وتعد المبادئ القضائية من أهم الوسائل الفاعلة في إقناع الغير بالنظام القانوني للدولة وسند قوي على مستوى الحماية والشفافية وخلق طمأنينة ومناسبة المناخ للاستثمار والتعامل وتحقيق المعايير الدولية للقضاء، ويحق للبعض تسمية نشر المبادئ القضائية في مدونات بـ (سفير الدولة العابر للحدود) ذلك أنها تعكس سيادة الشرع والنظام لدى المجتمع الإنساني داخل الدولة وخارجها لاسيما في عصرنا الحاضر الذي ساهمت فيه (شبكة الإنترنت) في انتشار المعلومة ووصولها للجميع. وتتعاظم أهمية نشر المبادئ القضائية بكونها تمس جانباً مهماً في حياة الناس كما هو الحال في حرية التعبير وإبداء الرأي وحقوق الانسان والملكية الفكرية وحقوق التأليف ومخالفات وسائل الإعلام المختلفة التقليدية والنشر الإلكتروني، ذلك أنه يعكس الصورة الحقيقية للنظام القضائي والشرعي والقانوني في المملكة ويساهم في إقناع الآخر بوجود بيئة قانونية في المملكة. وأهمية أي مدونة تبرز التزام المملكة خاصة إنفاذ نظام الملكية الفكرية التي وقعتها المملكة لزيادة الوعي بالثقافة الحقوقية ورفع مستوى الوعي وإبراز أهمية الإبداع والابتكار.
قال الله تعالى: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء:128]. وردت القاعدة التي تتضمّنها هذه الآية الكريمة، في سياق المشكلات التي تطرأ بين الزوجين، وذلك في قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128]، وفي هذه القاعدة من الدِّلالات ما يستحقُّ الوقوف أمامه والتَّنويه به. من أولى دلالات هذه القاعدة، أنَّ الإسلامَ يتعاملُ مع واقع الأسرة كما هو، لا يفترضُ فيه المثاليَّة والكمال، ولا يُسيء الظَّنَّ به ويصمه بالضَّعف والهوان، بل يراه كما هو كيانٌ متفرِّد، يعرض له النّقص لكنّه قابلٌ للرُّقيِّ في مدارج الكمال، وبالتالي فلا يخلو بيتٌ من وجود المشكلات، بل لم تخلُ بيوتُ الأنبياء من ذلك، ومنها بيتُ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، لم تخلُ من مشكلاتٍ طارئةٍ عارضة، ولكن عندما نجعل القاعدة الكبرى في حياتنا قائمةً على أساسِ أنَّ الصُّلح خيرٌ وأولى من كلِّ نزاعٍ وخصام، فعندئذٍ يكون الوئام قريبًا.
حيث أن كثيراً من الناس وبمجرد وفاة الأب يباشرون بتقسيم الميراث وتبدأ النزاعات والصراعات حينها، وكثيراً هم من يأكلون مواريث البنات تحديداً بحجة أنهم لا يسمحون لزوجها الغريب بالاستيلاء على أموال العائلة، وكلما كثرت أموال الأرث زادت المشاكل العائلية وخسر الناس بعضهم، ومن هنا أتى حرص الإسلام على حل جميع الأشكاليات التي قد تؤدي الى النزاعات بين المسلمين. المصدر:
إن الله تعالى حثّ في كتابه الكريم على السير في الأرض، والاعتبار بما حل بالمكذبين، والنظر في ملكوت السموات والأرض، وكان يحث أناسا لا يسهل السفر عليهم، وليس الانتقال إلى تلك الديار المعذبة عليهم بيسير. قال جل في علاه: "قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين". قال الإمام الطبري: جولوا في بلاد المكذبين رسلهم، الجاحدين آياتي من قبلهم من ضربائهم وأشكالهم من الناس. وقال القرطبي: سافروا في الأرض فانظروا واستخبروا لتعرفوا ما حل بالكفرة قبلكم من العقاب وأليم العذاب؛ وهذا السفر مندوب إليه إذا كان على سبيل الاعتبار بآثار من خلا من الأمم وأهل الديار. جريدة الرياض | «فتلك مساكنهم». وقال ابن عاشور: وهذا يحدوهم إلى مشاهدة ديار أولئك المستهزئين. وقال القنوجي: أي سافروا فيها معتبرين ومتفكرين، وقيل هو سير الأقدام، ثم انظروا بأعينكم آثار من كان قبلكم لتعرفوا ما حل بهم من العقوبة، أو نظر فكرة وعبرة وهو بالبصيرة لا بالبصر. وقال القاسمي: أي سيروا في الأرض لتعرفوا أحوال أولئك الأمم، وتفكروا في أنهم كيف أهلكوا، لما كذبوا الرسل وعاندوا، فتعرفوا صحة ما توعظون به، وفي السير في الأرض والسفر في البلاد ومشاهدة تلك الآثار الخاوية على عروشها تكملة للاعتبار وتقوية للاستبصار.
أي فلا تغتروا بما أنتم عليه من التمتع بلذات الدنيا وشهواتها. وقال أحمد بن عبدالرحمن القاسم: أمره تعالى لرسوله أن يقول للمشركين المستهزئين به سيروا في الأرض على وجه الاعتبار والتأمل "ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين" في شمال الجزيرة، كمدائن صالح، وشمالها الغربي كبحيرة لوط، البحر الميت، وجنوبها كمدينة سبأ وقوم عاد وغيرهم. اهـ. وقد نبه سبحانه المشركين إلى مرورهم على قرية لوط فقال: "ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها؟ بل كانوا لا يرجون نشورا" وفي الصافات قال: "وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون". وفي هذا أن المرور بديار الهالكين ينبغي أن يثير مكامن التعقل والتدبر والنظر في عواقب الأمور. كما نص سبحانه على أن قرية قوم لوط في طريق مسيرهم كما أشار إلى ذلك ابن كثير وغيره، فهي في طريقهم إلى الشام يرون آثار تدميرها وبقايا مساكنهم. وهذا قطرة من مطرة مما يسمح المكان لنقله من أقوال المفسرين في هذا المعنى، وأظنه يكفي اللبيب، ويشفي غليل المريد. ولكن أحبابنا المعترضين لا يقنعون بسهولة بما يخالف ما يعتقدون، أو يخرج عما يعتنقون. فيتحججون بقول النبي صلى الله عليه وآله: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم، إلا أن تكونوا باكين، ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي.