ومن يعمل وقوله ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما. ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما لما ذكر الظالمين ووعيدهم ثنى بالمتقين وحكمهم وهو أنهم لا يظلمون ولا يهضمون أي. فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون 94 يقول تعالى ذكره. القول في تأويل قوله تعالى. ومن يعمل من صالحات الأعمال وذلك فيما قيل أداء فرائض الله التي فرضها. من ربهم غفور رحيم.
وقال- سبحانه-: فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ بالنفي المفيد للعموم، لبيان كمال عدالته- تعالى- وتنزيهه- عز وجل- عن ظلم أحد، أو أخذ شيء مما يستحقه. وعبر عن العمل بالسعي، لإظهار الاعتداد به، وأن صاحب هذا العمل الصالح، قد بذل فيه جهدا مشكورا، وسعى من أجل الحصول عليه سعيا بذل فيه طاقته. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ ولهذا قال: ( فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن) أي: قلبه مصدق ، وعمل عملا صالحا ، ( فلا كفران لسعيه) ، كقوله: ( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) [ الكهف: 30] أي: لا يكفر سعيه ، وهو عمله ، بل يشكر ، فلا يظلم مثقال ذرة; ولهذا قال: ( وإنا له كاتبون) أي: يكتب جميع عمله ، فلا يضيع عليه منه شيء. ﴿ تفسير القرطبي ﴾ قوله تعالى: فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن ( من) للتبعيض لا للجنس إذ لا قدرة للمكلف أن يأتي بجميع الطاعات فرضها ونفلها ؛ فالمعنى: من يعمل شيئا من الطاعات فرضا أو نفلا وهو موحد مسلم. وقال ابن عباس: مصدقا بمحمد - صلى الله عليه وسلم -. فلا كفران لسعيه أي لا جحود لعمله ، أي لا يضيع جزاؤه ولا يغطى. والكفر ضده الإيمان. والكفر أيضا جحود النعمة ، وهو ضد الشكر. وقد كفره كفورا وكفرانا. وفي حرف ابن مسعود فلا كفر لسعيه.
تفسير و معنى الآية 94 من سورة الأنبياء عدة تفاسير - سورة الأنبياء: عدد الآيات 112 - - الصفحة 330 - الجزء 17. ﴿ التفسير الميسر ﴾ فمن التزم الإيمان بالله ورسله، وعمل ما يستطيع من صالح الأعمال طاعةً لله وعبادة له فلا يضيع الله عمله ولا يبطله، بل يضاعفه كله أضعافًا كثيرة، وسيجد ما عمله في كتابه يوم يُبْعث بعد موته. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران» أي لا جحود «لسعيه وإنا له كاتبون» بأن نأمر الحفظة بكتبه فنجازيه عليه. ﴿ تفسير السعدي ﴾ ثم فصل جزاءه فيهم، منطوقا ومفهوما، فقال: فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ أي: الأعمال التي شرعتها الرسل وحثت عليها الكتب وَهُوَ مُؤْمِنٌ بالله وبرسله، وما جاءوا به فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ أي: لا نضيع سعيه ولا نبطله، بل نضاعفه له أضعافا كثيرة. وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ أي: مثبتون له في اللوح المحفوظ، وفي الصحف التي مع الحفظة. أي: ومن لم يعمل من الصالحات، أو عملها وهو ليس بمؤمن، فإنه محروم، خاسر في دينه، ودنياه. ﴿ تفسير البغوي ﴾ ( فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه) لا يجحد ولا يبطل سعيه بل يشكر ويثاب عليه ( وإنا له كاتبون) لعمله حافظون وقيل معنى الشكر من الله المجازاة ﴿ تفسير الوسيط ﴾ وسنحاسبهم جميعا على أعمالهم حسابا دقيقا، يجازى فيه المحسن خيرا، ويعاقب فيه المسيء على إساءته.
18385 - حَدَّثَنَا الْحَارث, قَالَ: ثنا الْحَسَن, قَالَ: ثنا سَلَّام بْن مسْكين, عَنْ مَيْمُون بْن سيَاه, عَنْ الْحَسَن, في قَوْل اللَّه تَعَالَى: { فَلَا يَخَاف ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} قَالَ: لَا يَنْتَقص اللَّه منْ حَسَنَاته شَيْئًا, وَلَا يَحْمل عَلَيْه ذَنْب مُسيء. وَأَصْل الْهَضْم: النَّقْص, يُقَال: هَضَمَني فُلَان حَقّي, وَمنْهُ امْرَأَة هَضيم: أَيْ ضَامرَة الْبَطْن, وَمنْهُ قَوْلهمْ: قَدْ هُضمَ الطَّعَام: إذَا ذَهَبَ, وَهَضَمْت لَك منْ حَقّك: أَيْ حَطَطْتُك. '
فإن قلت: فما فائدة عطف { هضما} على { ظلما} فنفي (الظلم) نفي لـ (الهضم)؟ أجاب الشيخ الشعراوي عن هذا، فقال: لأنه مرة يُبطل الثواب نهائياً، ومرة يقلل الجزاء على الثواب. وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذا الصدد، قوله: { فلا يخاف ظلما ولا هضما}، قال: { هضما}: غصباً، قال: لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يُظلم، فيزاد عليه في سيئاته، ولا يُظلم فيهضم في حسناته. وجاء في رواية ثانية عنه، قوله: { فلا يخاف ظلما ولا هضما}، يقول: أنا قاهر لكم اليوم، آخذكم بقوتي وشدتي، وأنا قادر على قهركم وهضمكم، فإنما بيني وبينكم العدل، وذلك يوم القيامة. وروي نحو قول ابن عباس رضي الله عنهما عن عدد من التابعين. وعلى الجملة فالمعنى: أن المؤمن بالله حق الإيمان لا يخاف من الله أن يظلمه، فيحمل عليه سيئات غيره، فيعاقبه عليها، ولا يخاف أن يهضمه حسناته، فينقصه ثوابها. وهكذا ينقسم الناس في الموقف يوم القيامة قسمين: قسم ظالمُ لنفسه بكفره وشركه وشره، فهؤلاء لا ينالهم إلا الخيبة والحرمان، والعذاب الأليم في جهنم، وسخط الديان. وقسم آمن الإيمان المأمور به والمطلوب، وعَمِلَ صالحاً من واجب ومسنون، فلا يخاف زيادة في سيئاته، ولا نقصاً من حسناته، بل تُغفر ذنوبه، وتطهر عيوبه، وتضاعف حسناته، كما قال تعالى: { وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} (النساء:40).
ذكْر مَنْ قَالَ مَا قُلْنَا في مَعْنَى قَوْله: { فَلَا يَخَاف ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا}. 18379 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب سُلَيْمَان بْن عَبْد الْجَبَّار, قَالَا: ثنا ابْن عَطيَّة, عَنْ إسْرَائيل, عَنْ سمَاك, عَنْ عكْرمَة, عَنْ ابْن عَبَّاس { لَا يَخَاف ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} قَالَ: هَضْمًا. غَصْبًا. * - حَدَّثَني عَليّ, قَالَ: ثنا أَبُو صَالح, قَالَ: ثني مُعَاويَة عَنْ عَليّ عَنْ ابْن عَبَّاس قَالَ: { لَا يَخَاف ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} قَالَ: لَا يَخَاف ابْن آدَم يَوْم الْقيَامَة أَنْ يُظْلَم, فَيُزَاد عَلَيْه في سَيّئَاته, وَلَا يُظْلَم فَيُهْضَم في حَسَنَاته. 18380 - - حَدَّثَني مُحَمَّد بْن سَعْد, قَالَ: ثَنْي أَبي, قَالَ: ثني عَمّي, قَالَ: ثني أَبي, عَنْ أَبيه, عَنْ ابْن عَبَّاس, قَوْله: { وَمَنْ يَعْمَل منْ الصَّالحَات وَهُوَ مُؤْمن فَلَا يَخَاف ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} يَقُول: أَنَا قَاهر لَكُمْ الْيَوْم, آخُذكُمْ بقُوَّتي وَشدَّتي, وَأَنَا قَادر عَلَى قَهْركُمْ وَهَضْمكُمْ, فَإنَّمَا بَيْني وَبَيْنكُمْ الْعَدْل, وَذَلكَ يَوْم الْقيَامَة. 18381 - حُدّثْت عَنْ الْحُسَيْن بْن الْفَرَج, قَالَ: سَمعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول: أَخْبَرَنَا عُبَيْد بْن سُلَيْمَان, قَالَ: سَمعْت الضَّحَّاك يَقُول في قَوْله: { فَلَا يَخَاف ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} أَمَّا هَضْمًا فَهُوَ لَا يَقْهَر الرَّجُل الرَّجُل بقُوَّته, يَقُول اللَّه يَوْم الْقيَامَة: لَا آخُذكُمْ بقُوَّتي وَشدَّتي, وَلَكنَّ الْعَدْل بَيْني وَبَيْنكُمْ, وَلَا ظُلْم عَلَيْكُمْ.
قوله عز وجل: { فلا يخاف ظلما ولا هضما}، أصل (الهضم): النقص، يقال: هضمني فلان حقي. ومنه امرأة هضيم، أي: ضامرة البطن. وقولهم: قد هضم الطعام: إذا ذهب. وهضمت لك من حقك، أي: حططتك. وهضمت ذلك من حقي، أي: حططته، وتركته. ورجل هضيم ومهتضم، أي: مظلوم. وتهضمه، أي: ظلمه، واهتضمه: إذا ظلمه، وكسر عليه حقه. قال الماوردي: الفرق بين (الظلم) و(الهضم) أن (الظلم) المنع من الحق كله، و(الهضم) المنع من بعضه، و(الهضم) ظلم، وإن افترقا من وجه؛ قال المتوكل الليثي: إن الأذلة واللئام لمعشر مولاهم المتهضم المظلوم وقال ابن عطية: (الظلم) أعم من (الهضم)، وهما يتقاربان في المعنى ويتداخلان، ولكن من حيث تناسقا في هذه الآية، ذهب قوم إلى تخصيص كل واحد منهما بمعنى، فقالوا: (الظلم) أن تعظم عليه سيئاته، وتكثر أكثر مما يجب، و(الهضم) أن ينقض حسناته ويبخسها. وقال بعض أهل العلم: (الظلم) أن ينقص من الثواب، و(الهضم) أن لا يوفي حقه من الإعظام؛ لأن الثواب مع كونه من اللذات، لا يكون ثواباً إلا إذا قارنه التعظيم، وقد يدخل النقص في بعض الثواب، ويدخل فيما يقارنه من التعظيم، فنفى الله تعالى عن المؤمنين كلا الأمرين. وقال ابن عاشور: يجوز أن يكون (الظلم) بمعنى النقص الشديد، كما في قوله { ولم تظلم منه شيئا} (الكهف:33)، أي: لا يخاف إحباط عمله، وعليه يكون (الهضم) بمعنى النقص الخفيف، وعطفه على (الظلم) على هذا التفسير احتراس.
مدخل تمهيدي: يلاحظ بين أفراد عدد من الأسر خلافات كثيرة، منها ما يؤدي إلى قطع الزيارة وصلة الرحم، ومنها ما قد يؤدي إلى النزاع والخصومة. فما أثر صلة الرحم في معالجة هذه المشاكل؟ النصوص المؤطرة للدرس: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ۩أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾. تخطيط درس - صلة الرحم. [سورة محمد، الآية: 22 – 23] عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَمُدَّ اللَّهُ فِي عُمُرِهِ، وَيُوَسِّعَ لَهُ رِزْقَهُ، وَيَدْفَعَ عَنْهُ مَيْتَةَ السُّوءِ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ». [أخرجه الحاكم] I – دراسة النصوص وقراءتها: 1 – توثيق النصوص: أ – التعريف بسورة محمد: سورة محمد: مدنية إلا الآية 13 نزلت في الطريق أثناء الهجرة، عدد آياتها 38 آية، ترتيبها 47 في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة الحديد، تتناول السورة أحكام القتال والأسرى والغنائم وأحوال المنافقين، لكن المحور الذي تدور عليه السورة هو موضوع الجهاد في سبيل الله.
أبريل 21, 2017 0 5٬733 بر الوالدين وصلة الرحم بر الوالدين وصلة الرحم قال اللَّه تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ… أكمل القراءة »