ذات الخمار الأسود قدم بعض التجار مدينة رسول لله ز ومعه حملٌ من الخُمُرِ( [1]) السود ، فلم يجد لها طالباً ولا شارياً ، فكسدت عليه وضاق صدره. فقيل له: ما يُنفقها لك إلاَّ «مسكين الدارمي»( [2]) وهو من مجيدي الشعراء الموصوفين بالظرف. فقصده فوجده قد تزهّد وانقطع في المسجد ، فأتاه وقصّ عليه القصة. فقال: وكيف أعمل وأنا قد تركت الشعر وعكفت على هذه الحال؟. فقال التاجر: أنا رجل غريب ، وليس لي بضاعة سوى هذا الحِمل ، وتضرَّع إليه ، فخرج من المسجد وأعاد لباسه الأول وعمل هذه الأبيات وشهرها وهـي: قُلْ للمليحة في الخمار الأســـود ماذا فعـلتِ بناســــــــكٍ متعبّدِ قد كان شـــــمّر للصــــلاة ثيابه حتى قعــدتِ له بباب المسجد ردّي عليه ثيابه وصــــــــــلاته لا تقتليه بحـــقّ دين محمّــــد فشاع بين الناس أن «مسكيناً الدرامي» قد رجع إلى ما كان عليه ، وأحبَّ واحدة ذات خمار أسود ، لم يبق في المدينة ظريفة إلاَّ وطلبت خماراً أسود. الي ذات الخمار الاسود - الجمهور العربي. فباع التاجر الحمل الذي كان معه بأضعاف ثمنه ، لكثرة رغباتهم فيه ، فلما فرغ منه عاد «مسكين» إلى تعبده وانقطاعه. ---------------------- 1) الخمار جمع خِمار ، وهو ما تغطي به المرأة وجهها.
نسينا أو تناسينا رمزية القصة، وعاشت في دواخلنا أسطورة العابد الذي فتنته ذات الخمارِ الأسود. " حتى بعدما صرنا نعلم القصة الحقيقة وراء كتابة تلك الأبيات؛ نظل مُحلقين في سماواتها التي ما زادت عن ثلاث سماوات. تُرى من تكون تلك المليحة التي جردت الزاهد من زهده، وخلعت عن الراهب ثوب الرُهبان؟ رغم علمنا بخبر تلك الأبيات وأنها قيلت كدعاية للخُمر السوداء التي كانت لا تلقى رواجًا لدى نساء المدينة؛ إلا أننا وحتى يومنا هذا مازلنا محدقين بتلك الرواية الخيالية، ولم تغب عن تصورنا تلك "المليحة". ماذا لو كانت القصة حقيقة؟ وماذا لو كانت تلك "المليحة" على نفس الدرجة من الشاعرية والبلاغة؟ تُرى ما قد يكون ردها؟ ربما كانت لتقول: قُل للناسك المتعبدِ من بعد زهدك ما لي غير الأسودِ ما إن رأيتك للصلاة مشمرًا حتى هرعت صوب المسجدِ ما جئت أرجو فتنتك لكن جوارًا في رحاب المسجدِ أقلع المسكين عن الإبحار في بحور الشعر العربي منذ ذلك اليوم، وظل شراع تلك الأبيات مرفوعًا إلى يومنا هذا. ولما طال الحديث عن تلك المليحة؛ حُق لها أن تخرج عن صمتها، وتخبرنا أنها لم تك ترجو للناسك فتنة، لكنها مثله جاءت لتتعبد. ذات الخمار الأسود إلى. إن كان لتلك القصة أن تكتمل فلتكتمل بخالدية كما بدأت، ولا سرمدية لهذان العاشقان سوى أن يجمعهما الزهد؛ فيفرقهما الموت، ليجمعهما في رحاب الجنان من جديد.
وكان هو يتساءل: ماذا يفعل هؤلاء الشبان داخل الغابة من الصباح إلى المساء؟ إلى أن أتى اليوم الذي ألقى الشبان التحية على طلال حيدر في الصباح ودخلوا الغابة. وفي المساء خرج طلال حيدر ليشرب قهوته لكنه لم يرَ الشبان يخرجون، فانتظرهم لكنهم لم يخرجوا، فقلق عليهم، إلى أن وصله خبر يقول: إنّ ثلاثة شبّان عرب قاموا بعملية فدائيّة وسط الكيان الصهيوني، وعندما شاهد صور الشبّان الثلاثة فوجئ أنّ الشبان الذين استشهدوا هم أنفسهم الشبان الذين اعتاد أن يتلقى التحية منهم في الصباح والمساء. وعُرفت تلك العملية بعملية الخالصة، التي نُفذت في مستوطنة كريات شمونة، شمال فلسطين، في صباح 11 أبريل نيسان 1974، وكان أبطالها الفلسطيني منير المغربي (أبو خالد)، والحلبي السوري أحمد الشيخ محمود، والعراقي ياسين موسى فزاع الحوزاني (أبو هادي). كلمات الأغنية: وحدن بيبقو متل زهر البيلسان.. وحدهن بيقطفو وراق الزمان.. بيسكروا الغابي بيضلهن متل الشتي يدقوا على بوابي يا زمان.. يا عشب داشر فوق هالحيطان.. ضويت ورد الليل عكتابي.. برج الحمام مسور وعالي.. ذات الخمار الأسود ليس جديداً وهذه. هج الحمام بقيت لحالي لحالي.. يا ناطرين التلج ما عاد بدكن ترجعوا.. صرخ عليهن بالشتي يا ديب بلكي بيسمعوا.. اليوم.
وينعقد اجتماع الربيع لأكبر مؤسستين دوليتين خلال شهر أبريل الجاري، في وقت تواجه فيه جهود التنمية في العالم تحديات غير مسبوقة على رأسها الأزمة الروسية الأوكرانية التي ألقت بظلالها على توقعات المؤسسات الدولية لنمو الاقتصاد العالمي، فضلا عن تداعيات جائحة كورونا على سلاسل التوريد ومعدلات التضخم. وبصفتها محافظ مصر لدى مجموعة البنك الدولي، أحد أكبر شركاء التنمية، لجمهورية مصر العربية، تشارك الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في الاجتماعات حيث من المقرر أن تتحدث في عدد من الفعاليات المهمة لمناقشة التحديات التي تواجه الدول النامية والناشئة في مصر.
ومع تقادم الزمن ضرب الإهمال هذا المقام الطاهر للسيدة كلثم، فكاد أن يندثر، وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا لإعادة تجديده وإعماره بما يتناسب مع مكانة "سيدة العابدات".
السبت 16/أبريل/2022 - 01:01 م مقامات ومزارات تعرض بوابة "فيتو"، عبر الموقع الإلكتروني، ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، برنامج "مقامات ومزارات"، كل يوم، طوال شهر رمضان المبارك، وذلك في الساعة الخامسة قبل المغرب. البرنامج يعده ويقدمه الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، ومن تصوير سيد حسن. وتعرض حلقة اليوم، جوانب من حياة السيدة "أم كلثوم".. حفيدة الإمام الحسيـن والملقبة بـ "سـيدة العابدات". وقد رزق الله مصر بواحدة من "كلثومات" آل بيت النبى، وهى أم كلثوم بنت القاسم الطيب بن محمد المأمون بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الإمام الحسين، أى أنها من الفرع الحسينى فى آل البيت، ومن فرط عشق المصريين لها فإنهم دللوها فاشتهرت بينهم باسم "السيدة كلثم"، وأحيانا "كلثوم". موعد اذان المغرب بجده. حضور الأسرة ولم تتشرف أرض مصر بالسيدة "كلثم" وحدها، بل كان الشرف مضاعفا بوجود أسرتها: والدها ووالدتها وأخويها وأختها، ومشاهدهم فى تلك البقعة المباركة التى تقع بين مسجدى الإمامين الشافعى والليث بن سعد. والراجح فى كتب المؤرخين الثقات أن هذه الأسرة الحسيبة الشريفة جاءت إلى مصر فى زمن حاكمها أحمد بن طولون (مؤسس الدولة الطولونية)، فقد سمع ابن طولون عن كرامات وبركات "يحيى بن القاسم، الذى اشتهر بلقب "الشبيه" لشدة شبهه بجده النبى صلى الله عليه، وسلم، فأرسل إليه يستقدمه إلى مصر.