وقال الجويني: "فإن قيل: أليس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي العُشَراء: «وأبيك لو طعنت في خاصرته لحلَّ لك» ( [9]) ؟! قلنا: جرى هذا في كلامِه صلى الله عليه وسلم من غير قصدٍ كما يقول الواحدُ منَّا: لا والله، وبلى والله، من غير أن يجرد إلى الحلف قصدًا" ( [10]). وقال النووي في الجمع بين النهي وبين حديث « أفلح وأبيه »: "والنهي إنما ورد فيمن قصد حقيقةَ الحلِف؛ لما فيه من إعظام المحلوف به ومضاهاته به سبحانه وتعالى، فهذا هو الجواب المرضي" ( [11]). ثالثًا: أقسام الحلف بغير الله تعالى وحكمها: على ما تقدَّم فالحلف بغير الله تعالى على ثلاثة أقسام: الأول: أن يحلفَ بغير الله مع تعظيمِ المحلوفِ به كتعظيمِ الله أو أشدّ، وذلك مثل أن يُعرَض على السارق الحلف بالله فيحلِف، فإذا عرض عليه الحلِف بغير الله تعالى خافَ واضطرب وأبى أن يحلفَ وأقرَّ بالسرقة، فهذا شرك أكبر ( [12]). الثاني: أن يحلفَ بغير الله قاصدًا تعظيمَه لكنه ليس كتعظيم الله، سواء كان معتقدًا أن له منزلة في الشرع تسوغ الحلف به مثل الحلف بالنبي أو بالكعبة، أو ليست له منزلة في الشرع كمن يحلف بأبيه، فهذا محرَّم وهو شرك أصغر؛ لأنَّه يشمله عموم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله، وهو ذريعة ووسيلة للشرك الأكبر.
يتبع الكثير من الأشخاص عادات ،و أخلاقيات غير مستحبة قد تحملهم الكثير من الذنوب ،و من أبرز هذه العادات الحلف بغير الله ،و خلال السطور التالية لهذه المقالة سوف نتعرف عزيزي القارئ على حكم الحلف بغير الله فقط تفضل بالمتابعة.
تاريخ النشر: الإثنين 19 شوال 1423 هـ - 23-12-2002 م التقييم: رقم الفتوى: 26378 55346 0 613 السؤال أود أن تفيدوني بإجابه لسؤالي جزاكم الله خيرا، هل الحلف بغير الله محرم أو يعد شركاً علماً بأن الحالف لا يقصد أبداً الشرك بالله وهو يؤمن بأن لا إله سواه وإنما تعود لسانه بأن يحلف بالنعمه أو بأولاده أو ما شابه، شكراً لكم ؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا يجوز الحلف بغير الله تعالى لما رواه سعد بن عبيدة أن ابن عمر رضي الله عنهما سمع رجلاً يقول: لا، والكعبة. فقال ابن عمر: لا يحلف بغير الله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك. رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه الألباني. والحلف بغير الله شرك أصغر لا يخرج عن ملة الإسلام إلا إذا قصد الحالف بحلفه تعظيم المحلوف به كتعظيم الله فإنه يصير بذلك شركاً أكبر مخرجاً من الملة والعياذ بالله، وأما من تعود لسانه على أن يحلف بغير الله فعليه أن يعود لسانه إذا حلف بغير الله أن يقول: لا إله إلا الله، وقد ثبت واقعياً أن من عود نفسه على ذلك فإنه يتخلص بإذن الله من الحلف بغيره سبحانه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله.
الحمد لله. ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الحلف بغير الله تعالى. عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَلاَ مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلاَ يَحْلِفْ إِلَّا بِاللَّهِ، فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَحْلِفُ بِآبَائِهَا، فَقَالَ: لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ رواه البخاري (3836) ومسلم (1646). وفي رواية للبخاري (2679) ، ومسلم (1646): أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ كَانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ. قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى: " أجمع العلماء على أن اليمين بغير الله مكروهة ، منهي عنها ؛ لا يجوز الحلف بها لأحد " انتهى من "التمهيد" (14 / 367). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " فأما "الحلف بالمخلوقات" كالحلف بالكعبة، أو قبر الشيخ، أو بنعمة السلطان، أو بالسيف، أو بجاه أحد من المخلوقين: فما أعلم بين العلماء خلافا أن هذه اليمين مكروهة منهي عنها، وأن الحلف بها لا يوجب حنثا ولا كفارة. وهل الحلف بها محرم أو مكروه كراهة تنزيه؟ فيه قولان في مذهب أحمد وغيره: أصحهما أنه محرم " انتهى من "مجموع الفتاوى" (35 / 243).
لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْلَحَ، وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ ، أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ رواه مسلم (11). وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ فَقَالَ: أَمَا وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّهُ: أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الْفَقْرَ، وَتَأْمُلُ الْبَقَاءَ، وَلَا تُمْهِلَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ ، قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ رواه مسلم (1032). وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قَالَ: أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ رواه مسلم (2548)، ثم ساق رواية بعدها، فيها زيادة: " فَقَالَ: نَعَمْ، وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّ. فهذه الأحاديث وردت صيغة القسم بالآباء. وقد أجاب أهل العلم عنها بأجوبة عدة: فبعض أهل العلم ذهب إلى أن هذه الألفاظ ( وَأَبِيهِ) و (وَأَبِيكَ) ضعيفة لا تصح ، أخطأ من أدخلها في هذه الأحاديث.
إبراهيم الأخضر:: سورة البقرة + تحميل Mp3 - YouTube
ابراهيم الاخضر سورة البقرة كاملة جودة عالية مكتوبة HD - YouTube
التلاوات المتداولة