وفي حديث عيسى ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: أنه مر بظبية قد عضلها ولدها ، قال: يقال عضلت الحامل وأعضلت إذا صعب خروج ولدها ، وكان الوجه أن يقول بظبية قد عضلت فقال عضلها ولدها ، ومعناه أن ولدها جعلها معضلة حيث نشب في بطنها ولم يخرج. وأصل العضل المنع والشدة ، يقال: أعضل بي الأمر إذا ضاقت عليك فيه الحيل. وأعضله الأمر: غلبه. وداء عضال: شديد معي غالب; قالت ليلى: شفاها من الداء العضال الذي بها غلام إذا هز القناة سقاها ، ويقال: أنزل بي القوم أمرا معضلا لا أقوم به; وقال ذو الرمة: ولم أقذف لمؤمنة حصان بإذن الله موجبة عضالا ، وقال شمر: الداء العضال المنكر الذي يأخذ مبادهة ثم لا يلبث أن [ ص: 187] يقتل ، وهو الذي يعيي الأطباء علاجه ، يقال أمر عضال ومعضل ، فأوله عضال فإذا لزم فهو معضل. وفي حديث كعب: لما أراد عمر الخروج إلى العراق قال له: وبها الداء العضال; قال ابن الأثير: هو المرض الذي يعجز الأطباء فلا دواء له. معنى عضل النساء في. وتعضل الداء الأطباء وأعضلهم: غلبهم. وحلفة عضال: شديدة غير ذات مثنوية; قال: إني حلفت حلفة عضالا وقال ابن الأعرابي: عضال هنا داهية عجيبة أي حلفت يمينا داهية شديدة. وفلان عضلة وعضل: شديد ، داهية; الأخيرة عن ابن الأعرابي.
البخاري، عن عروة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب عائشة إلى أبي بكر، فقال أبو بكر إنما أنا أخوك، قال: "أَنْتَ أَخِي في دِينِ اللهِ وَكِتابِهِ وَهِيَ لِيَ حَلَالٌ" (١). مسلم، عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لست سنين، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين، قالت: فقدمنا المدينة فوعكت شهرًا فوفى شعري جُمَيْمَةً فأتتني أم رومان، وأنا على أرجوحة معي [صواحبي] فصرخت بي فأتيتها، وما أدري ما تريد بي فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب فقلت: هَهْ هَهْ حتى ذهب نفسي فأدخلتني بيتًا فإذا نسوة من الأنصار فقلن: على الخير والبركة على خير طائر وأسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني، فلم يرعني إلا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحّى، فأسلمنني إليه (٢). وعنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوجها وهي بنت [سبع سنين وزفت إليه وهي بنت تسع سنين ولعبها معها ومات عنها وهي بنت] ثمان عشرة (٣). وذكر أبو أحمد من حديث قاسم بن عبد الله بن العمري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اجتلى عائشة عند أبويها قبل أن يبني بها (٤). القاسم هذا ليس بشيء منكر الحديث كان يكذب. ص141 - كتاب الأحكام الوسطى - باب في المرأة تزوج نفسها أو غيرها والنهي عن عضل النساء والرجل يزوج ابنته الصغيرة بغير أمرها واستئمار البكر وما جاء أن الثيب أحق بنفسها والمرأة تستأمر في ابنتها - المكتبة الشاملة. مسلم، عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الثَّيِّبُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ وَإذْنُهَا سُكُوتُهِا" (٥).
وفي رواية: "يَسْتَأْمِرُهَا أَبُوهَا في نَفْسِهَا" (٦). (١) رواه البخاري (٥٠٨١). (٢) رواه مسلم (١٤٢٢). (٣) رواه مسلم (١٤٢٢). (٤) رواه ابن عدي في الكامل (٦/ ٣٥). (٥) رواه مسلم (١٤٢١). (٦) الذي في صحيح مسلم (١٤٢١) يستأذنها أبوها في نفسها.
وهؤلاء الأولياء الذين يفعلون ذلك يرتكبون منكرا وإثما مبينا ، ويخالفون كتاب الله وشرعه، فقد نهى الله تعالى عن عضل البنات فقال: { فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف}( البقرة: 232). وهناك القصة المشهورة قصة معقل بن يسار رضي الله عنه، الذي زوج أخته رجلا من المسلمين فطلقها فلما انقضت عدتها جاء يخطبها فرفض معقل بن يسار وقال: أكرمتك وزوجتك فطلقتها، والله لا ترجع إليها أبدا. وكانت المرأة تريده فنزل قول الله تعالى: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف}، فلما سمعها معقل بن يسار دعا الرجل فزوجه. تزويجها ممن لا ترغبه ومن صور العضل أن يجبرها وليها على الزواج ممن لا ترغب فيه ، خصوصا إن كان فاسقا أو فاجرا، أو كان يكبرها جدا لمجرد غناه أو وجاهته أو حسبه ونسبه، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تنكح الأيم حتى تستأمر ، ولا البكر حتى تستأذن". عضل الأرملة - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام. قالوا: يا رسول الله كيف إذنها؟ قال: " أن تسكت". ( رواه البخاري). وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن جارية بكرا أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة ، فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم.