- أمّا يوم القيامة فقد كتب الله كتابا لا تبديل فيه أنّ أولياءه هم الفائزون:{ يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ( 68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ( 69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ( 70)} [الزّخرف]. ولمّا ابتعد أكثر النّاس عن صفات العلماء العاملين، والعُبّاد الصّالحين: أضاعوا ما وعدهم الله به أن ( لا خوف عليهم)، فصاروا من أشدّ النّاس هلعا، وأكثرهم فزعا، وأشدّهم في الحياة طمعا، يُفتنون في كلّ عام مرّة أو مرّتين ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكرون. وضيّعوا: ( وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)، فصار كثير منهم مثالا للحزن والشّقاء، تحت حرّ البأساء والضرّاء. متى تكتب والله ولي التوفيق - إسألنا. نسأل الله العفو والعافية، في الدّنيا والآخرة. < السابق التالي >
وهكذا تنطلق ولاية الله للإنسان المؤمن لتحتضن روحه وعقله وحياته، وتوجّه خطواته إلى الصراط المستقيم الذي يفتح لهم كلّ نوافذ النور التي تطلّ بهم على السعادة في الدنيا والآخرة... ". [تفسير من وحي القرآن، ج 5]. ويبقى المهمّ في كيفية فهمنا وتفاعلنا لمعنى الولاية لله تعالى، أن نكون فعلاً من أولياء الله الذين يخلصون له في عبادتهم بلا رياء، وأن يلتزموا حدوده، فلا يعتدوا على حقوق الناس وأموالهم وأعراضهم وكراماتهم، ولا يسعوا بإفساد حياتهم وتخريب علاقاتهم، فلا يمكن أن نكون ممن يتولون الله، ونقوم بكلّ ما يخالف تعاليمه في الواقع. معنى ولي ه. فإذا كنا نريد بجدّ أن يتولانا تعالى ويحتضننا ويوفقن، فلا بدّ من أن نترجم ولايتنا لله ولرسوله وأهل البيت(ع) موقفاً مع الحقّ في كلّ شيء، وعملاً دؤوباً لمواجهة الباطل والغيّ والفساد والفتنة، وأن نعكس ذلك مزيداً من الاستقامة والثّبات على صراط الله. فعندما نقرّ بالشهادة بالولاية لعليّ(ع)، فإنّ عليّاً يريدنا أن نتعلم منه ونقتدي به في أقوالنا وأفعالنا، وأن نجسّد الإخلاص والعبودية لله تعالى وحده بكلّ مسؤوليَّة ووعي وحرص.
الكرم والجود والإنفاق في سبيل الله. العدل والحكمة. الحرص على العلم. تقدير قيمة الوقت. الحرص على الفضائل. المراجع ↑ سورة يونس، آية:62 ↑ سورة البقرة، آية:197 ↑ سورة يونس، آية:62-64 ↑ ابن باز، كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر ، صفحة 197. بتصرّف. ↑ رواه العراقي، في تخريج الإحياء، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2/199، ضعيف. ↑ سورة المجادلة، آية:22 ↑ سعيد بن وهف القحطاني، الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة ، صفحة 188. بتصرّف. ^ أ ب أحمد فريد، كتاب مجالس رمضان،الجزء 10 ، صفحة 3. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1047 ، صحيح. حكم قول: (أشهد أن عليا ولي الله) و(حي على خير العمل). ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5063 ، صحيح. ↑ ابن ابي الدنيا، كتاب الأولياء ، صفحة 12. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن معاوية بن أبي سفيان، الصفحة أو الرقم:7312، صحيح. ↑ سورة النحل، آية:43 ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،الجزء 16 ، صفحة 252. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6502 ، صحيح. ↑ صالح المغامسي، شرح كتاب الرقاق من صحيح البخاري،الجزء 5 ، صفحة 8.
ب. ي. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 10/ 352). فتاوى ذات صلة
[٤] الحب في الله والبغض في الله قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أوْثَق عُرَى الإيمانَ: الحبّ في الله، والبُغْضُ في الله) ، [٥] فالمؤمن الذي يرجو أن يكون من أولياء الله يحبُّ ما يحب الله، ويكره ما يكره الله، يحبّ أهل الطاعات ويبغض الأعداء الذين يشيعون الفاحشة بين عباده. ما هو معنى كلمة (وليّ) في الآية (55- المائدة)؟؟؟؟. فتكون رابطة الإيمان أعظم في قلبه من روابط الدم والعشيرة، قال الله تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ). [٦] [٧] الزهد في الدنيا إنّ أولياء الله الصالحين قلوبهم معلّقة بالله -عز وجل-، وخير أيامهم يوم يلقونه وهو راضٍ عنهم بعد أن رضوا بقضائه وقدره في الدنيا، فلا يبالوا بالذم والمدح والفقر والغنى، وتعاملوا مع نعم الله -عز وجل- على أنها وسيلة تعينهم على الطاعة والعبادة لا تشغلهم عنها. [٨] وهذه المرتبة صعبة؛ لأنّ الإنسان محبٌّ للمالِ والحياة، كما قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَتَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمُرِ) ، [٩] فمن أراد الوصول إليها، يجب أن يُهذّب نفسه ويدربها على التواضع والصبر والرضى، وأن يعرف معنى الحياة الدنيا وقيمتها بالنسبة للآخرة.