إذن الوطن لا يرتبط بشخوص؛ فهذا نبيّ أمتنا الكريم يخرج من مكّة مجبرا ويقف على الحزورة فيقول: " علمت أنك خير أرض الله وأحب الأرض إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت". لقد فرّق النبي صلوات الله عليه وسلامه بين الأرض والأهل، ولم يكن خروجه إلا إكراها. إذا كان حبّ الوالدين واجبا فحبّ الوطن أوجب؛ أليس الإنسان طفلا رضع مياه الوطن وكبر على ذراعه، ألم يشتمّ عبق وروده و أشجاره، ألم يضمّه ضمّات حنان، ويرتب ملابسه وشعره قبل أن يدخل المدرسة، ويساعده في تصفّح الكتب وفهم العناوين، ألم يغنِّ له (ريما الحندقّة) قبل النوم ويسرد له الحكايات والقصص، أليس الوطن الأب الذي يمشي بجانب ولده، ولا يغيب ظله عنه فيشعر الولد بالطمأنينة وهو يقفز من ربوة إلى أخرى، ويأمن من المكر وهو يغرس جسده بين الدروب الضيّقة، ويطلق العنان للسانه دونما خوف. ما هو تعريف الوطن - موضوع. الوطن الأخ الكبير والصغير أيضا، هو الذي تناجيه ويعرف ما لايعرفه الآخرون، وهو الحبيبة التي تربّي وتعلّم اللطف واللباقة دائما، وتظلّ عيونها الجميلة تجذبك نحوها، ويديها الناعمتين تغريك بسجنهما بين يديك. فضل الوطن على الإنسان هو مجموع فضل كل من يعرف، فالوطن هو الحامي، والباعث على الطمأنينة، وهو المؤنس الذي يصغي باهنمام ، وهو الصديق الذي يلقاك بجناحيه ويحتضنك مهما أطلت الغياب، ومهما حصل منك جفاء وصدود، وهو الصورة الباهية التي لا يعلوها الغبار لو مرت السنون، والصفحة التي تظلّ حروفها ناصعة مترابطة على مر القرون.
– وليسَ لنا فِي الحنين يَد.. وفي البُعد كان لنا ألف يَد.. سلامٌ عليك، افتقدتكَ جدًا.. وعليّ السَلام فِيما افتقِد. – هل في وسعي أن اختار أحلامي لئلا أحلم بما لا يتحقق. ليس وطني دائما على حق ولكني لا استطيع ان امارس حقاً حقيقياً إلا في وطني. – الحنين هو مسامرة الغائب للغائب ، والتفات البعيد إلى البعيد. – عام يذهب واخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوء يا وطني. – الوطن.. أَجمل قَصيدة شعر في ديوان الكون. – الوطن.. هو السند لمن لاَ ظَهر لَه و هو البطن الثَاني الذي يحملُنا بعد بطن الأُم. – الوطن.. هو جدار الزمن الذي كنا نخربش عليه بعبارات برِيئة لمن نحِب و نَعشق. – وطني.. ذلك الحب الذي لا يتوقف.. وذلك العطاء.. الذي لا ينضب.. أيها الوطن المترامي الأطراف.. أيها الوطن المستوطن في القلوب.. أنت فقط من يبقى حبهُ.. وأنت فقط من نحبُ. – وطني.. أيها الوطن الحاضنُ.. للماضي والحاضر.. أيها الوطن.. أفضل ما قيل عن الوطن – المرسال. يامن احببتهُ منذُ الصغر.. وأنت من تغنى به العشاقِ.. وأطربهُم ليلُك في السهرِ.. أنت ك أنشودة الحياة.. وأنت ك بسمة العمر. – ليس وطني دائما على حق ولكني لا استطيع ان امارس حقاً حقيقياً الا في وطني. – إن أولى واجبات المواطن أن يعمل ليلاً نهاراً لرفع مستواه وبالتالي رفع مستوى أمته.. ولا يجب أن يقنع هذا المواطن بأنه نال شهادته واستلم منصبه ثم يجلس لا يفعل شيئا – عندما يكون الوطن في خطر فكل أبنائه جنود.
و بين ما يحكى و ما يعتقد، يبقى الوطن فوق كل اعتبار و فوق الاختلافات بين أبنائه، و فوق ما يحدث من استهتار، بعيدا عن الوطنية المزورة و المصطنعة و قريبا من الذي يحبونه سرا و علانية، بقلوبهم كما بعقولهم.