وهو بهذه الإجابة البالغة بين موقفه المشرف أن جزعه وحزنه إلى الله تعالى، وليس إلى أي أحد من أولاده أو من أي مخلوق كائنا من كان، ويعقوب عليه السلام بعد نبي بشر يصيبه أعراض كأي إنسان مخلوق، "فالجزع البالغ والحزن الشديد أمر إنساني عند الشدائد والمصائب، وهو غير مذموم شرعا إذا اقترن بالصبر، وضبط النفس، حتى لا يخرج إلى ما لا يحسن، ولقد بكى رسول صلّى الله عليه وسلم على ولده إبراهيم، وقال فيما رواه الشيخان: «إن العين لتدمع، وإن القلب ليخشع، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون». وإنما الجزع المذموم: ما يقع من الجهلة من الصياح والنياحة ولطم الصدور والوجوه، وتمزيق الثياب. قل انما اشكو بثي وحزني الى ه. وثبت عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه بكى على ابنه إبراهيم فوجده يجود بنفسه فأخذه النبي {صلى الله عليه وسلم} فوضعه في حجره فبكى، فقال له عبد الرحمن بن عوف: أو تبكي أو لم تكن نهيت عن البكاء؟ قال: لا ولكن نهيت عن صوتين أحمقين صوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان وصوت عند نغمة لعب ولهو ومزامير شيطان. رواه الترمذي وقال: حسن. وقال الحسن البصري حينما بكى على ولد أو غيره: «ما رأيت الله جعل الحزن عارا على يعقوب»"[2].
ويؤخر لأنه يحب أن يسمع تضرعهم وشكواهم إليه -سبحانه وتعالى- (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا) (الأنعام/43)، فهل وجدت آخي المبتلى مفتاح هذا الكنز الذي معك، وربما لا تدري، فهلا فتحت القفل بالمفتاح وأعددت القلب ليفاض عليه من الرحمة ويسبغ عليه من النعمة. اللهم إننا نشكو إليك بث المسلمين، ونؤمن بك، ونتوكل عليك، نرجو رحمتك، ونخاف عذابك، اللهم فرج كرب المكروبين، وفك الأسر عن المأسورين، وارفع الهم عن المهمومين، اللهم استر عورات المسلمين، وآمن روعاتهم، اللهم أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف، اللهم ارحم موتاهم، واشف مرضاهم، وجرحاهم، وخفف آلامهم، وارحم أيتامهم وأراملهم، ورجالهم، ونساءهم، في كل مكان يا رب العالمين. وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وقول الله -تعالى-: (وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) (يوسف/84)، أي: ساكت كئيب لا يشكو أمره وما يجده في صدره إلى مخلوق، والبث: أي الهم والغم على المستقبل والحاضر والحزن على الماضي، وليس بثه وحزنه لفوت دنيا أو لمجرد فقد ابن، بل قلقًا على مستقبل أمة وغياب راعٍ شفيق يقوم مقام أمة، وهو مع ذلك لا ييأس من روح الله، ويبث روح الرجاء التي تبدد ظلمات اليأس في بنيه الذين يشفقون عليه من الضعف (قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ) (يوسف/85) أي: ضعيف القوة أو يكون من الهالكين، أي ربما تموت من شدة الحزن والبكاء.
إنما أشكو بثي وحزني إلى الله د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم الحمد لله سامع كل شكوى، ورافع كل بلوى، يعلم السر وأخفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أولي الأحلام والنهى. إنما أشكو بثي وحزني إلى الله - ملتقى الشفاء الإسلامي. أما بعد: فاتقوا الله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. أيها المؤمنون، البشر دائرون بين ضعف فطري وكَبَدِ ابتلاء؛ وغالبًا ما يفوق البلاء تحمُّلَهم، ولا يطيقون كتمانه؛ فيتخذون الشكوى متنفَّسًا لما انطوى في دواخلهم من همٍّ وألمٍ؛ كما قال القائل: ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة *** يواسيك أو يسليك أو يتوجعُ ولما كان توحيد الله غاية الخلق، وإفراده بالعبادة والتوجه مقصدَ الوجود - جعل الله الشكوى للخلق مباينةً للشكوى إليه في الحقيقة والأثر؛ فشكوى المخلوق إلى المخلوقين شكوى أرحم الراحمين إلى مَن لا يرحم؛ رأى بعضهم رجلًا يشكو إلى آخر فاقة وضرورة، فقال: يا هذا، تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك؟!
4 – كانت شكاية يعقوب وحزنه ولجوءه بالدعاء إلى الله وحده، لا إلى أحد من الخلق، وهذا هو المطلوب شرعا في كل شاك حزين. 5 – إن نبي الله يعقوب يعلم مالا يعلم غيره من الناس بما عند الله من رحمة وإحسان وتفريج كرب، ويعلم أيضا أن رؤيا يوسف صادقة، وأنه وزوجته وأبناؤه سيسجدون له، تصديقا لرؤياه السابقة وهو صغير. 6 – تيقن يعقوب عليه السلام حياة ابنه يوسف إما بالرؤيا، وإما بإخبار ملك الموت إياه بأنه لم يقبض روحه، وهو أظهر، فعاد يكلم أولاده باللطف، وطلب منهم الذهاب إلى مصر للبحث عن يوسف وأخيه. 7 – لا يقنط من فرج الله إلا القوم الكافرون، وهذا دليل على أن الكافر يقنط في حال الشدّة، وعلى أن القنوط من الكبائر، أما المؤمن فيرجو دائما فرج الله تعالى [1] التفسير الوسيط، مجموعة من العلماء بإشراف مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية (5/372). [2] التفسير المنير (13/46). [3] تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه (4/647). [4] التحرير والتنوير (13/ 45). [5] المرجع السابق. [6] غرر البيان من سورة يوسف -عليه السلام- في القرآن (156).
#قال_تعالى: 'كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته' تعلقك بالقرآن، يغمرك بالبركات قال سهل بن #عبد_الله التستري #رحمه_الله: من علامات #حب الله ؛ #حب_القرآن ، وعلامة #حب_الله وحب القرآن؛ #حب_النبي #صلى_الله_عليه_وسلم. [ #تفسير ابن رجب: (438)] من بركة #القرآن أن #الله تعالى يبارك في عقل قارئه وحافظه فعن عبد الملك بن عمير: (كان يقال إن أبقى الناس عقولا قُراء القرآن) وفي رواية: (أنقى #الناس عقولا قراء القران) وقال #القرطبي رحمه الله: من قرأ القرآن مُتّع بعقله وإن بلغ مئة! قال ابن الصلاح رحمه الله: ورد أن #الملائكة لم يعطوا فضيلة قراءة القرآن، ولذلك هم حريصون على استماعه من الإنس! قال أبو الزناد: (كنت أخرج من السّحَر إلى #مسجد #رسول_الله صلى الله عليه وسلم فلا أمر ببيت إلا وفيه قارئ) قال #شيخ_الإسلام #ابن_تيمية رحمه الله: (ما رأيت شيئا يغذّي #العقل والروح ويحفظ #الجسم ويضمن #السعادة أكثر من إدامة النظر في #كتاب_الله تعالى) #القرآن_الكريم #بستان_الدعوة
" بعض البشر لهم شكل " الفأل الحسَن ".. قال صلى الله عليه وسلم: لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ. قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وقارِبُوا، ولا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ: إمَّا مُحْسِنًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَزْدادَ خَيْرًا، وإمَّا مُسِيئًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ. الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 5673 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] التخريج: أخرجه البخاري (5673)، ومسلم (2816) إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ قال صلى الله عليه وسلم: أَكثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ يومِ الجمعةِ وليلةِ الجمعةِ فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ قالوا كيفَ تعرضُ صلاتنا عليْكَ وقد أرَّمتَ يعني بليت. قالَ إنَّ اللَّهَ حرَّمَ على الأرضِ أن تأْكلَ أجسادَ الأنبياءِ الراوي: - | المحدث: ابن تيمية | المصدر: حقوق آل البيت | الصفحة أو الرقم: 60 | خلاصة حكم المحدث: ثابت