أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير. أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث الأنصارية الأوسية ثم الأشهلية. قال أبو عليّ بن السّكن: هي بنت عم معاذ بن جبل، وكانت تكنى أم سلمة، وكان يقال لها خطيبة النساء. روت عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث. وعن أبي داود بسند حسن عنها، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا تقتلن أولادكنّ سرّا، فإنّ الغيل « الغيلة: أن يجامع الرجل المرأة وهي مرضع فربما حملت واسم ذلك اللبن الغيل- بالفتح- فإذا حملت فسد لبنها يريد أن من سوء أثره في بدن الطفل وإفساد مزاجه وإرخاء قواه أن ذلك لا يزال ماثلا فيه إلى أن يشتد ويبلغ مبلغ الرجال، فإذا أراد منازلة قرن في الحرب وهن عنه وانكسر، وسبب وهنه وانكساره الغيل. اللسان 2/ 1378» يدرك الفارس فيدعثره « يدعثره: أي يصرعه ويهلكه إذا صار رجلا. اللسان 2/ 1378» عن فرسه». روى عنها ابن أخيها محمود بن عمرو الأنصاري، ومهاجر بن أبي مسلم مولاها، وشهر بن حوشب، قال ابن السكن: هو أروى الناس عنها، وبعض أحاديثها عند أحمد، وابن سعد أنها بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في نسوة.
وعن أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية رضي الله عنها قال: لما مات سعد بن معاذ صاحت أمه, فقال لها رسول الله r: "ألا يرقأ دمعك ويذهب حزنك, فإن ابنك أول من ضحك الله إليه واهتز له العرش" [5]. وعن أسماء بنت يزيد قالت: دعي رسول الله r إلى جنازة رجل من الأنصار, فلما وضع السرير تقدم نبي الله r ليصلي عليه ثم التفت فقال: "على صاحبكم دين؟", قالوا: نعم يا رسول الله, ديناران. قال: "صلوا على صاحبكم". فقال أبو قتادة: أنا بدينه يا نبي الله, فصلى عليه. وعن أسماء بنت يزيد عن النبي r قال: "العقيقة حق على الغلام شاتان مكافأتان, وعن الجارية شاة" [6]. وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله r والرجال والنساء قعود عنده فقال: "لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله, ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها", فأزم القوم فقلت: أي والله يا رسول الله, إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن. قال: "فلا تفعلوا, فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون". وفاة أسماء بنت يزيد: توفيت أسماء في حدود السبعين هجرية. وقبرها في دمشق بالباب الصغير. [1] أسد الغابة: جزء 1 - صفحة 1313. [2] الإصابة في تمييز الصحابة: جزء 7 - صفحة 498. [3] أسد الغابة: جزء 1 - صفحة 1313.
أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية ، واحدة من النسوة الطاهرات اللاتي ضربن أورع الأمثلة في الإيمان والعلم والصبر ، فكتب لها الخلود في تاريخ مشرق بالأنوار والبركات. أسلمت في السابقين من الأنصار على يد مصعب بن عمير ، مصعب الخير الذي انطلق من خير دور الأنصار ، دار بني عبد الأشهل قوم بن معاذ رضي الله عنه ذلك الصحابي الجليل الذي كان إسلامه بركة على قومه ، حيث روي أنه يوم أسلم ما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلماً ومسلمة. وأسماء هذه هي بنت عمة معاذ بن جبل الصحابي الجليل رضي الله عنه ويلتقي نسبها مع نسب سعد بن معاذ رضي الله عنهما في جدهما امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل. وأسماء بنت يزيد نموذج رائع من النساء اللاتي كن يسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمور دينهن ، لتصل إلى طريق الصواب ، ولذلك وصفت بأنها كانت من ذوات العقل والدين. روت بنت يزيد قالت: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في جوار أتراب لي - ، فسلم علينا وقال: ((إياكن وكفر المنعمين)). تقول: وكنت من أجرئهن على مسألته ، فقلت: يا رسول الله ، وما كفران المنعمين ؟ قال: ( لعل إحداكن تطول أيمتها بين أبويها ، ثم يرزقها الله زوجاً ، ويرزقها منه ولداً ، فتغضب فتكفر فتقول: ما رأيت منك خيراً قط).
رسول النساء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنها مسلم بن عبيد أنها أتت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بين أصحابه، فقالت: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، إن الله عَزَّ وَجَلَّ بعثك إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك وبإلاهك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم. وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ وإن الرجل إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مجاهدا، حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، أفما نشارككم في هذا الأجر والخير؟! فالتفت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال: " هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟ " فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا. فالتفت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليها فقال: " افهمي أيتها المرأة، وأعلمي من خلفك من النساء، أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته، يعدل ذلك كله ".