و قال آخرون: عنى بفلان: الشيطان. حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبوعاصم ، قال: ثنا عيسى ، و حدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد " فلانا خليلا " قال الشيطان. نسيم الشام › خطبة د. توفيق البوطي: ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن نجيح ، عن مجاهد ، مثله. قال تعالى: " يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا "يعني أميه ، وكنى عنه ولم يصرح باسمه لئلا يكون هذا الوعد مخصوصاً به ولا مقصوراً ، بل يتناول جميع ، من فعل مثل فعلهما ، وقال مجاهد و أبو رجال: الظالم عام في كل ظالم ، وفلان: الشيطان واحتج لصاحب هذا القول بأن بعده " وكان الشيطان للإنسان خذولا " وقرأ الحسن: ( يا ويلتي) وقد مضى في " هود " بيانه. والخليل: الصاحب والصديق وقد مضى في (النساء) بيانه. يخبر تعالى عن هول يوم القيامة وما يكون فيه من الأمور العظيمة, فمنها انشقاق السماء وتفطرها, وانفراجها بالغمام وهو ظلل النور العظيم الذي يبهر الأبصار, ونزول ملائكة السموات يومئذ فيحيطون بالخلائق في مقام المحشر, ثم يجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء. قال مجاهد: وهذا كما قال تعالى: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة" الاية.
عن أبي الخطاب عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: والله ما كنى الله في كتابه حتى (1) قال: (يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا) وإنما هي في مصحف علي عليه السلام: (يا ويلتا ليتني لم أتخذ الثاني (2) خليلا) وسيظهر (3) يوما (4). 32 - كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: عنه (5) بإسناده عن محمد بن جمهور عن حماد عن حريز عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: (يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا) قال: يقول الأول للثاني (6).
وأربعة منهم يقولون: سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك ورواه ابن جرير عنه. وقال أبو بكر بن عبد الله: إذا نظر أهل الأرض إلى العرش يهبط عليهم من فوقهم, شخصت إليه أبصارهم, ورجفت كلاهم في أجوافهم, وطارت قلوبهم من مقرها من صدورهم إلى حناجرهم. قال ابن جرير: حدثنا القاسم, حدثنا الحسين, حدثنا المعتمر بن سليمان عن عبد الجليل عن أبي حازم عن عبد الله بن عمرو قال: يهبط الله عز وجل حين يهبط, وبينه وبين خلقه سبعون ألف حجاب, منها النور والظلمة فيصوت الماء في تلك الظلمة صوتاً تنخلع له القلوب, وهذا موقوف على عبد الله بن عمرو من كلامه, ولعله من الزاملتين, والله أعلم. وقوله تعالى: "الملك يومئذ الحق للرحمن" الاية, كما قال تعالى: "لمن الملك اليوم ؟ لله الواحد القهار". وفي الصحيح أن الله تعالى يطوي السموات بيمينه, ويأخذ الأرضين بيده الأخرى, ثم يقول: أنا الملك أنا الديان, أين ملوك الأرض ؟ أين الجبارون, أين المتكبرون ؟ وقوله "وكان يوماً على الكافرين عسيراً" أي شديداً صعباً, لأنه يوم عدل وقضاء فصل, كما قال تعالى: "فذلك يومئذ يوم عسير * على الكافرين غير يسير" فهذا حال الكافرين في هذا اليوم, وأما المؤمنون فكما قال تعالى: "لا يحزنهم الفزع الأكبر" الاية.
والثاني: معرفة أنه عبدٌ لله، ورسولٌ من عند الله، اختاره الله وفضله بالرسالة، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، جاء في الصحيحين من حديث أنس >، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فيقعدانه، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ لمحمد صلى الله عليه وسلم، فأما المؤمن، فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة، فيراهما جميعاً) [10].
[5] سورة العلق، الآيات [1-5]. [6] سورة المدثر، الآيتان [1-2]. [7] شرح الأصول الثلاثة، د. خالد المصلح (66). [8] ينظر: تعليقات على ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالله العصيمي (45). حل سؤال مكث الرسول صلي الله علية وسلم يدعوا إلى التوحيد في مكة المكرمة - ما الحل. [9] رواه أحمد في مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها، برقم (25089)، قال المنذري: (4 /195): "إسناد صحيح"؛ وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (1 /290). [10] أخرجه البخاري في كتاب: الجنائز، باب: ما جاء في عذاب القبر، برقم (1374)؛ وأخرجه مسلم في كتاب: الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه، برقم (2870). [11] رواه الإمام أحمد في مسنده (42/13)، برقم (25089)، ط. الرسالة. [12] رواه الإمام أحمد في مسنده (30 /501)، برقم (18534)، ط. الرسالة.