قال تعالى: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخرةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]. وإنَّ الشَّيء الوحيد؛ الَّذي أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يطلب منه الزِّيادة هو العلمُ. سورة البقرة المصحف الإلكترونية. قال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114] كما أنَّ أوَّل خاصِّيَّةٍ ميَّز الله تعالى بها ادم عليه السلام هي العلم. قال تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاَءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 31]. واستمرَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في منهجه التَّربويِّ يعلِّم أصحابه، ويذكِّرهم بالله – عزَّ وجلَّ – ويحثُّهم على مكارم الأخلاق، ويوضِّح لهم دقائق الشَّريعة، وأحكامها، وكان توجيهه صلى الله عليه وسلم لأصحابه أحياناً فرديّاً، ومرَّةً جماعيّاً، وترك لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ثروةً هائلةً في وسائله التَّربويَّة في التَّعليم، وإلقاء الدُّروس، فقد راعى صلى الله عليه وسلم الوسائل التَّربويَّة؛ الَّتي تعين على الحفظ، وحسن التلقِّي، وتؤدِّي إلى استقرار الحديث في نفوس وأفئدة الصَّحابة الكرام رضي الله عنهم؛(البر،1999، ص60).
والحملات عليهم كثيرةٌ جداً، حتَّى لا تكاد تخلو سورةٌ مدنيَّةٌ منها، وخاصَّةً الطَّويلة، والمتوسطة، وهذا يعني: أنَّ هذه الحركة ظلَّت طِيلَةَ العهد المدنيِّ تقريباً، وإن كانت أخذت تضعف من بعد نصفه الأوَّل». (الشجاع،1999، ص172) واستمرَّ القرآن المدنيُّ يتحدَّث عن عظمة الله، وحقيقة الكون، والتَّرغيب في الجنة، والتَّرهيب من النَّار، ويشرِّع الأحكام لتربية الأمَّة، ودعم مقومات الدَّولة، الَّتي ستحمل نشر دعوة الله بين النَّاس قاطبةً، وتجاهد في سبيل الله. وكانت مسيرة الأمَّة العلميَّة تتطوَّر مع تطور مراحل الدَّعوة، وبناء المجتمع وتأسيس الدولة، وقد أشاد القرآن الكريم بالعلم، والَّذين يتعلَّمون، ورُويت أحاديث عن تقدير الرَّسول صلى الله عليه وسلم للعلم، وتضمَّنت كتبُ الحديث أبواباً عن العلم. سورة البقرة المصحف الإلكتروني. لقد أيقنت الأمَّة: أنَّ العلم من أهم مقوِّمات التَّمكين؛ لأنَّه من المستحيل أن يمكِّن الله تعالى لأمَّةٍ جاهلةٍ، متخلِّفةٍ عن ركاب العلم. وإنَّ النَّاظر للقرآن الكريم؛ ليتراءى له في وضوحٍ: أنَّه زاخرٌ بالآيات الَّتي ترفع من شأن العلم، وتحثُّ على طلبه وتحصيله، فقد جعل القرآن الكريم العلم مقابلاً للكفر؛(يوسف،1994، 62) الذي هو الجهل، والضَّلال.
المصحف الإلكتروني وقف سلوي عبد اللطيف
لكن أسلم القول هو أن ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، وأنها تنتقل في ليالي العشر، فمن قام ليالي العشر كلها وأحياها وبالعبادة أصاب ليلة القدر يقينًا. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية "ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، هكذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتكون في الوتر منها". وهنا ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح: "أرجح الأقوال إنها في الوتر من العشر الأخير، وأنها تنتقل". التحوّل وبناء الذات، سبيل الوصول إلى غاية خلق الإنسان - مركز الإسلام الأصيل. ونظرًا لاختلاف المطالع والبلدان في تحديد بداية الصوم، فإنها تطلب في الأشفاع من العشر الأواخر كما تطلب في الأوتار، لأن الليلة قد تكون وترًا في بلد، وتكون شفعًا في بلد آخر. وكذلك الوتر له اعتباران: اعتبار بما مضى، واعتبار بما بقي، فإذا كان الشهر تامًا فالأوتار باعتبار ما بقي هي ليالي الشفع. وعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين، يكون ذلك ليال الأشفاع، وتكون الاثنين وعشرين تاسعة تبقى، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى، وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح… وإذا كان الشهر تسعًا وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ بالماضي. وإذا كان الأمر هكذا، فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه. بل هو خير لكم عن عبادة بن الصامت قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال صلى الله عليه وسلم: خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة".