الكلمات الدلائليه: تحميل
[١٢] يُقسم الله بالسماء على صدق القرآن الكريم وأنّه كلام الله البعيد عن الهزل. قراءة سورة الطارق كتابة At-Taariq - رقم 86. إمهال الكافرين للمجازاة يوم القيامة قال الله -تعالى-: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً* وَأَكِيدُ كَيْداً* فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) ؛ [١٣] يتحدّث الله في هذه الآيات عن الكافرين الذين يُشكّكون بصدق كلامه، فالضمير في كلمة إنّهم عائدٌ عليهم، وهم لم يُكذّبوا كلام الله فقط، بل دبّروا المكائد وخطّطوا ليُعرِضوا النّاس عن كلام الله -تعالى-، وليُطفئوا نور الله. [١٢] ولكنّ الله -جلّ في عُلاه- يقابل مكيدتهم بكيدٍ أكبر، فيُمهلهم لأنّهم مهما بلغوا من كيدٍ وحقدٍ، إلّا أنّ قدراتهم لا تُساوي شيئاً أمام عظمة الله -تعالى- وجبروته؛ ولذلك قال -تعالى-: (فمهّل الكافرين) ، [١٤] وهذا نوعٌ من التهديد والوعيد؛ أي اتركهم رُويداً وقليلاً ولا تستعجل على هلاكهم، فإنّ الله -تعالى- سيتولّاهم، [١٢] وفي تلك الآيات تصبيرٌ من الله -تعالى- للنبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- وللمؤمنين بأنّ الله -تعالى- يرعاهم، وأنَّ كيد ومكر الكافرين ضعيف مقابل قوة وقدرة الله. [١] يُبيّن الله -تعالى- أنّه يُمهل الكافرين ولكنّه يكيد لهم وسيعاقبهم على كفرهم وجحودهم.
[٤] وبعد أن أقسم الله -تعالى- به، ورد السؤال مرةً أخرى: (وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ) وجاء التفسير بالآية الّتي تليها بأنّه النّجم الثّاقب؛ أيّ شديد الإضاءة والتّوهج، وهذا يدلّ على تعظيم الله لشأنه، وفيه تتجلّى عظمة الخالق، وأمّا جواب القسم فهو أنّ الله جعل لكلّ نفسٍ بشريّة حافظ ورقيب، والحافظ له معنيان كلاهما صحيح: [٥] الأول: أنّ الله -تعالى- جعل ملائكة موكّلة على النّفس تُدوّن أعمالها وتحصيها. الثاني: أنَّ الله -تعالى- جعل ملائكة حَفظة تحفظ الإنسان وتحميه. وعليه فإنّ الله لمَّا أقسم بالسّماءِ والنّجوم؛ للتأكيد على أنّ لكلّ نفسٍ رقيباً وحفيظاً، وهذا يجعل المؤمن يحرص على صلاح قلبه، وينتبه لأفعاله وأقواله؛ لأنّها مراقبة ومُسجّلة. [٥] يُقسم الله -تعالى- بالطارق على حفظ العباد وكتابة أعمالهم. دعوة الإنسان للتفكر مم خلق جاءت بعد ذلك الآيات مُستفهمةً: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ* يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ) ، [٦] فبعد أن أثبت الله -تعالى- للإنسان أنّه مراقبٌ ومحاسبٌ على كلّ صغيرة وكبيرة، دعاه للتّفكر في نشأته وكيفيّة خلقه؛ ليتيقّن الإنسان أنّ مَن خلقه وأنشأه قادرٌ على محاسبته يوم القيامة، فعليه أن يضع ذلك نصْب عينيه، ويُعِدُّ نفسه ليوم الحساب.