وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ مما أنا فيه، وفي تعرضه لذلك مع أنه لم يكن في حيز الاحتمال مبالغة في بيان عدم إصراخه إياهم وإيذان بأنه أيضا مبتلى بمثل ما ابتلوا به ومحتاج إلى الاصراخ فكيف له بإصراخ الغير ولذلك آثار الجملة الاسمية، والمراد استمرار النفي لا نفي الاستمرار، وكذا يقال في التأكيد فكان ما مضى جوابا منه عن توبيخهم وتقريعهم وهذا جواب استغاثتهم واستعانتهم به في دفع ما دهمهم من العذاب. وقرأ يحيى بن وثاب. والأعمش. وحمزة «بمصرخي» بكسر الياء على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين، وذلك أن الأصل بمصرخين لي فاضيف وحذفت نون الجمع للإضافة فالتقت ياء الجمع الساكنة وياء المتكلم والأصل فيها السكون فكسرت لالتقاء الساكنين وأدغمت. وطعن في هذه القراءة كثير من النحاة، قال الفراء: لعلها من زعم القراء فإنه قل من سلم منهم من الوهم. ص198 - كتاب تفسير الألوسي روح المعاني - سورة إبراهيم - المكتبة الشاملة. وقال أبو عبيد: نراهم غلطوا. وقال الأخفش: ما سمعت هذا الكسر من أحد من العرب ولا من أحد من النحويين، وقال الزجاج: إنها عند الجميع رديئة مرذولة ولا وجه لها إلا وجيه ضعيف. وقال الزمخشري: هي ضعيفة، واستشهدوا لها ببيت مجهول: قال لها هل لك يا تافيّ... قالت له ما أنت بالمرضيّ (١) وكأنهم قدروا ياء الإضافة ساكنة فحركوها بالكسر لما عليه أصل التقاء الساكنين، ولكنه غير صحيح لأن ياء الإضافة لا تكون إلا مفتوحة حيث قبلها ألف نحو عصاي فما بالها وقبلها ياء والقول بأنه جرت الياء الأولى مجرى الحرف الصحيح لأجل الإدغام فكأنها ياء وقعت ساكنة بعد حرف صحيح ساكن فحركت بالكسر على الأصل ذهاب إلى القياس وهو قياس حسن، ولكن الاستعمال المستفيض الذي هو بمنزلة الخبر المتواتر تتضاءل إليه القياسات اه.
١٤ - وَعَنْ أُمِّ عَطِيّة - رضي الله عنها - قَالَتْ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سَبْعِ غَزَوَاتٍ أَخْلُفُهُمْ فِي رِحَالِهمْ: أَصْنَعُ لَهُمُ الطَّعَامَ، وَأُدَاوِي الجَرْحَى، وَأَقُومُ عَلَى المَرْضَى. أخرجه مسلم (١). قوله: "وعن أم عطية" [أم عطية (٢)] هي الغاسلة (٣) وهي من كبار الصحابيات وهي أنصارية، وأم عطية الأنصارية الحائضة غيرها. تفسير سورة العاديات - YouTube. ١٥ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: "إِنْ وَجَدْتُمْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا - رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ - فَأَحْرِقُوهُمَا بِالنَّارِ" فَلمَّا أَرَدْنَا الخُرُوجَ قَالَ: "كنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلاَنًا وَفُلاَنًا، وَإِنَّ النَّارَ لاَ يُعَذِّبُ بِهَا إِلاَّ الله، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا". أخرجه البخاري (٤) وأبو داود (٥) والترمذي (٦). [صحيح] قوله: "في حديث أبي هريرة إن وجدتم فلاناً وفلاناً" هما: هبار بن الأسود [٢٩ ب] ونافع بن عبد عمرو، وقيل: ابن عبد القيس قاله القسطلاني (٧) ، وكان هبّار نخس (٨) بعير (١) في "صحيحه" رقم (١٤٢/ ١٨١٢). • وأخرجه أحمد (٦/ ٤٠٧) وابن ماجه رقم (٢٨٥٦)، وهو حديث صحيح.
{ومثواكم} أي: مأواكم إلى مضاجعكم بالليل أي: هو عالم بجميع أحوالكم، لا يخفى عليه شيء منها فاحذروه، والخطاب للمؤمنين وغيرهم، وقيل: يعلم متقلبكم في أعمالكم، ومثواكم في الجنة والنار، ومثله حقيق بأن يخشى ويتقى وأن يستغفر ويسترحم، وعن سفيان ابن عيينة أنه سئل عن فضل العلم فقال: ألم تسمع قوله تعالى حين بدأ به {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك} فأمر بالعمل بعد العلم وقال: {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو} (الحديد: ٢٠) الآية. {ويقول الذين آمنوا} طلباً للجهاد. {لولا} أي: هلا، ولا التفات إلى قول بعضهم أن لا زائدة والأصل لو {نزلت سورة} أي سورة كانت، نسرّ بسماعها، ونتعبد بتلاوتها، ونعمل بما فيها {فإذا أنزلت سورة} أي: قطعة من القرآن، تكامل نزولها كلها تدريجاً، أو جملة وزادت على مطلوبهم في الحسن بأنها {محكمة} أي: مبينة، لا يلتبس شيء منها بنوع إجمال، ولا ينسخ لكونه جامعاً للمحاسن في كل زمان ومكان وقال قتادة: كل سورة ذكر فيها الجهاد فهي محكمة. الثقافة العلمية المتنوعة ( الدين - الغذاء - العلم - الاحاديث - الحكم - المقالات ): معاني كلمات سورة الحديد. وهي أشدّ القرآن على المنافقين {وذكر فيها القتال} أي: الأمر به {رأيت الذين في قلوبهم مرض} أي: شك وهم المنافقون. {ينظرون إليك} شرراً بتحديق شديد، كراهية منهم للجهاد، وجبنا منهم عن لقاء العدوّ {نظر المغشيّ} والأصل نظراً مثل نظر المغشي {عليه من الموت} الذي هو: نهاية الغشي فهو لا يطرف بعينه، بل شاخص لا يطرف كراهية القتال؛ من الجبن والخوف.
تفسير سورة العاديات - YouTube
شرح وتفسير سورة الحديد surah Al Hadid _____________________________________________________________________________ سورة الحديد ، وَهي من السور المدنية ، وَمن المفصل ، وعدد آياتها تسعة وعشرون ٢٩ ، وترتيبها في المصحف الشريف سبعة وخمسون 57 ، وهي السورة الأخيرة في الجزء السابع والعشرين ٢٧ ، وقد تم نزولها من بعد سورة الزلزلة ، وهي من إحدى السور المُسبحات ¤ ، وَالتي تبدأ بتسبيح الله تعالى ،. شرح الكلمات: * سبح لله ما في السماوات والأرض: أي نزه الله* تعالى* جميع ما في السماوات والأرض* بلسان الحال والقال*. * وهو العزيز الحكيم: أي في ملكه*، الحكيم في صنعه* وتدبيره*. * له ملك السماوات والأرض: أي يملك جميع ما في السماوات* والأرض يتصرف كيف يشاء*. * يحيي ويميت: يحيي بعد العدم ويميت* بعد الإِيجاد والإِحياء*. * وهو على كل شيء قدير: وهو على فعل كل ما يشاء* قدير لا يعجزه شيء*. * هو الأول والآخر: أي ليس قبله* شيء وهو الآخر الذي* ليس بعده شيء*. * والظاهر والباطن: أي الظاهر الذي ليس فوقه* شيء والباطن الذي ليس دونه* شيء*. * وهو بكل شيء عليم: أي لا يغيب عن علمه* شيء ولو كان مثقال *ذرة في السماوات والأرض*.
(١) وقبله: أقبل في ثوب معافري. عند اختلاط الليل والعشي. ماض إذا ما هم بالمضي اه منه.