فقد اخبره الله تعالى انه سوف لا يستطيع النطق لمدة ثلاثة ايام ، واذا حدث له ذلك فيتأكد ان امرأته حامل ، وعليه ان يتحدث مع الناس بالاشارة ، وان يسبح الله سبحانه وتعالى فى الصباح والمساء. وفى يوم خرج زكريا عليه السلام على الناس وكان قلبه مليئ بالشكر، واراد ان يكلم الناس ولكن لسانه كان لا ينطق ، فعرف ان معجزة الله قد تحققت ، واشار الى قومه ان يسبحوا الله فى الفجر و العشاء ، وكان يسبح هو فى قلبه ، ثم صلى زكريا عليه السلام شكر لله على استجابته لدعوته وعلى منحه لابنه يحيي ، واستمر زكريا يدعوا الله حتى وفاته. وليست هناك روايات صحيحة عن وفاة سيدنا زكريا عليه السلام ، ولكن هناك روايات كثيرة ضعيفة ذكرت انه قتل على يد جنود الملك الذى قتل يحيى من قبل.
وقد استجاب الله تعالى لسيدنا زكريا عليه السلام وعندما كان يهمس بدعائه نادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب "يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا"، تفاجأ زكريا عليه السلام بهذه البشرى ، فسوف يكون له ولد ليس له شبيه او مثيل من قبل ، ومن فرط فرحه شعر زكريا عليه السلام باضطراب ولدهشته سأل ربه قائلا " قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا". وكان سيدنا زكريا عليه السلام مندهشا من كونه عجوز وامرأته كان عاقر "قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا "، وقد افهمت الملائكة سيدنا زكريا عليه السلام ان هذه مشيئة الله ، ولا يوجد شئ صعب على الله عز وجل ، فما يريده يأمره بالوجود فيوجد، وان الله خلق زكريا عليه السلام ولم يكون شيئا "اِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ". وفرح زكريا عليه السلام فرح شديدا وشكرالله وسأله ربه ان يجعل له اية او علامة ، "قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا".
امتلأ قلب زكريا بالشكر لله وحمده وتمجيده.. وسأل ربه أن يجعل له آية أو علامة. فأخبره الله أنه ستجيء عليه ثلاثة أيام لا يستطيع فيها النطق.. سيجد نفسه غير قادر على الكلام.. سيكون صحيح المزاج غير معتل.. إذا حدث له هذا أيقن أن امرأته حامل، وأن معجزة الله قد تحققت.. وعليه ساعتها أن يتحدث إلى الناس عن طريق الإشارة.. وأن يسبح الله كثيرا في الصباح والمساء.. وخرج زكريا يوما على الناس وقلبه مليء بالشكر.. وأراد أن يكلمهم فاكتشف أن لسانه لا ينطق.. وعرف أن معجزة الله قد تحققت.. فأومأ إلى قومه أن يسبحوا الله في الفجر والعشاء.. وراح هو يسبح الله في قلبه.. صلى لله شكرا على استجابته لدعوته ومنحه يحيي.. ظل زكريا عليه السلام يدعوا إلى ربه حتى جاءت وفاته. ولم ترد روايات صحيحة عن وفاته عليه السلام.
ويروي الإمام مسلم في صحيحه: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخاً مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ إِلاَّ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ». ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}. كفالة زكريا لمريم: أثار ميلاد مريم بنت عمران مشكلة صغيرة في بداية الأمر.. كان عمران قد مات قبل ولادة مريم.. وأراد علماء ذلك الزمان وشيوخه أن يربوا مريم.. كل واحد يتسابق لنيل هذا الشرف.. أن يربي ابنة شيخهم الجليل العالم وصاحب صلاتهم وإمامهم فيها. قال زكريا: أكفلها أنا.. هي قريبتي.. زوجتي هي خالتها.. وأنا نبي هذه الأمة وأولاكم بها. وقال العلماء والشيوخ: ولماذا لا يكفلها أحدنا.. ؟ لا نستطيع أن نتركك تحصل على هذا الفضل بغير اشتراكنا فيه. ثم اتفقوا على إجراء قرعة. أي واحد يكسب القرعة هو الذي يكفل مريم، ويربيها، ويكون له شرف خدمتها، حتى تكبر هي وهي تخدم المسجد وتتفرغ لعبادة الله، وأجريت القرعة.. وضعت مريم وهي مولودة على الأرض، ووضعت إلى جوارها أقلام الذين يرغبون في كفالتها، وأحضروا طفلا صغيرا، فأخرج قلم زكريا.. قال زكريا: حكم الله لي بأن أكفلها.
ثم اتفقوا على إجراء قرعة. أي واحد يكسب القرعة هو الذي يكفل مريم، ويربيها، ويكون له شرف خدمتها، حتى تكبر هي وهي تخدم المسجد وتتفرغ لعبادة الله، وأجريت القرعة.. وضعت مريم وهي مولودة على الأرض، ووضعت إلى جوارها أقلام الذين يرغبون في كفالتها، وأحضروا طفلا صغيرا، فأخرج قلم زكريا.. حكم الله لي بأن أكفلها. قال العلماء والشيوخ: لا.. القرعة ثلاث مرات. وراحوا يفكرون في القرعة الثانية.. حفر كل واحد اسمه على قلم خشبي، وقالوا: نلقي بأقلامنا في النهر.. من سار قلمه ضد التيار وحده فهو الغالب. قال تعالى: وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ وألقوا أقلامهم في النهر، فسارت أقلامهم جميعا مع التيار ما عدا قلم زكريا.. سار وحده ضد التيار.. وظن زكريا أنهم سيقتنعون، لكنهم أصروا على أن تكون القرعة ثلاث مرات. قالوا: نلقي أقلامنا في النهر.. القلم الذي يسير مع التيار وحده يأخذ مريم. وألقوا أقلامهم فسارت جميعا ضد التيار ما عدا قلم زكريا. وسلموا لزكريا، وأعطوه مريم ليكفلها.. وبدأ زكريا يخدم مريم، ويربيها ويكرمها حتى كبرت.. كان لها مكان خاص تعيش فيه في المسجد.. كان لها محراب تتعبد فيه.. وكانت لا تغادر مكانها إلا قليلا.. يذهب وقتها كله في الصلاة والعبادة.. والذكر والشكر والحب لله.. وكان زكريا يزورها أحيانا في المحراب.. وكان يفاجأه كلما دخل عليها أنه أمام شيء مدهش.. يكون الوقت صيفا فيجد عندها فاكهة الشتاء.. ويكون الوقت شتاء فيجد عندها فاكهة الصيف.
اطول الناس اعناقا يوم القيامه هو الموضوع الّذي سيناقشه المقال، فقد خلق الله تعالى الإنسان ليعبده فهذه الغاية العليا والأسمى من خلقه وقد أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل عليهم السّلام ليهدوا الإنسان إلى طرق الهداية والحقّ فيعملوا بما أمرهم به الله ويجزيهم الله خير الجزاء في الآخرة.
تاريخ النشر: الأربعاء 5 محرم 1425 هـ - 25-2-2004 م التقييم: رقم الفتوى: 44519 40121 0 325 السؤال رجل يؤذن لصلاة الفجر وبعض الأوقات الأخرى ما هو فضل الأذان والحرص على صلاة الفجر حيث يأتي إلى المسجد قبل الفجر بساعة تقريبا ويصلي أربع ركعات بنية القيام الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالأذان عبادة عظيمة الثواب عند الله تعالى لكونه سبباً للتنبيه ومدعاة لحضور الناس إلى الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين. والأحاديث النبوية الصحيحة كثيرة في فضل الأذان، ففي الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً. وفي صحيح البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي سعيد الخدري: إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة، قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي صحيح مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة.
فائدة: اذا كان الامر كذلك فلماذا عدل النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون الى الامامة ولم يقوموا بوظيفة الاذان؟ الجواب: لانشغالهم باحوال الامة وتصريف الدولة عن مراقبة أوقات الاذان لانه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بالشيء السهل فكان الواحد منهم مثلا يراقب الشمس عند زوالها فيبقى في ذلك اكثر من نصف ساعة لان الظل عند الزوال يكون تقلصه قليلا فينظر فاذا بدأ بالزيادة فهذا هو الزوال وكذلك صلاة العصر والمغرب وكذلك صلاة الفجر فالمؤذن له عمل اكثر بكثير من عمل الامام. المؤذنون والصورة الكنائية. صفات المؤذن: 1- ان يكون أميناً: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤذن مؤتمن، والإمام ضامن، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين " ( ابو داود 517). 2- ان يكون صيتاً: ما جاء في حديث أبي محذورة: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أعجبه صوته فعلمه الأذان). 3- أن يكون ندي الصوت: لقول النبي لعبد الله بن زيد: " فاخرج مع بلال، فألقها عليه، وليناد بلال، فإنه أندى منك صوتا " ( سنن ابي داود 499) أندى منك صوتا: رفيع الصوت، وحسن الصوت. 4- أن لا يأخذ أجراً على الاذان: (عن عثمان بن أبي العاص قال إن من آخر ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا) ( الترمذي 209).
__________________ 《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢).
وما اختاره القرطبي رحمه الله هو الصواب، فلم يؤذن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدين لانشغالهم بالخلافة، فالإمام يتعلق به جميع شؤون الناس، ولو تفرغ لمراقبة الوقت لانشغل عن مهمات المسلمين خاصة في الزمن السابق ومن ذلك قول عمر رضي الله عنه:" لو أطقت الأذان مع الخلافة لأذنت" رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 224). الفائدة الثانية: استدل بالحديث من يرى تفضيل الأذان على الإمامة وبه قال الحنابلة وهو الراجح عند الشافعية. واستدلوا: (1) بحديث الباب قال النبي صلى الله عليه وسلم:" الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". اطول الناس اعناقا يوم القيامه محمد ايوب. (2) حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين" رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع حديث رقم " 2787". ووجه التفضيل: أن الأمانة أعلى من الضمان فالأمين متطوع بعمله، والضامن يجب عليه فعل ما التزم به" [انظر المجوع (3/ 86)]. (3) حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لا يسمع مدى صوت المؤذن إنس ولا جن ولا شيء إلا شهد بيه يوم القيامة" رواه البخاري.