فالآية الكريمة تسلية للرسول - صلى الله عليه وسلم - عما لحقه منهم من أذى ، وتهديد لأولئك الكافرين على أقوالهم الباطلة ، وأفعالهم الشنيعة. البغوى: ( فذرهم يخوضوا) في باطلهم ( ويلعبوا) في دنياهم ( حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون) يعني يوم القيامة. ابن كثير: وقوله: ( فذرهم يخوضوا) أي: في جهلهم وضلالهم ( ويلعبوا) في دنياهم ( حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون) وهو يوم القيامة ، أي: فسوف يعلمون كيف يكون مصيرهم ، ومآلهم ، وحالهم في ذلك اليوم. القرطبى: قوله تعالى: فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون. قوله تعالى: فذرهم يخوضوا ويلعبوا يعني كفار مكة حين كذبوا بعذاب الآخرة. أي: اتركهم يخوضوا في باطلهم ويلعبوا في دنياهم حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون إما العذاب في الدنيا أو في الآخرة. وقيل: إن هذا منسوخ بآية السيف. فصل: إعراب الآية رقم (1):|نداء الإيمان. وقيل: هو محكم ، وإنما أخرج مخرج التهديد. وقرأ ابن محيصن ومجاهد وحميد وابن القعقاع وابن السميقع ( حتى يلقوا) بفتح الياء وإسكان اللام من غير ألف ، وفتح القاف هنا وفي ( الطور) و ( المعارج) الباقون ( يلاقوا). الطبرى: القول في تأويل قوله تعالى: فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) يقول تعالى ذكره: فذر يا محمد هؤلاء المفترين على الله, الواصفة بأن له ولدا يخوضوا في باطلهم, ويلعبوا في دنياهم ( حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) وذلك يوم يصليهم الله بفريتهم عليه جهنم, وهو يوم القيامة.
قوله تعالى: فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون. قوله تعالى: فذرهم يخوضوا ويلعبوا يعني كفار مكة حين كذبوا بعذاب الآخرة. أي: اتركهم يخوضوا في باطلهم ويلعبوا في دنياهم حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون إما العذاب في الدنيا أو في الآخرة. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المعارج - الآية 42. وقيل: إن هذا منسوخ بآية السيف. وقيل: هو محكم ، وإنما أخرج مخرج التهديد. وقرأ ابن محيصن ومجاهد وحميد وابن القعقاع وابن السميقع ( حتى يلقوا) بفتح الياء وإسكان اللام من غير ألف ، وفتح القاف هنا وفي ( الطور) و ( المعارج) الباقون ( يلاقوا).
﴿فَذَرهُم يَخوضوا وَيَلعَبوا حَتّى يُلاقوا يَومَهُمُ الَّذي يوعَدونَ﴾ عُد إلى الله قبل فوات الأوان💔 - YouTube
إعراب الآيات (36- 39): {فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39)}. الإعراب: الفاء استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (للذين) متعلّق بخبر المبتدأ ما (قبلك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من الموصول (مهطعين) حال ثانية من الموصول منصوبة (عن اليمين) متعلّق ب (عزين)، وكذلك (عن الشمال)، (عزين) حال أخرى من الموصول. جملة: (ما للذين) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). 38- الهمزة للاستفهام الإنكاريّ (منهم) متعلّق بنعت لكلّ امرئ (أن) حرف مصدريّ ونصب... والمصدر المؤوّل (أن يدخل) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يطمع)، أي في أن يدخل. وجملة: (يطمع كلّ امرئ) لا محلّ لها استئنافيّة. فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. وجملة: (يدخل) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن). 39- (كلّا) حرف ردع وزجر (ممّا) متعلّق ب (خلقناهم).. وجملة: (إنّا خلقناهم) لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: (خلقناهم) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (يعلمون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
الصرف: (36) قبلك: اسم ظرفيّ بمعنى الجهة، وزنه فعل بكسر ففتح... وقد يأتي بمعنى الطاقة. (37) عزين: جمع عزة بمعنى الجماعة وهو اسم جمع، وقيل محذوف منه الهاء وأصله عزهة... وقيل لامه واو من عزوته أعزوه أي نسبته. وقيل لامه ياء أي عزيته أعزيه بمعنى عزوته.. وقد ألحق بجمع المذكّر بسبب حذف لامه، وقد يجمع جمع التكسير على عزى زنة فعل بكسر ففتح... وقال الأصمعيّ: العزون الأصناف.. إعراب الآيات (40- 41): {فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (40) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)}. الإعراب: الفاء استئنافيّة (لا أقسم) مرّ إعرابها، (بربّ) متعلّق ب (أقسم)، اللام للتوكيد في موضع لام القسم (أن) حرف مصدريّ ونصب (خيرا) مفعول به منصوب، وهو صفة لموصوف محذوف، (منهم) متعلّق ب (خيرا)، الواو عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (مسبوقين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما... والمصدر المؤوّل (أن نبدّل... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادرون). جملة: (أقسم) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (إنّا لقادرون) لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: (نبدّل) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
(p-١٨٤)وقَرَأ الجُمْهُورُ (نَصْبٍ) بِفَتْحِ النُّونِ وسُكُونِ الصّادِ. وقَرَأهُ ابْنُ عامِرٍ وحَفْصٌ عَنْ عاصِمٍ بِضَمِّ النُّونِ والصّادِ. وخُشُوعُ الأبْصارِ اسْتِعارَةٌ لِلنَّظَرِ إلى أسْفَلَ مِنَ الذُّلِّ، كَما قالَ تَعالى (﴿يَنْظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ﴾ [الشورى: ٤٥]) وقالَ ﴿خُشَّعًا أبْصارُهم يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْداثِ كَأنَّهم جَرادٌ مُنْتَشِرٌ﴾ [القمر: ٧]. وأصْلُ الخُشُوعِ: ظُهُورُ الطّاعَةِ أوِ المَخافَةِ عَلى الإنْسانِ. والرَّهَقُ: الغَشَيانُ، أيْ: التَّغْطِيَةُ بِساتِرٍ، وهو اسْتِعارَةٌ هُنا؛ لِأنَّ الذِّلَّةَ لا تَغْشى. وجُمْلَةُ ﴿ذَلِكَ اليَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ﴾ فَذْلَكَةٌ لِما تَضَمَّنَتْهُ السُّورَةُ في أوَّلِ أغْراضِها مِن قَوْلِهِ (﴿بِعَذابٍ واقِعٍ﴾ [المعارج: ١]) إلى قَوْلِهِ (﴿فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ﴾ [المعارج: ٤]) الآياتِ، وهي مُفِيدَةٌ مَعَ ذَلِكَ تَأْكِيدَ جُمْلَةِ ﴿حَتّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾. وفِيها مُحَسِّنُ رَدِّ العَجُزِ عَلى الصَّدْرِ. * * * (p-١٨٥)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ نُوحٍ بِهَذا الِاسْمِ سُمِّيَتْ هَذِهِ السُّورَةُ في المَصاحِفِ وكُتُبِ التَّفْسِيرِ، وتَرْجَمَها البُخارِيُّ في كِتابِ التَّفْسِيرِ مِن صَحِيحِهِ بِتَرْجَمَةِ (سُورَةِ ﴿إنّا أرْسَلْنا نُوحًا﴾ [نوح: ١]).
ويقال قطع أطماع الكافة أن يسلم لأحدٍ نفس إلا ومقتداهم وإمامهم سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم. ويقال في هذه الآية إشارة إلى أن المحبة غير معلولة وليست باجتلاب طاعة، أو التجرد عن آفة لأنه قال: { يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} بيَّن أنه يجوز أن يكون عبد له فنون كثيرة ثم يحبُّ اللهَ ويحبُّه الله. ويقال قال أولاً: { يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ} ثم قال: { وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} والواو تقتضي الترتيب ليُعْلَمَ أَنَّ المحبةَ سابقةٌ على الغفران؛ أولاً يحبهم ويحبونه (وبعده) يغفر لهم ويستغفرونه، فالمحبة توجِب الغفران لأن العفو يوجب المحبة. والمحبة تشير إلى صفاء الأحوال ومنه حَبَبُ الأسنان وهو صفاؤها. والمحبة توجب الاعتكاف بحضرة المحبوب في السر. ويقال أحب البعير إذا استناخ فلا يبرح بالضرب. شرح قوله عزوجل: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُوْنِيْ يُحْبِبْكُمُ اللّهُ } الآية - منتديات الإمام الآجري. والحبُّ حرفان حاء وباء، والإشارة من الحاء إلى الروح ومن الباء إلى البَدَن، فالمُحِبُّ لا يَدَّخِر عن محبوبه لا قلبَه ولا بَدَنَه. * تفسير لطائف الإشارات / القشيري
{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} { تُحِبُّونَ ٱللَّهَ} فرق، و { يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ} جمع. { تُحِبُّونَ ٱللَّهَ} مشوب بالعلة، و { يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ} بِلا عِلّة، بل هو حقيقة الوصلة. ومحبة العبد لله حالة لطيفة يجدها من نفسه، وتحمله تلك الحالة على موافقة أمره على الرضا دون الكراهية، وتقتضي منه تلك الحالة إيثاره - سبحانه - على كل شيء وعلى كل أحد. وشرطُ المحبةِ ألا يكون فيها حظٌّ بحال، فَمنْ لم يَفْنَ عن حظوظه بالكلِّية فليس له من المحبة شظيَّة. ومحبة الحق للعبد إرادته إحسانَه إليه ولطفَه به، وهي إرادةُ فضلٍ مخصوص، وتكون بمعنى ثنائه سبحانه عليه ومدحه له، وتكون بمعنى فضله المخصوص معه، فعلى هذا تكون من صفات فعله. ويقال شرط المحبة امتحاء كليتك عنك لاستهلاكك في محبوبك، قال قائلهم: وما الحبُّ حتى تنزف العين بالبكا وتخرس حتى لا تجيب المناديا وهذا فرق بين الحبيب والخليل؛ قال الخليل: { فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} [إبراهيم: 36]. وقال الحبيبُ: { فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ}. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فإن كان مُتَّبعُ الخليل " منه " إفضالاً فإن متابعَ الحبيبِ محبوبُ الحقِّ سبحانه، وكفى بذلك قربة وحالاً.
عربي Español Deutsch Français English Indonesia الرئيسية موسوعات مقالات الفتوى الاستشارات الصوتيات المكتبة جاليري مواريث بنين وبنات القرآن الكريم علماء ودعاة القراءات العشر الشجرة العلمية البث المباشر شارك بملفاتك Update Required To play the media you will need to either update your browser to a recent version or update your Flash plugin.
ولتعلم أيها الموفق "أن المحبة يدعيها كل أحد، فما أسهل الدعوى، وأعز المعنى، فلا ينبغي أن يغتر الإنسان بتلبيس الشيطان، وخداع النفس إذا ادعت محبة الله تعالى؛ ما لم يمتحنها بالعلامات، ويطالبها بالبراهين". الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين، الهادي لمن يشاء إلى الحق المبين، والصراط المستقيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: إن حب الله تعالى هو واجب إيماني، واعتقاد قلبي من أجلِّ الاعتقادات، بل هو فطرة فُطِر الإنسان عليها؛ حيث إن "الإنسان بطبيعته يحب من أحسن إليه، ولا أحد أعظم إحساناً ولا أكثر من إحسان الله عز وجل" (اللقاء الشهري مع فضيلة الشيخ ابن عثيمين:40/12). ومحبة الله تعالى يدعيْها كل أحد، حتى قد ادعتها اليهود والنصارى، ووصل أمرهم في دعواهم الباطلة إلى أن قالوا بأن الله يبادلهم حبهم أيضاً، وهذا ما حكى الله تعالى عنه فقال: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء} [المائدة من الأية:18].
ولذلك، يجب علينا دوماً مراجعة أحوالنا وسلوكنا ومعاملاتنا وأفكارنا؛ هل هي منقادة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى نعرف مقدار حقيقة محبتنا لله عزو جل ولرسوله صلى الله عليه وسلم. قل ان كنتم تحبون الله. ومن تأمل بعمق مقدار اتباع المسلمين بالعموم للرسول صلى الله عليه وسلم، مع مقدار شعارات محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبة الله عز وجل، سيظهر له وجود فجوة ليست بالهينة بين مقدار الشعارات المعلنة لحب الله عز وجل ورسوله، وبين مقدار الاتباع الحقيقي للرسول صلى الله عليه وسلم. ولعل هذه بعض الأمثلة على ذلك: * رغم أن كثيرا من المساجد تمتلئ بالمصلين، من مختلف الأعمار والوظائف والمستويات التعليمية، إلا أننا نجد أخطاء كثيرة في صلاة كثير منهم، وعدم التزام اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في هيئتها، فضلاً عن مخالفات خطيرة، من مثل انكشاف عورة بعض الشباب في الصلاة بسبب موضة الخصر الساحل والـ"تي شيرت" القصير، أو تكون ملابسه تحمل صورا لنساء عاريات أو رموزا فاسقة، أو يصدح هاتفه في الصلاة بالمسجد بأغان ماجنة! وأيضاً، عدم انتقال آداب الصلاة؛ من الطهارة والنظافة والترتيب والنظام، إلى ثقافته. فالأحذية تتكدس أمام باب المسجد ولا توضع في أماكنها، والطهارة والنظافة اللازمتان للصلاة لم تصبحا سلوكا للمصلين في بيوتهم ومكاتبهم وسياراتهم.
فأنزل الله عز وجل من فوق سبع سماواته قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، يوضح معيار المحبة السليمة له سبحانه وتعالى، ولنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه وتعالى: "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ" (آل عمران، الآيتان 31 و32). قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآيات: "هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". ولهذا قال: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول، كما قال بعض الحكماء العلماء: ليس الشأن أن تحِب، إنما الشأن أن تُحب… ثم قال: "ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم"، أي: باتباعكم للرسول صلى الله عليه وسلم يحصل لكم هذا كله ببركة سفارته.
- اتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران:31]، ومن أراد أن يعرف صدق محبته لربه؛ فلينظر كيف اتباعه لرسوله صلى الله عليه وسلم. وسل نفسك أخي: هل تستسلم لأوامره فلا تجد في نفسك حرجاً منها؟ وانظر كيف حالك مع سنته، وعملك بها، وهل تحرص على السنن الرواتب؟ هل تداوم على صلاة الوتر؟ هل تحافظ على الأذكار التي علَّمك حبيبك صلى الله عليه وسلم فتذكُرِ الله عند الخروج من البيت، وعند دخوله، وعند دخول المسجد والخروج منه؟ وعند المصيبة، وعند النظر للمبتلى، وعند نزول المطر، وهل تعيش مع حبيبك صلى الله عليه وسلم في اعتقادك وأقوالك وحركاتك؟ فإن كنت مما يعمل بقوله صلى الله عليه وسلم: « إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم » (رواه البخاري برقم: 7288)؛ فاعلم أنك ممن حققت حب الله سبحانه. أيها الأخ الحبيب: ولتعلم أنه لا بد لقبول أي عبادة لله تعالى من ركنين هما: كمال الحب لله تعالى، وكمال الذل له؛ لهذا قال ابن القيم رحمه الله: "حقيقة العبودية التي هي: كمال الحب، وكمال الذل" (طريق الهجرتين وباب السعادتين: [1/510]).