دعاء خطبة الجمعة عن ليلة النصف من شعبان بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على سيد الخلق والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم اغفر لنا ما تقدّم وما تأخر من ذنوبنا، واغفر لنا وللمؤمنين أجمعون أحياءً وأموات، اللهم اقسم لنا في هذه الليلة أن نكون من المقبولين في رحماتك، اللهم أصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، واشرح لنا قلوبنا بنور كتابك الكريم يا ربّ العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وصلّ اللهمّ على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم، والحمد لله رب العالمين.
قال الشيخ أبو الحسن عبيد الله المباركفوري: "ورد في فضيلة ليلة النصف من شعبان أحاديث هي بمجموعها حجة وأضاف قائلا بعد ذكر الروايات الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان: وهذه الأحاديث كلها تدل على عظم خطر ليلة نصف شعبان وجلالة". قال الشيخ وَهْبَة الزُّحَيْلِيّ: "ويندب إحياء ليالي العيدين (الفطر والأضحى)، وليالي العشر الأخير من رمضان لإحياء ليلة القدر، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان، ويكون بكل عبادة تعم الليل أو أكثره، للأحاديث الصحيحة الثابتة في ذلك، ويندب الإكثار من الاستغفار بالأسحار". شاهد أيضًا: هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان فقط خطبة جمعة مكتوبة عن ليلة النصف من شعبان مقالٌ فيه تمّ الخوض في تقديم خطبة طويلة وقصيرة عن ليلــة النصف من شعبان وفضلها، كما قدّم المقال أقوال أهل العلم والاختصاص في إحياء هذه الليلة الكريمة.
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قد مرت بنا سورة البقرة وقرأنا قول الله تعالى في الآية 201 " وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " يقول السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره: " الحسنات المطلوبة في الدنيا ، يدخل فيها كل ما يحسن وقوعه عند العبد: من رزق هنيء واسع حلال ، وزوجة صالحة ، وولد تقر به العين ، وراحة ، وعلم نافع ، وعمل صالح ، ونحو ذلك من المطالب المحبوبة والمباحة. وحسنة الآخرة هي: السلامة من العقوبات في القبر ، والموقف ، والنار ، وحصول رضا الله ، والفوز بالنعيم المقيم ، والقرب من الرب الرحيم. فصار هذا الدعاء أجمع دعاء ، وأولاه بالإيثار ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء به ، ويحث عليه في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار - ملكات الامارات. وزاد مسلم: وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها ، فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه. وفي صحيح مسلم من حديث عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَادَ رجلا من المسلمين قد خَفَتْ فَصَارَ مثل الفَرْخ ، فقال له رسول الله: هل كنت تدعو بشيء ، أو تسأله إياه ؟ قال: نعم ، كنت أقول: اللهم ما كنت مُعَاقِبي به في الآخرة فَعَجِّله لي في الدنيا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله!
وعموم ذلك، يشمل الحور العين ونساء أهل الدنيا، وأن هذا الوصف -وهو البكارة- ملازم لهن في جميع الأحوال، كما أن كونهن { عُرُبًا أَتْرَابًا} ملازم لهن في كل حال، والعروب: هي المرأة المتحببة إلى بعلها بحسن لفظها، وحسن هيئتها ودلالها وجمالها [ومحبتها] ، فهي التي إن تكلمت سبت العقول، وود السامع أن كلامها لا ينقضي، خصوصا عند غنائهن بتلك الأصوات الرخيمة والنغمات المطربة، وإن نظر إلى أدبها وسمتها ودلها ملأت قلب بعلها فرحا وسرورا، وإن برزت من محل إلى آخر، امتلأ ذلك الموضع منها ريحا طيبا ونورا، ويدخل في ذلك الغنجة عند الجماع. والأتراب اللاتي على سن واحدة، ثلاث وثلاثين سنة، التي هي غاية ما يتمنى ونهاية سن الشباب، فنساؤهم عرب أتراب، متفقات مؤتلفات، راضيات مرضيات، لا يحزن ولا يحزن، بل هن أفراح النفوس، وقرة العيون، وجلاء الأبصار.
القول في تأويل قوله تعالى: ( وفاكهة كثيرة ( 32) لا مقطوعة ولا ممنوعة ( 33) وفرش مرفوعة ( 34) إنا أنشأناهن إنشاء ( 35) فجعلناهن أبكارا ( 36) عربا أترابا ( 37) لأصحاب اليمين ( 38)) [ ص: 118] يقول ( وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة) يقول - تعالى ذكره -: وفيها ( فاكهة كثيرة) لا ينقطع عنهم شيء منها أرادوه في وقت من الأوقات ، كما تنقطع فواكه الصيف في الشتاء في الدنيا. ولا يمنعهم منها ، ولا يحول بينهم وبينها شوك على أشجارها ، أو بعدها منهم ، كما تمتنع فواكه الدنيا من كثير ممن أرادها ببعدها على الشجرة منهم ، أو بما على شجرها من الشوك ، ولكنها إذا اشتهاها أحدهم وقعت في فيه أو دنت منه حتى يتناولها بيده. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. وقد ذكرنا الرواية فيما مضى قبل ، ونذكر بعضا آخر منها: حدثنا محمد بن بشار قال: ثنا سليمان قال: ثنا أبو هلال قال: ثنا قتادة في قوله: ( لا مقطوعة ولا ممنوعة) قال: لا يمنعه شوك ولا بعد. وقوله: ( وفرش مرفوعة) يقول - تعالى ذكره -: ولهم فيها فرش مرفوعة طويلة ، بعضها فوق بعض ، كما يقال: بناء مرفوع. وكالذي حدثنا أبو كريب قال: ثنا رشدين بن سعد ، عن عمرو بن الحارث ، عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله القول في تأويل قوله تعالى ( وفرش مرفوعة) قال: " إن ارتفاعها لكما بين السماء والأرض ، وإن ما بين السماء والأرض لمسيرة خمسمائة عام ".
تفسير سورة الواقعة الآية 37 تفسير ابن كثير - القران للجميع لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ 33 وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ 34 إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً 35 فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا 36 عُرُبًا أَتْرَابًا 37 لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ 38 ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ 39 وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ 40 وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ 41 تفسير الآية 37 تفسير عُرُبًا أَتْرَابًا وقوله: ( عربا) قال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس: يعني متحببات إلى أزواجهن ، ألم تر إلى الناقة الضبعة ، هي كذلك. وقال الضحاك ، عن ابن عباس: العرب: العواشق لأزواجهن ، وأزواجهن لهن عاشقون. وكذا قال عبد الله بن سرجس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبو العالية ، ويحيى بن أبي كثير ، وعطية ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وغيرهم. وقال ثور بن زيد ، عن عكرمة قال: سئل ابن عباس عن قوله: ( عربا) قال: هي الملقة لزوجها. وقال شعبة ، عن سماك ، عن عكرمة: هي الغنجة. وقال الأجلح بن عبد الله ، عن عكرمة: هي الشكلة. وقال صالح بن حيان ، عن عبد الله بن بريدة في قوله: ( عربا) قال: الشكلة بلغة أهل مكة ، والغنجة بلغة أهل المدينة. وقال تميم بن حذلم: هي حسن التبعل.