تتمتع اللغة العربية من بين لغات العالم بثرائها وسحرها الذي أبهر الغرب قبل الشرق، فاللغة العربية بمفرداتها الجذابة وأصوات حروفها التي تلامس الروح والقلب كانت الشغل الشاغل للكثير من علماء الحضارات واللغات، مما أعطاها المكانة العُليا والرصانة، رغم ذلك لم تسلم من غزوات الزمن التي باتت في كل عصر تنحت من خاصرتها لتهز تلك الرصانة وتفك التلاحم الشديد بينها وبين أبنائها، لكن كبار هذه اللغة من أدباء وشعراء تغنوا بها وبجمالها وقوتها، تغنوا بعشقهم لها وارتباطهم بها، لاسيما أنها لغة كتاب الله الذي أنزله من خلال وحيه على نبيه خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدتي ترصد ما قاله بعض الشعراء والأدباء العرب فيها.
وقد صاغ شوقي هذه الحكايات بأسلوب سهل جذاب، وبلغ عدد تلك الحكايات 56 حكاية، نُشرت أول واحدة منها في جريدة " الأهرام" سنة (1310هـ = 1892م)، وكانت بعنوان "الهندي والدجاج"، وفيها يرمز بالهندي لقوات الاحتلال وبالدجاج لمصر. النفي إلى إسبانيا وفي الفترة التي قضاها شوقي في إسبانيا تعلم لغتها، وأنفق وقته في قراءة كتب التاريخ، خاصة تاريخ الأندلس، وعكف على قراءة عيون الأدب العربي قراءة متأنية، وزار آثار المسلمين وحضارتهم في إشبيلية وقرطبة وغرناطة. شعراء تغزلوا باللغة العربية عبر التاريخ | مجلة سيدتي. وأثمرت هذه القراءات أن نظم شوقي أرجوزته "دول العرب وعظماء الإسلام"، وهي تضم 1400 بيت موزعة على (24) قصيدة، تحكي تاريخ المسلمين منذ عهد النبوة والخلافة الراشدة، على أنها رغم ضخامتها أقرب إلى الشعر التعليمي، وقد نُشرت بعد وفاته. وفي المنفى اشتد به الحنين إلى الوطن وطال به الاشتياق وملك عليه جوارحه وأنفاسه.
تفسير ابن كثير – فإذا تمعنا في تفسير الآية العاشرة نجد أن ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا) أي: ارجعوا إليه وارجعوا عما أنتم فيه و توبوا إليه من قريب ، فإنه من تاب إليه تاب عليه ، و لو كانت ذنوبه مهما كانت في الكفر والشرك ؛ ولهذا قال: ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا) أي: متواصلة الأمطار ، و لهذا تستحب قراءة هذه السورة في صلاة الاستسقاء لأجل هذه الآية ، و هكذا روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: أنه صعد المنبر ليستسقي ، فلم يزد على الاستغفار ، و قرأ الآيات في الاستغفار ، و منها هذه الآية ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا). تفسير السعدي – { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ} أي: اتركوا ما أنتم عليه من الذنوب ، و استغفروا الله منها ، { إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} كثير المغفرة لمن تاب و استغفر ، فرغبهم بمغفرة الذنوب ، و ما يترتب عليها من حصول الثواب ، و اندفاع العقاب. تفسير القرطبي – قوله تعالى: فقلت استغفروا ربكم أي سلوه المغفرة من ذنوبكم السالفة بإخلاص الإيمان ، إنه كان غفارا وهذا منه ترغيب في التوبة ، و قد روى حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الاستغفار ممحاة للذنوب ، و قال الفضيل: يقول العبد أستغفر الله; و تفسيرها أقلني.
وشكا رجل إلى الحسن الجدوبة فقال له : استغفر الله ، وشكا آخر إليه الفقر فقال له : استغفر الله ، وقال له آخر : ادع الله أن يرزقني ولداً ؛ فقال له : استغفر الله ، وشكا إليه آخر جفاف بستانه فقال له : استغفر الله ، فقلنا له في ذلك ؟ فقال : ما قلت من عندي شيئاً ؛ إن الله تعالى يقول في سورة نوح ( استغفروا ربكم إنه كان غفاراً . يرسل السماء عليكم مدراراً . ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ). " تفسير القرطبي " ( 18 / 301 – 303) باختصار. ثانياً: أما صيغ الاستغفار: فأفضل ذلك ما ثبت في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوله ، أو ما أوصى به الأمة أن تقوله. 1. عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة.
وقوله تعالى: ﴿ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ﴾ [نوح: 14]: أي: خلقًا من بعد خلق، فطورًا نطفة، وطورًا علقة، وطورًا عظامًا، ثم كسا العظام لحمًا، ثم أنشأه خلقًا آخر، أنبت به الشعر، ثم في الرضاع، ثم في سن الطفولية، ثم التمييز، ثم الشباب، إلى آخر ما وصل إليه الخلق من مراحل وأطوار، فتبارك الله أحسن الخالقين. قال الطبري: "وعن قتادة: ﴿ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ﴾: طورًا نطفة، وطورًا علقة، وطورًا عظامًا، ثم كسا العظام لحمًا، ثم أنشأه خلقًا آخر، أنبت به الشعر، فتبارك الله أحسن الخالقين". وإن الله سبحانه وتعالى هو الذي تفرد بخلقكم، وتدبير أموركم أيها الناس، فمتعيَّنٌ وحق عليكم أن تفردوه بالعبادة والتوحيد الخالص، والطاعة لأوامره وأحكامه، جلت قدرته وتعالت أسماؤه وصفاته. قال السعدي: "فالذي انفرد بالخلق والتدبير البديع متعين أن يفرد بالعبادة والتوحيد، وفي ذكر ابتداء خلقهم تنبيه لهم على الإقرار بالمعاد، وأن الذي أنشأهم من العدم قادر على أن يعيدهم بعد موتهم". وقوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ﴾ [نوح: 15]: أي: كيف خلق الله جل وعلا سبع سماوات، سماء فوق سماء مطابقة؟ وهذا استدلال على الناس بأن خلق السماوات السبع أكبر من خلق الناس؛ قال الطبري: "يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل نوح صلوات الله وسلامه عليه لقومه المشركين بربهم، محتجًّا عليهم بحجج الله في وحدانيته: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا ﴾ أيها القوم فتعتبروا ﴿ كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ﴾ بعضها فوق بعض، والطباق: مصدر من قولهم: طابقت مطابقة وطباقًا، وإنما عني بذلك:كيف خلق الله سبع سماوات، سماء فوق سماء مطابقة".
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات إذا أصبح وَإذا أَمْسَى: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ مِنْ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تحتي". وعن أمِّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»... واليوم ونحن نستقبل العشر الأواخر من شهر رجب الذي هو من الأشهر الحُرم «رجب الفرد» كما جاء في الصحيحين عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ» رواه البخاري.