[٦] وتوحيد الربوبيَّة يعني كذلك اعتقاد أنَّ كلُّ ما يأتينا من خير ونِعم فهو من الله تعالى وحده بوصفه ربَّاً للكون، فالله -تعالى- هو السَّيد المالك المربي، [٧] قال -تعالى-: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ). [٨] توحيد الألوهيَّة وهو أن لا تُصرف عباداتنا إلَّا لله -جلَّ وعلا-، وهو توجيه العبادة لله تعالى فقط، ويسمى توحيد العبادة، ومن قدَّم عبادةً لغير الله فقد أشرك في توحيد الألوهيَّة، [٩] وتوحيد الألوهيَّة يعني أنَّ سائر العبادات؛ كالصوم والصلاة والذبح والسجود وغيرها لا يصحُّ أن توجَّه إلَّا لله وحده، قال -تعالى-: (قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ). [١٠] توحيد الأسماء والصِّفات ويكون العبد موحداً لله تعالى في أسمائه وصفاته إذا أطلقها على الله تعالى وحده، فلا يصحّ إطلاقها على غيره، بالإضافة إلى نفي أن يشبه أحدٌ اللهَ سبحانه في كمال أسمائه وصفاته العلا، [١١] فأسماء الله تعالى وصفاته خاصة به، ولا مصدر لها إلا من القرآن الكريم والسنة النبوية، [١٢] قال الله -عزَّ وجل-: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).
والعبادة أنواع، والعبادة يفعلها العبد، والله جل وعلا هو المستحق للألوهة وللعبادة؛ يعني هو ذو الألوهة وهو ذو العبادة على خلقه أجمعين. توحيد الألوهية هو توحيد الله بأفعال العبد؛ أفعالك متنوعة التي تفعلها تقربا، فإذا توجّهت بها لواحد-لواحد وهو الله جلّ وعلا- كنت موحّدا توحيد الإلهية، فإذا توجه العبد بها لله ولغيره، كان مشركا في هذه العبادة. والنوع الثالث من التوحيد توحيد الأسماء والصفات: ومعناه أن يعتقد العبد أن الله جلّ وجلاله واحد في أسمائه وصفاته لا مُماثل له فيهما، وإن شَرِك بعضُ العباد اللهَ جل وعلا في أصل بعض الصفات؛ لكنهم لا يَشْرَكونه جل وعلا في كمال المعنى؛ بل الكمال فيها لله وحده دون من سواه؛ فمثلا المخلوق قد يكون عزيزا، والله جل جلاله هو العزيز، له؛ للمخلوق من صفة العِزّة ما يناسب ذاته الحقيرة، الوضيعة، الفقيرة، والله جلّ وعلا له من كمال هذه الصفة منتهى ذلك، ليس له فيها مثيل، وليس له فيها مشابه على الوجه التام؛ قال جل وعلا ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾[الشورى:11].
وأن لا تستحدث لله صفات ولا أسماء من الهوى لأن أسماء الله توقيفية وكذلك صفات الله توقيفية جاءنا بها وحي السماء إما في نص قرآني أو في نص نبوي صحيح. ومن الألفاظ الخاطئة شرعياً في وصف الله تعالى وإن كان النية عند قائلها سليمة كلمة يا ساتر يا رب أو يا ستار يا رب، الوصف الصحيح في السنة النبوية ستير. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر يستحي أن يرفع العبد إليه يديه بالدعاء فيردهما صفراً خائبتين)، كلمة ستار المعنى صحيح المعنى أنه عظيم الستر، ولكن لم يصفه بها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصف الله نفسه بكونه ستارا إنما وصفه رسوله بكون ستيراً. بحث كامل عن التوحيد واقسامه - موسوعة. اقرأ أيضا: أنواع التوحيد الثلاثة فاعلم عزيزي القارئ أنه لا يكفي في التعبد صحة المعنى فقط ولا سلامة النية فقط بل لابد مع سلامة النية وصحة المعنى سلامة اللفظ أيضا. والصحابة الكرام كانوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي كان يملي عليهم ما ينزل فكانوا يقولون: "يا رسول الله راعنا يا رسول الله"، وكانوا يقصدون تمهل حتى نكتب. وكلمة راعنا فيها معنى التمهل والانتظار وفيها معنى الرعونة والحمق والطيش، ومن ثم اليهود كانوا يقولون كنا نسب محمداً والآن أصحابه يسبونه، فأنزل الله تعالى قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
تعزيز قيم المواطنة والقيم االجتماعية لدى الطالبة. المساهمة في إكساب المتعلمات القدر المالئم من المعارف والمهارات المفيدة ، وفق تخطيط منهجي يراعي خصائص الطالبة في هذه المرحلة. الأهداف الخاصة لمادة التوحيد 1 نظام مقررات وهى: •أن تفكر الطالبة في آيات الله سبحانه وتعالى. •أن تستدل الطالبة على وجود الخالق وقدرته سبحانه وتعالى. •أن تتثبت لدى الطالبات العقيدة الدينية الصحيحة. •أن تزداد فهم الطالبة أركان الاسلام الخمسة. •أن تعرف الطالبة حقيقة دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وعموم رسالته. •أن تزداد فهم الطالبة بما يجب على الانسان معرفته نحو ربه ونبيه ودينه. •أن تحقق الطالبة عبادة الله وحده ال شريك له. •أن تكتسب الطالبات معلومات عن العقيدة كالبعث واليوم الاخر والجنة والنار. •تبصير الطالبة بالعقيدة الصحيحة وأحكام الاسلام في العبادات والمعاملات والاهداف الغريبة لدراستها للعلوم الدينية. •التزام منهج الاسلام في سلوك الفرد وسلوك الجماعة والقدوة الحسنة من خلال تمسكه بالشريعة. •النظر في مخلوقات الله وتدبرها فيها من آيات ودلائل قدرته. •سلوك أحدث الطرق التربوية في التمهيد للدروس وربطها بالدروس الاخرى والاكثار من المناقشة والحوار وتوجيه الاسئلة وتصحيح الاخطاء بصورة فردية.
وهو استقراء تام لنصوص الشرع. ولا يجوز فصل أحد الثلاثة عن الآخر؛ قال الشيخ سليمان بن عبدالله - رحمه الله - موضحًا تلازم أنواع التوحيد الثلاثة: "سمي دين الإسلام توحيدًا؛ لأن مبناه على أن الله واحد في مُلكه وأفعاله، لا شريك له، وواحد في ذاتِه لا نظير له، وواحدٌ في إلهيته وعبادته، لا ندَّ له. وهذه الثلاثة متلازمة، كل نوع منها لا ينفك عن الآخر. فمن أتى بنوع منها ولم يأتِ بالآخر، فما ذاك إلا لأنه لم يأتِ به على وجه الكمال المطلوب". ثانيًا: بعضهم يجعلها قسمين: • توحيد القصد والطلب، وهو توحيد الألوهية. • وتوحيد المعرفة والإثبات، وهو التوحيدان الآخران. مرحباً بالضيف
اما الدليل من الاجماع على هذه القاعدة فظاهر في اجماع فقهاء الامة الاسلامية، على ضرورة تكليف المدعي بالبينة، والمدعي عليه باليمين، ولم يظهر اختلاف بخصوص هذه المسألة بين الفقهاء المسلمين. ومن الامثلة التطبيقية لهذه القاعدة في الفقه الاسلامي انه اذا ادعى شخص على اخر ديناً وجب عليه اثباته بالبينة وان تعذر وجب اليمين على المدعي عليه(8). وكذا اذا ادعت زوجة نفقة من زوجها، فانكر الزوج (المدعي عليه) كون المرأة زوجته، فيتطلب الامر منها في هذه الحالة اثبات الزوجية بالبينة، فاذا عجزت يكلف الزوج باداء اليمين بطلب الزوجة، فان حلف لا تسمع الدعوى فترد، وان نكل يحكم عليه بالنفقة(9). ثانياً- قاعدة البينة على المدعي واليمين على المنكر في الفقه القانوني: هنالك توافق كبير بين الفقه الاسلامي والقانوني بشأن تقرير هذه القاعدة(10)، حيث يذهب الاتجاه الفقهي القانوني السائد الى القول بأن المدعي هو المكلف باقامة البينة، اماالمدعي عليه فإنه يكلف بحلف اليمين اذا تعذر بعد ذلك اقامة البينة من قبل المدعي. اساس هذا الاتفاق الفقهي هو الاتفاق التشريعي، فالنصوص التشريعية القانونية كالقانون العراقي والقوانين العربية الاخرى تؤكد مضمون هذه القاعدة(11).
3- قد يوجد من الناس من لا رادع عنده ولا تقوى؛ فيدعي دماء أناس وأموالهم. 4- الأصل براءة الإنسان المسلم من كل تهمة ونقيصة حتى تثبت بينة. 5- الحديث أصل في باب القضاء. [1] الفتوحات الربانية (7/ 349). [2] شرح مسلم للنووي (12/4 ج 1711). [3] شرح الأربعين لابن دقيق العيد (99) المفهم شرح مسلم للقرطبي (5/ 148 ح 1802). [4] الإلمام (351).
فعلم أن هذا الحديث تضطر إليه القضاة في مسائل القضاء كلها؛ لأن البينة اسم للمبين الحق. وهي تتفاوت بتفاوت الحقوق. وقد فصلها أهل العلم رحمهم الله. وقد بين صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الحكم، وبين الحكمة في هذه الشريعة الكلية، وأنها عين صلاح العباد في دينهم ودنياهم، وأنه لو يعطى الناس بدعواهم لكثر الشر والفساد، ولادّعى رجال دماء قوم وأموالهم. فعلم أن شريعة الإسلام بها صلاح البشر. وإذا أردت أن تعرف ذلك، فقابل بين كل شريعة من شرائعه الكلية وبين ضدها، تجد الفرق العظيم، وتشهد أن الذي شرعها حكيم عليم، رحيم بالعباد؛ لاشتمالها على الحكمة والعدل، والرحمة، ونصر المظلوم، وردع الظالم. وقد قال بعض المحققين: إن الشريعة جعلت اليمين في أقوى جنبتي المدعين. ومن تتبع ذلك عرفه. والله أعلم. المقال السابق المقال التالى مقالات في نفس القسم موقع نصرة محمد رسول الله It's a beautiful day
والناس يظنون أن القاضي إذا حكم، فمعناه أن من حكم له، فله الحق مطلقا، ولو كان مبطلا في نفس الأمر، وهذا باطل؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- قال هنا: « فمن قضيت له من حق أخيه، فإنما هو قطعة من النار، فليأخذ، أو فليدع » (5) وهذا يعني: أن المرء لا يحصل له الحق بمجرد حكم القاضي، بل لا بد أن يعلم هو أن هذا حق في نفسه، أو أن المسألة مترددة يحتاج فيها إلى حكم القاضي، أما إذا كان مبطلا، فلا يجوز له أن يستحل الأمر بحكم القاضي، فإنما هي قطعة من النار يأخذها، وما أعظم ذلك!. (1) البخاري: تفسير القرآن (4552), ومسلم: الأقضية (1711), والنسائي: آداب القضاة (5425), وابن ماجه: الأحكام (2321). (2) سورة هود: 53 (3) سورة البينة: 1 - 2 (4) البخاري: الحيل (6967), ومسلم: الأقضية (1713), والنسائي: آداب القضاة (5401), وأبو داود: الأقضية (3583), وابن ماجه: الأحكام (2317), وأحمد (6/320), ومالك: الأقضية (1424). (5) البخاري: الحيل (6967), ومسلم: الأقضية (1713), والنسائي: آداب القضاة (5401), وأبو داود: الأقضية (3583), وابن ماجه: الأحكام (2317), وأحمد (6/320), ومالك: الأقضية (1424).
متن الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لو يُعطى الناس بدعواهم ، لادّعى رجالٌ أموال قوم ودماءهم ، لكن البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر) حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا ، وبعضه في الصحيحين. الشرح جبل الله النفس على الضعف ، كما قال تعالى: { وخلق الإنسان ضعيفا} ( النساء: 28) ، وهذا الضعف يشمل الضعف النفسي ، والضعف البدني ، وقد يصبح الضعف في بعض الأحيان مولداً للأخلاق الرديئة ، والصفات الذميمة ، حتى يقود الإنسان إلى أن يدّعي على أخيه ما ليس من حقّه ، فيزعم أنه قد أخذ له مالاً ، أو سفك له دماً ، أو أخذ أرضا ، بدعوات كثيرة ليست مبنية على دليل أو برهان ، بل هي تهم باطلة قائمة على البغي والعدوان. ولو كانت الموازين البشرية أو مقاييسها هي المرجعية فيما يقع بين الناس من اختلاف ، لعمت الفوضى ، وانتشر الظلم ، وضاعت حقوق الناس ، وأُهدرت دماء واستبيحت أموال بغير حق ، لكن من رحمة الله أنه لم يترك الناس هملا ، ولم يكلهم إلى أنفسهم ، بل شرع لهم من الشرائع ما هو كفيل بتحقيق العدل والإنصاف بين الناس ، وما هو سبيل لتمييز الحق من الباطل ، بميزان لا يميل مع الهوى ، ولا يتأثر بالعاطفة ، ولكنه راسخ رسوخ الجبال ، قائم على الوضوح والبرهان.