التفصيل، وهم خمسة وعشرون ذكرهم في كتابه الكريم، ونؤمن أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو أفضلهم وخاتمهم، وأن لا نبي بعده وأن رسالته عامة للثقلين. الإيمان باليوم الآخر: وهو أن يعتقد اعتقادا جازما بأن هناك دارا يحاسب فيها الإنسان، فيجازي الله المحسن، ويعاقب المسيء، ويغفر لمن شاء من عباده فيها لمن لم يشرك بالله. الإيمان بالقدر خيره وشره: وهو أن يؤمن إيمانا جازما بأن كل خير وشر هو بقضاء الله وقدره، وأن الله يعلم مقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها، وأنه كتبها في اللوح المحفوظ قبل إحداثها.