فقال الرجُلُ مُقْسِمًا: واللهِ ما سَألتُه لِألبَسَها، وإنَّما سألتُه لِتَكونَ كَفَني بعْدَ مَماتي، فكأنَّه رجَا بَرَكتَها حينَ لَبِسَها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وبالفعل كان هذا الثَّوبُ كَفنَه الَّذي دُفِن فيه كما قال".
وعنه (ع): "عجبت لرجل يأتيه أخوه المسلم في حاجة فيمتنع عن قضائها، ولا يرى نفسه للخير أهلاً، فهب أنّه لا ثواب يرجى، ولا عقاب يتّقى، فأتزهدون في مكارم الأخلاق". وعن الصادق (ع): "إنّ الرجل ليسألني الحاجة فأبادر بقضائها، مخافة أن يستغني عنها فلا يجد لها موقعاً إذا جاءته". وعنه (ع) لسدير الصيرفي: "يا سدير، ما كثر مال رجل قط إلا عظمت الحجة لله عليه، فإن قدرتهم أن تدفعوها عن أنفسكم فافعلوا، فقال له: يابن رسول الله، بماذا؟ قال: بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم". وعنه (ع) في حديث له: "ومن خالص الإيمان البر بالإخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر". وعنه (ع) قال: "قال الله عزّ وجلّ: الخلق عيالي، فأحبّهم إليَّ ألطفهم بهم، وأسعاهم في حوائجهم". وعنه (ع): "إني لأسارع إلى حاجة عدوي خوفاً أن أردّه فيستغني عني". - النُصح في قضاء الحاجة: الإمام الصادق (ع): "ما من مؤمن يمضي لأخيه المؤمن في حاجة فينصحه فيها إلا كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحا عنه سيئة، قضيت الحاجة أم لم تقضَ، فإن لم ينصحه فيها خان الله ورسوله، وكان النبي (ص) خصمه يوم القيامة". حديث شريف عن قضاء حوائج الناس. وقال أبو بصير عنه (ع): "سمعته يقول: أيّما رجل من أصحابنا استعان به رجل من إخوانه في حاجة، فلم يبالغ فيها بكل جهد، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين... ".
تاريخ النشر: الأحد 19 ذو الحجة 1430 هـ - 6-12-2009 م التقييم: رقم الفتوى: 129815 401482 0 797 السؤال أردت أن أسألكم عن الأجر المترتب على مساعدة الآخرين: والنية في ذلك ـ احتساب الأجر وإدخال البهجة والسرور على إخواني المؤمنين، مع بعض المصالح الشخصية ـ فهل من أحاديث أو أدلة أو قصص تحثني على المواظبة على ذلك؟ وخاصه أنني سمعت حديثا معناه: أنفعكم للناس، ولا أعرفه بحذافيره، فما هو رأيكم؟ وهل مساعدتي لأحد أفضل أجرا من ذكر الله مثلا؟. فأرجو التفصيل في ذلك.
وعلى طالب الحاجة والشفاعة أن لا يطلب الحوائج إلا من أهلها، ولا يطلبها في غير حينها، ولا يطلب ما لا يستحق منها، فإن من طلب من لا يستحق استوجب الحرمان، وليتخيَّر من الكلام أطيبَه، ومن القول أعجبَه، ولا لوم على من رُدَّت شفاعته ولو عظم قدر الشافع، فقد ردت امرأة شفاعة سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- حينما قال لها: " لو راجعت زوجك فإنه أبو ولدك " قالت: يا رسول الله، أتأمرني؟ قال: " لا، إنما أنا شافع " قالت: فلا حاجة لي فيه" [متفق عليه]. وإذا قُضيت حاجة المرء فينبغي الثناء على الشافع وعلى المشفوع عنده، يقول عليه الصلاة والسلام: " لا يشكر الله من لا يشكر الناس " [أخرجه أحمد (2/295)، والبخاري في الأدب المفرد (218)، وأبو داود (4811)، والترمذي (1955) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان (3407)، والألباني في صحيح الترغيب (973)]. ويقول: " من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه " [أخرجه أحمد (2/68)، والبخاري في الأدب المفرد (216)، وأبو داود (1672)، والنسائي (5/82) من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-، وصححه ابن حبان (3408)، والحاكم (1/412)، والألباني في صحيح الترغيب (852)].
قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ «الآية 6 من سورة الحجرات. تقول الدكتورة عايدة أحمد مخلص الأستاذ المساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية بالمنصورة وجوب التثبت فى نقل الأخبار، وسيقت هذه الآية الكريمة لتوعية المسلمين بالتدقيق فى تلقى الأخبار، وترشدهم إلى وجوب التثبت منها ؛لأن التسرع فى تصديق الأخبار ربما يؤدى إلى إفساد العلاقات فيما بينهم، ولما يترتب على قبولها من الفساق من سيئ الآثار. وينبغى أن نوضح أيضًا أن التثبت يجب ألا يقتصر على الفساق فقط؛ لأن بعض الصالحين يحسنون الظن بالناس ويصدقون أقوالهم، وينقلونها بعد ذلك لمن حولهم، ولذلك عبر بحرف (إن) المفيدة للشك للإشعار بأن الغالب فى المؤمن أن يكون يقظاً ، يحكم عقله فيما يسمع من أنباء، ولذلك نكر لفظ (الأنباء) لإفادة العموم فيشمل أى نبأ. ما سبب نزول يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق - إسألنا. فيؤدب الله تعالى عباده المؤمنين بأدب نافع لهم فى دينهم ودنياهم - بأنه إذا جاءهم الفاسق المجاهر بترك شعائر الدين بأيّ خبر، لا يصدقونه بادئ ذى بدء حتى يتثبتوا، ويتطلبون انكشاف الحقيقة ولا يعتمدون على قوله، فإن من لا يبالى بالفسق لا يبالى بالكذب الذى هو من فصيلته- كراهة أن يصيبوا بأذى قوما ويعتدوا عليهم، وهم جاهلون حالهم، فيندموا على ما فرط منهم، ويتمنوا أنه لو لم يكن قد وقع ، وذلك حين تظهر الحقيقة مخالفة للخبر بعد التورط فى آثاره.
#أبو_الهيثم #مع_القرآن 72 53 342, 501
فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البعث إلى الحارث. وأقبل الحارث بأصحابه حتى إذا استقبل البعث وفصل عن المدينة لقيهم الحارث ، فقالوا: هذا الحارث ، فلما غشيهم قال لهم: إلى من بعثتم ؟ قالوا: إليك. قال: ولم ؟ قالوا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بعث إليك الوليد بن عقبة ، فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله. قال: لا والذي بعث محمدا بالحق ما رأيته بتة ولا أتاني. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ | تفسير ابن كثير | الحجرات 6. فلما دخل الحارث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " منعت الزكاة وأردت قتل رسولي ؟ ". قال: لا والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا أتاني ، وما أقبلت إلا حين احتبس علي رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خشيت أن يكون كانت سخطة من الله ورسوله. قال: فنزلت الحجرات: ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ) إلى قوله: ( حكيم) ورواه ابن أبي حاتم عن المنذر بن شاذان التمار ، عن محمد بن سابق به. ورواه الطبراني من حديث محمد بن سابق ، به ، غير أنه سماه الحارث بن سرار ، والصواب: الحارث بن ضرار ، كما تقدم. وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب ، حدثنا جعفر بن عون ، عن موسى بن عبيدة ، عن ثابت مولى أم سلمة ، عن أم سلمة قالت: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا في صدقات بني المصطلق بعد الوقيعة ، فسمع بذلك القوم ، فتلقوه يعظمون أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله ، قالت: فرجع إلى رسول الله فقال: إن بني المصطلق قد منعوني صدقاتهم.
حدثنا بن عبد الأعلى, قال: ثنا أبن ثور, عن معمر, عن قتادة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ) فذكر نحوه. حدثنا محمد بن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن هلال الوزّان, عن ابن أبي ليلى, في قوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) قال: نـزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط. حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن حُمَيد, عن هلال الأنصاري, عن عبد الرحمن بن أبي لَيلى ( إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ) قال: نـزلت في الوليد بن عقبة حين أُرسل إلى بني المصطلق.
يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا | سورة الحجرات | القارئ ماجد الزامل - YouTube
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) يأمر تعالى بالتثبت في خبر الفاسق ليحتاط له ، لئلا يحكم بقوله فيكون في نفس الأمر - كاذبا أو مخطئا ، فيكون الحاكم بقوله قد اقتفى وراءه ، وقد نهى الله عن اتباع سبيل المفسدين ، ومن هاهنا امتنع طوائف من العلماء من قبول رواية مجهول الحال لاحتمال فسقه في نفس الأمر ، وقبلها آخرون لأنا إنما أمرنا بالتثبت عند خبر الفاسق ، وهذا ليس بمحقق الفسق لأنه مجهول الحال. وقد قررنا هذه المسألة في كتاب العلم من شرح البخاري ، ولله الحمد والمنة. وقد ذكر كثير من المفسرين أن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، حين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صدقات بني المصطلق. وقد روي ذلك من طرق ، ومن أحسنها ما رواه الإمام أحمد في مسنده من رواية ملك بني المصطلق ، وهو الحارث بن ضرار ، والد جويرية بنت الحارث أم المؤمنين ، رضي الله عنها ، قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن سابق ، حدثنا عيسى بن دينار ، حدثني أبي أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي يقول: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعاني إلى الإسلام ، فدخلت فيه وأقررت به ، ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها ، وقلت: يا رسول الله ، أرجع إليهم فأدعوهم إلى الإسلام وأداء الزكاة ، فمن استجاب لي جمعت زكاته ، ويرسل إلي رسول الله رسولا لإبان كذا وكذا ليأتيك بما جمعت من الزكاة.