وتعتبر صفة الكرم صفة طبيعية وعادية للامير محروت، فالكرم اشتهرت به قبيلة ( عنزه) قاطبة وغيرها من القبائل العربية، فليس غريب على محروت الهذال ان يكون كريما. ومما يعرف ان في منزل محروت بن هذال شخص مسؤول عن اعداد الولائم وفي اغلب المناسبات يكون تقديم الطعام في الصحن ذي الحلقات الاربع الذي لايستطيع حمله 12رجلا أو أكثر. وهناك قصة تدل على كرمة الشديد حين دعا محروت الهذال الملك سعود بن عبد العزيز اثناء زيارته للشيخ إلى وليمة غداء. والشيخ كان بطبيعته يستعد جيدا لواجب الضيافة فاولم بعدد (200) راس من الاغنام و ( 8) رؤوس من الإبل احتفاء بضيفه، وكثيرا ماتمر القواقل بعددها الهائل وتقيم تحت مظلة ضيافة وكرم محروت الهذال. [3] قيادته لقبيلته كان محروت الهذال قائدا شجاعا وحكيما وكان لا يستغني عن مشورة افراد قبيلته، فكان يقول: ( اشيروا علي الا الثلاث) وحين يسالونه عن الثلاث، يقول. ثلاثه لا اريدهن، النكيفة اي العودة دون قتال والثانية الغارة على عنزه والثالثه الغارة على الضعوف. تجمع للامير محروت الهذال عدد كبير يتحرك كالطوفان من الفرسان والخيل والإبل مما يشكل تهديدا كبيرا لاي قبيلة ينوي غزوها، وفي حالة تحركهم نحو الجسر لعبور الشط فان الجسر يغلق ذاك اليوم ويسمونه يوم العبر، ومما يدل على حنكته العسكرية انه اعتاد على تسريب معلومات عن نيتة للتحرك جنوبا فيما هو يخطط للتحرك شمالا لان مسير مثل هذا العدد الكبير يلفت الانتباه.
[1] فوالده هو فهد لذي كان صيته ذائعا بين قبائل البدو في الحكمة ومعرفة الصحراء وعلومها وكانت شخصيته تفرض احترام الجميع له، واشقاء والدته اخواله من التمياط من شمر بداية إمارته تولى الأمير محروت الهذالمشيخة قبيلة عنزة وهو في عمر " 19 " سنة ورغم صغر سن الا انه كان متمرسا في القيادة لوجودة في مدرسة والده فهد والسبب في تسلم المشيخة بهذا السن يعود لأنه استلم المشيخة اثناء اقامة فهد الهذال في تركيا ، فتولى المشيخة على اثر وفاة اخيه الأكبر متعب. كان من حسن حظ محروت انه قاد قبيلتة في حياة والده لمدة عشر سنوات لان والده كان يدربه عمليا وكان يرسل معه من الرجال ذوي الخبرة. تمتع محروت الهذال بمكانة رفيعة المستوى لانه كان بين قلة من شيوخ البدو طامحا لزعامة البدو، ولأنه كان مؤهلا في كثير من امور العشائر الصحراوية، فقد عرف بقراراته الصارمة إذا التزم ان يحل مشكلة في الفصول العشائرية، كما عرف بحكمته رغم علو قوته وشجاعته المقرونة احيانا بالمغامرة، وكانت تقاطيع وجهه ترمز إلى صلابته وكان صوته الجهوري يدل على حزمه واقدامه، ومنذ شبابه ذاع اسمه في الدواوين، وجعلته القبائل البدوية أحد شيوخ يرجع اليهم في المرافعات العشائرية.
فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. الدعاء...
إلا أخلف الله له خيرا منها». قالت: فلما مات أبو سلمة، قلت: أي المسلمين خير من أبى سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه؟ ثم إني قلتها، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه! فتأمل هذا الشعور الذي انتاب أم سلمة ـ وهو بلا شك ينتاب بعض النساء اللاتي يبتلين بفقد أزواجهن ويتعرض لهن الخُطاب ـ ولسان حالهن: ومن خير من أبي فلان؟! فلما فعلتْ أم سلمة ما أمرها الشرع به من الصبر والاسترجاع وقول المأثور، أعقبها الله خيراً لم تكن تحلمُ به، ولا يجول في خلدها. وهكذا المؤمنة.. يجب عليها أن لا تختصر سعادتها، أو تحصرها في باب واحد من أبواب الحياة، نعم.. اية وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم أدناه. الحزن العارض شيء لم يسلم منه ولا الأنبياء والمرسلون! بل المراد أن لا نحصر الحياة أو السعادة في شيء واحد، أو رجل، أو امرأة، أو شيخٍ! 5 ـ وفي الواقع قصص كثيرة جداً، أذكر منها ما ذكره الطنطاوي رحمه الله عن صاحب له: أن رجلاً قدم إلى المطار، وكان حريصا على رحلته، وهو مجهد بعض الشيء، فأخذته نومةٌ ترتب عليها أن أقلعت الطائرة، وفيها ركاب كثيرون يزيدون على ثلاث مئة راكب، فلما أفاق إذا بالطائرة قد أقلعت قبل قليل، وفاتته الرحلة، فضاق صدره، وندم ندماً شديداً، ولم تمض دقائق على هذه الحال التي هو عليها حتى أعلن عن سقوط الطائرة، واحتراق من فيها بالكامل!
( قلت): ولهذا ثبت في الصحيح: « من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية » وقال عليه السلام يوم الفتح: « لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا » ، وقوله: { وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ} أي شديد عليكم ومشقة ، وهو كذلك فإنه إما أن يقتل أو يجرح ، مع مشقة السفر ومجالدة الأعداء ، ثم قال تعالى: { وعسى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} أي لأن القتال يعقبه النصر والظفر على الأعداء والاستيلاء على بلادهم وأموالهم وذراريهم وأولادهم. سورة البقرة - الآية 216. { وعسى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ} وهذا عام في الأمور كلها. قد يحب المرء شيئاً وليس له فيه خيرة ولا مصلحة ، ومن ذلك القعود عن القتال قد يعقبه استيلاء العدو على البلاد والحكم ، ثم قال تعالى: { والله يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} أي هو أعلم بعواقب الأمور منكم ، وأخبر بما فيه صلاحكم في دنياكم وأخراكم ، فاستجيبوا له وانقادوا لأمره لعلكم ترشدون. ــــــــــ 03-10-2012, 03:15 PM بوركت يا أم زيد العزيزة وكل من أضافت من أخواتنا في هذا الموضوع من فوائد الحمد لله
فأنفع الأشياء له على الإطلاق طاعة ربه بظاهره وباطنه.. وأضر الأشياء عليه على الإطلاق معصيته بظاهره وباطنه.. فإذا قام بطاعته وعبوديته مخلصا له فكل ما يجري عليه مما يكرهه يكون خيرا له.. وإذا تخلى عن طاعته وعبوديته فكل ما هو فيه من محبوب هو شر له.. فمن صحت له معرفة ربه والفقه في أسمائه وصفاته علم يقيناً أن المكروهات التي تصيبه والمحن التي تنزل به فيها ضروب من المصالح والمنافع التي لا يحصيها علمه ولا فكرته، بل مصلحة العبد فيما يكره أعظم منها فيما يحب. فعامة مصالح النفوس في مكروهاتها، كما أن عامة مضارها وأسباب هلكتها في محبوباتها...... كذلك الأب الشفيق على ولده بمصلحته، إذا رأى مصلحته في إخراج الدم الفاسد عنه بضع جلده وقطع عروقه، وأذاقه الألم الشديد. اية وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم والحيوناتكم. وإن رأى شفاءه في قطع عضو من أعضائه أبانه عنه، كل ذلك رحمة به وشفقة عليه، وإن رأى مصلحته في أن يمسك عنه العطاء لم يعطه ولم يوسع عليه؛ لعلمه أن ذلك أكبر الأسباب إلى فساده وهلاكه، وكذلك يمنعه كثيرًا من شهواته حماية له ومصلحة لا بخلاً عليه، فأحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأعلم العالمين الذي هو أرحم بعباده منهم بأنفسهم، ومن آبائهم وأمهاتهم إذا أنزل بهم ما يكرهون كان خيراً لهم من ألا ينزله بهم، نظراً منه لهم وإحساناً إليهم ولطفاً بهم.
ومِنها: أنَّه لا يقترحُ على ربِّه، ولا يَختارُ عليه، ولا يسألُه ما ليس له به عِلمٌ؛ فلعلَّ مضرَّتَه وهلاكَه فيه وهو لا يعلمُ! فلا يختارُ على ربِّه شيئًا؛ بل يسألُه حُسنَ الاختيارِ له، وأَن يُرَضِّيَه بما يختارُه؛ فلا أنفعَ له مِن ذلك. ومنها: أنه إذا فوَّض إلى ربِّه، ورضِيَ بما يختارُه له؛ أمدَّهُ فيما يختارهُ له بالقُوَّةِ عليه والعزيمةِ والصَّبرِ، وصرَفَ عنه الآفاتِ التي هي عُرضَةُ اختِيارِ العبدِ لنفسِه، وأَراهُ مِن حُسنِ عواقبِ اختِيارِه له ما لم يكنْ لِيصلَ إلى بعضِه بما يختارُه هو لنفسِه. اية وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وذ. ومِنها: أنَّه يُريحُه مِن الأفكارِ المُتعِبةِ في أنواعِ الاختِياراتِ، ويُفرِّغُ قلبَه من التَّقديراتِ والتَّدبيراتِ التي يصعدُ منها في عَقَبةٍ وينزِلُ في أُخرى، ومع هذا: فلا خُروجَ له عمَّا قُدِّر عليه، فلو رَضِيَ باختِيارِ الله؛ أصابَه القدَرُ وهو محمودٌ مشكورٌ ملطوفٌ به فيه، وإلا: جرَى عليه القَدَرُ وهو مذمومٌ غيرُ ملطوفٍ به فيه؛ لأنَّه مع اختِيارِه لنفسهِ. ومتى صحَّ تفويضُه ورِضاهُ؛ اكتنفَهُ في المقدورِ العطفُ عليه، واللُّطفُ به؛ فيصيرُ بين عطفِه ولُطفِه، فعطفُهُ يَقيهِ ما يَحذَرُه، ولُطفُه يُهوِّن عليه ما قدَّرَهُ.
ولو مكنوا من الاختيار لأنفسهم لعجزوا عن القيام بمصالحهم علماً وإرادة وعملاً، لكنه سبحانه تولى تدبير أمورهم بموجب علمه وحكمته ورحمته، أحبوا أم كرهوا فعرف ذلك الموقنون بأسمائه وصفاته، فلم يتهموه في شيء من أحكامه وخفي ذلك على الجهال به، وبأسمائه وصفاته، فتنازعوا تدبيره وقدحوا في حكمته ولم ينقادوا لحكمه وعارضوا حكمه بعقولهم الفاسدة وآرائهم الباطلة وسياساتهم الجائرة، فلا لربهم عرفوا، ولا لمصالحهم حصلوا، والله الموفق. ومتى ظفر العبد بهذه المعرفة سكن في الدنيا قبل الآخرة في جنة لا يشبه نعيمها إلا نعيم جنة الآخرة، فإنه لا يزال راضياً عن ربه والرضا جنة الدنيا ومستراح العارفين، فإنه طيب النفس بما يجري عليه من المقادير التي هي عين اختيار الله له، وطمأنينتها إلى أحكامه الدينية، وهذا هو الرضا بالله ربًّا وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً. .... زوجة أبي الحارث باسم خلف 03-10-2012, 02:32 PM تفسير آية ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم) قال تعالى: { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}.