وخلية تتحد ببويضة. ففيم هذا الاختلاف في نهاية المطاف؟ ما الذي يقول لهذه: كوني ذكرا، ويقول لهذه: كوني أنثى؟.. إن كشف العوامل التي تجعل هذه النطفة تصبح ذكرا، وهذه تصبح أنثى لا يغير من واقع الأمر شيئا.. فإنه لماذا تتوفر هذه العوامل هنا وهذه العوامل هناك؟ وكيف يتفق أن تكون صيرورة هذه ذكرا، وصيرورة هذه أنثى هو الحدث الذي يتناسق مع خط سير الحياة كلها، ويكفل امتدادها بالتناسل مرة أخرى؟ مصادفة؟! إن للمصادفة كذلك قانونا يستحيل معه أن تتوافر هذه الموافقات كلها من قبيل المصادفة.. والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى. فلا يبقى إلا أن هنالك مدبرا يخلق الذكر والأنثى لحكمة مرسومة وغاية معلومة. فلا مجال للمصادفة، ولا مكان للتلقائية في نظام هذا الوجود أصلا. والذكر والأنثى شاملان بعد ذلك للأنواع كلها غير الثدييات. فهي مطردة في سائر الأحياء ومنها النبات.. قاعدة واحدة في الخلق لا تتخلف. لا يتفرد ولا يتوحد إلا الخالق سبحانه الذي ليس كمثله شيء.. هذه بعض إيحاءات تلك المشاهد الكونية، وهذه الحقيقة الإنسانية التي يقسم الله - سبحانه - بها، لعظيم دلالتها وعميق إيقاعها. والتي يجعلها السياق القرآني إطارا لحقيقة العمل والجزاء في الحياة الدنيا وفي الحياة الأخرى.. يقسم الله بهذه الظواهر والحقائق المتقابلة في الكون وفي الناس، على أن سعي الناس مختلف وطرقهم مختلفة، ومن ثم فجزاؤهم مختلف كذلك; فليس الخير كالشر، وليس الهدى كالضلال، وليس الصلاح كالفساد، [ ص: 3922] وليس من أعطى واتقى كمن بخل واستغنى، وليس من صدق وآمن كمن كذب وتولى.
ولما كانت هذه الحقيقة منوعة المظاهر: إن سعيكم لشتى. فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى.. وكانت العاقبة كذلك في الآخرة مختلفة وفق العمل والوجهة: فأنذرتكم نارا تلظى. لا يصلاها إلا الأشقى. الذي كذب وتولى. وسيجنبها الأتقى، الذي يؤتي ماله يتزكى... لما كانت مظاهر هذه الحقيقة ذات لونين، وذات اتجاهين.. كذلك كان الإطار المختار لها في مطلع السورة ذا لونين في الكون وفي النفس سواء: والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى.. وما خلق الذكر والأنثى.. وهذا من بدائع التناسق في التعبير القرآني. والليل إذا يغشى. شرح حديث معاذ: (أفتان أنت يا معاذ). وما خلق الذكر والأنثى... [ ص: 3921] يقسم الله - سبحانه - بهاتين الآيتين: الليل والنهار. مع صفة كل منهما الصفة المصورة للمشهد. والليل إذا يغشى.. الليل حين يغشى البسيطة، ويغمرها ويخفيها. والنهار حين يتجلى ويظهر، فيظهر في تجليه كل شيء ويسفر. وهما آنان متقابلان في دورة الفلك، ومتقابلان في الصورة، ومتقابلان في الخصائص، ومتقابلان في الآثار.. كذلك يقسم بخلقه الأنواع جنسين متقابلين: وما خلق الذكر والأنثى.. تكملة لظواهر التقابل في جو السورة وحقائقها جميعا.
نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم. فتاوى ذات صلة
معنى المطففين, ما معنى معتد اثيم, ما معنى ران على قلوبهم, ما صفات الفجار, ما صفات الابرار, لماذا يعد التطفيف من الظلم. لوحة الصدارة العجلة العشوائية قالب مفتوح النهاية. ولا يصدر عنه درجات توضع في لوحة الصدارة. يجب تسجيل الدخول حزمة تنسيقات خيارات تبديل القالب ستظهر لك المزيد من التنسيقات عند تشغيل النشاط.
معنى ويل للمطففين،القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي وهو أقدس كتاب على وجه الأرض وهو أخر الكتب السماوية المنزله وهو معجزة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن الكريم في شهر رمضان جملة واحدة وهو كلام الله المنزل على سيدنا محمد بواسطة الوحي جبريل المتعبد بتلاوته المنقول إلينا بالتواتر المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس. سورة المطففين اشتمل القرآن الكريم على 114سورة كما أنه يحتوي على 30 جزءا و 60 حزبا ومنه سورة المطففين وهي سورة مكية أي أنها نزلت على النبي في مكة وعدد آياتها 36 وترتيبها في المصحف 83، وتقع في الجزء الثلاثين، بدأت بالوعيد للمطففين وجاءت تسميتها بالمطففين لأن محور السورة يتحدث عن تعنيف هذا الصنف من الناس الذين يطففون في الميزان والمكيال وعدد كلماتها هو 169 وعدد حروفها 740. من هم المطففين المطففين هم الذين ينقصون المكيال والميزان ويبخسون ويسرقون حقوق الناس ولا يعدلون في الميزان ولا يعطون الناس حقوقهم في البيع والشراء وعاقب الله المطففين في أول سورة المطففين وهي قوله تعالى: {ويل للمطففين} والويل هو العذاب الأليم والوعيد الشديد وقيل هو واد في قعر جهنم يسيل فيه صديد أهل النار.
قال الراوي عن ابن مسعود: فأتيت البراء بن عازب، فقلت: ألا ترى ما قال ابن مسعود؟ قال: كذا وكذا، قال: صدق، أما سمعت الله يقول: { إِنّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}. إن دين الله عقيدة، وشريعة، وأخلاق، وعبادات، ومعاملات، وهو دين يشمل حياة الناس كلها. فالإسلام عقيدة في القلب، وعبادة في المسجد، ومعاملة في البيت وفي السوق.. الإسلام في المصنع، وفي المكتب، وفي المدرسة، وفي كل زاوية من زوايا الحياة.. هذا هو الإسلام الذي أرسل الله به رسله وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.. فـ { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين}.