بقي بن مخلد (201 - 276 هـ = 817 - 889 م) بقي بن مخلد بن يزيد، أبو عبد الرحمن، الأندلسي القرطبي: حافظ مفسر محقق، من أهل الأندلس. له (تفسير) قال ابن بشكوال: لم يؤلف مثله في الإسلام، وكتاب في (الحديث) رتبه على أسماء الصحابة، ومصنف في (فتاوى الصحابة والتابعين ومن دونهم) وكان إماما مجتهدا انتشرت كتبه وتداولها القراء والدارسون في أيام حياته نقلا عن: الأعلام للزركلي
منزلة بقي بن مخلد وقد لفت حرص بقيّ على تتبع العلم والعلماء في أرجاء بلاد الإسلام الأنظار إليه، حتى لقب بـ"المكنسة"، ذكره أحمد بن أبي خيثمة، فقال: "ما كنا نسميه إلا المكنسة، وهل احتاج بلد فيه بقي إلى أن يرحل إلى ها هنا منه أحد؟! ". ولقب المكنسة إشارة إلى من لا يترك شاردة أو واردة إلا وأولاها اهتمامه. وَكَانَ الأمير محمد بن عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس محباً للعلوم عَارِفًا، فَلَمَّا دخل بَقِي الأندلس بمصنف ابْن أبي شيبَة وَقُرِئَ عَلَيْهِ، أنكر جمَاعَة من أهل الرَّأْي مَا فِيهِ من الْخلاف واستبشعوه ونشطوا الْعَامَّة عَلَيْهِ ومنعوه من قِرَاءَته، فَاسْتَحْضرهُ الْأَمِير مُحَمَّد وإياهم وتصفح الْكتاب جُزْءا جُزْءا حَتَّى أَتَى على آخِره، ثمَّ قَالَ لخازن كتبه: "هَذَا كتاب لَا تَسْتَغْنِي خزانتنا عَنهُ فَانْظُر فِي نُسْخَة لنا"، وَقَالَ لبقي: "انشر علمك، وارو مَا عنْدك"، ونهاهم أَن يتَعَرَّضُوا لَهُ. قال أبو عبد الملك القرطبي: "كان فاضلا تقيّا صوَّاما قواما متبتلا، منقطع القرين فِي عصره، منفردًا عن النَّظير في مصره.. ، وكان بقي طوالا أقنى (احديداب في الأنف)، ذا لحية مضبرا (تلزيز العظام، واكتناز اللحم)، قويا جلدا على المشي، لم ير راكبا دابة قط، وكان ملازما لحضور الجنائز، متواضعا، وكان يقول (أي بقي): إني لأعرف رجلا، كان تمضي عليه الأيام في وقت طلبه العلم، ليس له عيش إلا ورق الكرنب الذي يرمى، وسمعت من كل من سمعت منه في البلدان ماشيا إليهم على قدمي".
وكان بقي بن مخلد ورعا فاضلا زاهدا، كثير التَّهَجُّد مجاب الدعْوَة، قد ظهرت له إجابات الدعوة في غير ما شيء، قَلِيل الْمثل مُجْتَهدا لَا يُقَلّد أحدا بل يُفْتِي بالأثر. وقال بقيّ بن مخلد يوما لطلابه: أنتم تطلبون العلم، أهكذا يطلب العلم؟ إنما أحدكم إذا لم يكن عليه شغل يقول: أمضي أسمع العلم، إني لأعرف رجلا تمضي عليه الأيام في وقت طلبه للعلم لا يكون له عيش إلا من ورق الكرنب الذي يلقيه الناس، وإني لأعرف رجلا باع سراويله غير مرة في شرى كاغد حتى يسوق الله عليه من حيث يخلفها. بين بقي بن مخلد والإمام أحمد من مناقب الإمام بقي بن مخلد رحمه الله، أنه عندما وصل إلى بغداد أراد الاستماع إلى الإمام أحمد بن حنبل وجمع ما يمكن من الأحاديث منه، ولكن تصادف وصوله مع تصاعد الخلاف بين الإمام أحمد والخليفة الواثق بالله، حتى أنه مُنع من الدرس والخطبة. ولكن ذلك لم يثنِ بقي بن مخلد المسافر المتعطش للبحث والدرس، فذهب إلى دار ابن حنبل واتفق معه على الإفلات من مراقبة حرس الخليفة له بأن يأتيه كل يوم متنكرا بزي السائل المستجدي، فيدق الباب ويتظاهر بالسؤال عن عطيةٍ فيفتح ابن حنبل له الباب ويروي له حديثا أو حديثين بما يسمح به الوقت، واستمر الحال هكذا حتى ارتوى ابن مخلد.
مصنفات ومؤلفات بقي بن مخلد وبعد طول سفر، عاد بقي بن مخلد إلى الأندلس ليفيد بعلمه وما جمعه، فألف "التفسير" و"المسند" الذي لا نظير لهما، حتى وصف الإمام أبو محمد بن حزم تفسيره للقرآن الكريم بالقول: "أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسيره، لا تَفْسِير مُحَمَّد بن جرير وَلَا غَيره". وفي المسند الذي كرس للحديث الشريف وأسانيده، قال ابن حزم: "ومسند بقيّ روى فيه عن ألف وثلاثمائة صاحب ونيف, ورتب حديث كل صاحب على أبواب الفقه, فهو مسند ومصنف, وما أعلم هذه الرتبة لأحد قبله, مع ثقته وضبطه, وإتقانه واحتفاله في الحديث". وكان بقي أول من كثر الحديث بالأندلس ونشره، وهاجم به شيوخ الأندلس، فثاروا عليه، لأنهم كان علمهم بالمسائل ومذهب مالك، وكان بقي يفتي بالأثر، فشذ عنهم شذوذا عظيما، فعقدوا عليه الشهادات، وبدعوه، ونسبوا إليه الزندقة، وأشياء نزهه الله منها. وكان بقي يقول: "لقد غرست لهم بالأندلس غرسا لا يقلع إلا بخروج الدجال". وللحافظ الإمام بقي بن مخلد كتاب "في فتاوى الصحابة والتابعين ومن دونهم"، الذي أربى فيه علي مصنف أبي بكر بن أبي شيبة، وعلى مصنف عبد الرزاق، ومصنف سعيد بن منصور. وقد بلغت هذه الكتب من الشهرة بمكان، حتى قال أبو عبد الملك أحمد بن محمد بْن عَبْد البر القرطبي (ت: 338هـ): "صارت تصانيف هذا الإمام الفاضل قواعد الإسلام، لا نظير لها، وكان متخيرا لا يقلد أحدا، وكان ذا خاصة من أحمد بن حنبل، وجاريا في مضمار البخاري و مسلم و النسائي ".
For faster navigation, this Iframe is preloading the Wikiwand page for بقي بن مخلد. Connected to: {{}} من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة بقي بن مخلد معلومات شخصية الميلاد رمضان 201هـ/أبريل 817م قرطبة الوفاة 28 جمادى الآخرة 276هـ/31 أكتوبر 889م قرطبة الحياة العملية تعلم لدى أحمد بن حنبل المهنة عالم مسلم تعديل مصدري - تعديل أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد القرطبي فقيه وإمام ومفسر أندلسي له تفسير للقرآن وكتاب في الحديث رتبه على أسماء الصحابة، وكتاب عن فتاوى الصحابة والتابعين. [1] حياته ولد بقي بن مخلد بن يزيد في رمضان 201 هـ، [2] وسمع في الأندلس من عدد من علمائها منهم محمد بن عيسى الأعشى ويحيى بن يحيى الليثي ، [3] ثم رحل إلى المشرق وجال فيه فسار إلى الحجاز ومصر ودمشق وبغداد والكوفة والبصرة [4] وإفريقية [3] وحلوان وواسط ، [5] فسمع من نحو 284 رجلاً [3] وروى عنهم منهم أحمد بن حنبل وابن أبي شيبة [6] وسحنون. [3] أدخل بقي بن مخلد مصنف ابن أبي شيبة [7] وكتاب الأم للشافعي [5] وكتابي التاريخ والطبقات لخليفة بن خياط [7] وكتاب «سيرة عمر بن عبد العزيز » لأحمد بن إبراهيم الدورقي [5] إلى الأندلس. ولبقي بن مخلد تفسير قال ابن بشكوال عنه أنه لم يؤلف مثله في الإسلام، وكتاب في الحديث رتبه على أسماء الصحابة، ومصنف في «فتاوي الصحابة والتابعين ومن دونهم».
المصادر والمراجع - ابن الفرضي: تاريخ علماء الأندلس، 1/ 107 – 109. - ابن ماكولا: الإكمال في رفع الارتياب/ 1/ 344 – 345. ياقوت الحموي: معجم الأدباء، 2/ 746 – 749. - ابن عساكر: تاريخ دمشق، 10/ 354 – 359. - الذهبي: سير أعلام النبلاء، 13/ 285 – 269. - الصفدي: الوافي بالوفيات، 10/ 115 – 116. السيوطي: طبقات المفسرين، ص40 – 42.