اللهم وفقنا لما يرضيك وجنبنا سخطك وعقابك واعف عنا واغفر لنا وارحمنا وتقبل منا إنك انت السميع العبيم والبر الرحيم
ولك أيضًا أن تعرف رواية ألبير كامو عن: «الغريب» الذي ضاق بكلام الآخرين، وزهَد بإلقاء نظرة أخيرة على وجه أمه الراحلة. الاغتراب له أضلاع هندسية غير متساوية في الوجود والحياة؛ سفر طوعي للبحث عن الفرص، وتنفس الأوكسجين النقي، واكتشاف للنفس وسط الثقافات والتجارب. هناك سفر قسري للنجاة بالنفس من النحر أو الكواتم الصامتة، وهروب من الاستبداد والقمع والعدالة المفقودة في الأوطان. كلاهما أسفار متنافرة بالأمزجة والرغبات للنفس البشرية. كلام عن الدموع قصة عشق. وخليط من الرؤى المتنافرة. هناك من يستريح في غربته بضبط إيقاع العقل والنفس. يقول الشافعي "سافر ففي الأسفار خمس فوائد – تفرج هم ّ واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد". وآخر يعكّر حياته قلق العودة واللاعودة، وعدم التكيّف مع النفس، حيث يكثر زفير الآهات، ويقلُ شهيق الصبر والأمل. ويعيش عذابات ذكريات البيت الأول، وحديقة الدار، وملاعب الطفولة، ونخلة الوالد. مثلما أثارت النخلة "عبد الرحمن الداخل" شجونه عندما رآها في رصافته شبيهة به؛ فكلاهما غريب عن وطنه: "فقلت: شبيهي في التغرب والنوى-وطول اكتئابي عن بنيّ وعن أهلي". لا تاريخ للغريب بمنطق علم الاجتماع، ولا وجود لفراغ الزمن في الحياة بمنطق الفلسفة؛ متواليات أحزان لا تتوقف.
وكالة الحوزة - قال الإمام الخامنئي: إنّ أمير المؤمنين الذي هو الإسلام المتجسّد والقرآن الناطق كان شهيد فاجعة ومؤامرة وخطأ كبير في صلب المجتمع الإسلاميّ. وكالة أنباء الحوزة - ينشر موقع الإعلامي مقتطفات من كلام الإمام الخامنئي بتاريخ 15/8/1979 حول أهمية الوعي العام قُبالة المؤامرات، ويشرح سماحته الأجواء والأسباب التي أحاطت باستشهاد أمير المؤمنين عليّ (عليه السّلام) مشدّداً على أهميّة أن لا يجري ذكرى مصابه سلام الله عليه من أجل حرق القلب وذرف الدموع فقط، بل لكي يطّلع الناس على السبب الذي يُقتل من أجله العليّون، ويُردف سماحته قوله هذا بالإشارة إلى أنّ أمير المؤمنين الذي هو الإسلام المتجسّد والقرآن الناطق كان شهيد فاجعة ومؤامرة وخطأ كبير في صلب المجتمع الإسلاميّ.... هذه الليلة هي الليلة الحادية والعشرون من شهر رمضان. لقد اعتاد ناسنا النظر إلى هذه الليلة كليلة مصيبة عظيمة، وهي كذلك، لأن هذه الليلة هي فاجعة تاريخية للأمة الإسلامية. نحن في عصرنا نفهم عمق هذه الفاجعة. لا نريد أن نطرح مأساة الاستشهاد لأمير المؤمنين (ع) بقصد حرق القلب وذرف الدموع. فهذا ليس كل المطلوب بالنسبة إلينا. جريدة الرياض | الدراما التاريخية وماء الملام. إنما لا بد لنا أن نعرف كيف يُقتل العلِيُّون، وعلى يد أيّ الأشخاص؟ اليوم هو الزمن الذي نحتاج فيه إلى معرفة ذلك أكثر وأفضل من أي وقت مضى.
[ ص: 264] والمقاربة: أن يصيب ما قرب من الغرض إذا لم يصب الغرض نفسه. ولكن بشرط أن يكون مصمما على قصد السداد وإصابة الغرض، فتكون مقاربته عن غير عمد. ويدل عليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث الحكم بن حزن الكلفي: "أيها الناس إنكم لن تعملوا - أو لن تطيقوا - كل ما أمرتكم، ولكن سددوا وأبشروا". والمعنى: اقصدوا التسديد والإصابة والاستقامة، فإنهم لو سددوا في العمل كله، لكانوا قد فعلوا ما أمروا به كله. فأصل الاستقامة استقامة القلب على التوحيد، كما فسر أبو بكر الصديق وغيره قوله: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا بأنهم لم يلتفتوا إلى غيره، فمتى استقام القلب على معرفة الله، وعلى خشيته، وإجلاله. الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. ومهابته، ومحبته، وإرادته، ورجائه، ودعائه، والتوكل عليه، والإعراض عما سواه، استقامت الجوارح كلها على طاعته، فإن القلب هو ملك الأعضاء، وهي جنوده، فإذا استقام الملك، استقامت جنوده ورعاياه، وكذلك فسر قوله عز وجل: فأقم وجهك للدين حنيفا بإخلاص القصد لله وإرادته وحده لا شريك له. وأعظم ما يراعى استقامته بعد القلب من الجوارح: اللسان، فإنه ترجمان القلب والمعبر عنه، ولهذا لما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالاستقامة، وصاه بعد ذلك بحفظ لسانه، وفي " مسند الإمام أحمد " عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه.
وقوله: ( وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) يقول: وسروا بأن لكم في الآخرة الجنة التي كنتم توعدونها في الدنيا على إيمانكم بالله, واستقامتكم على طاعته. كما حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ ( وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) في الدنيا.
ثم تبشرهم بالجنة التي وعد الله بها أهل التوحيد فتقول لأهل الاستقامة (وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) فيؤمّن الله خوفه، ويُقر عينه فلا يبقى هول من أهوال يوم القيامة إلا هي للمؤمن قرة عين لما هداه الله ولما كان يعمل في الدنيا كما قال بعض السلف.