قالوا، فإنا نجعل لكم جعلاً قال، فجعلوا لي ثلاثين شاة، قال فأتيته فجعلت أمسحه وأقرأ بفاتحة الكتاب حتى برأ فأخذ الشاء فقلنا، نأخذها ونحن لا نحسن نرقي فما نحن بالذي نأكلها حتى نسأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيناه فذكرنا ذلك له فقال. فجعل يقول: وما يدريك أنها رقية؟ قال قلت يا رسول الله ما دريت أنها رقية شيء ألقاه الله في نفسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلوا واضربوا لي معكم بسهم، ومن هذا الحديث يمكننا أن نعلم أن سورة الفاتحة يمكن أن تقرأ على المريض بقصد شفائه من الأمراض. فأن فضل سورة الفاتحة سبع مرات يتبين في قدرتها على الشفاء من الأمراض، وفي الرقية، فأن سورة الفاتحة هي رقية للمريض، كما أنها فيها شفاء للناس، والدليل على هذا هو إقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم لجماعة من الصحابة الرقية بالفاتحة، ولكن الرقية بسورة الفاتحة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال بعض الشروط الواجب مراعاتها. لا تقبل الصلاة دون سورة الفاتحة أن سورة الفاتحة لا يمكن أن تقبل الصلاة بدونها، كما أن الله سبحانه وتعالى قد شرفها بأن افتتح بها كتابة الكريم، كما أن قراءة سورة الفاتحة تعد فرض يشترط به صحة الصلاة من عدمها، فبدونها لا تقبل الصلاة، وهذا يعني أن قراءة سورة الفاتحة يعد أحد أركان صحة الصلاة، ولا يمكن أن تقبل إلا بها.
فإذا قال: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، قال مجدني عبدي وإذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ، قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل) [مسلم]. للشفاء والوقاية فمن خلال تجربتي مع هذه السورة العظيمة وجدتُ بأن قراءة الفاتحة سبع مرات صباحاً ومساءً يمكن أن تعطي نتائج طيبة في الشفاء والوقاية. فليس ضرورياً أن تكون مريضاً حتى تقرأ الفاتحة بنية الشفاء، إنما ينبغي على كل منا أن يكرر قراءة الفاتحة سبع مرات وبصوت مسموع وأن يتأمل معانيها ويحاول أن يتأثر فيها، وسوف تكون هذه القراءة بشرط أن يواظب عليها كل يوم سيكون سبباً في وقاية الإنسان من الأمراض، وسوف تعطيك مناعة تجاه مختلف الأمراض، ولكن بشرط أن تقتنع بأن هذه السورة هي الشافية. عن أبي سعيد الخدري قال: (كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحي سليم وإن نفرنا غيب فهل منكم راقٍ فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي قال: لا، ما رقيت إلا بأم الكتاب (وهي سورة الفاتحة) قلنا لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال وما كان يدريه أنها رقية اقسموا واضربوا لي بسهم) [البخاري].
وفي صحيح ابن حبان عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَيْهَا وَامْرَأَةٌ تُعَالِجُهَا أَوْ تَرْقِيهَا، فَقَالَ: «عَالِجِيهَا بِكِتَابِ اللَّهِ». قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَالِجِيهَا بِكِتَابِ اللَّهِ»، أَرَادَ عَالِجِيهَا بِمَا يُبِيحُهُ كِتَابُ اللَّهِ". وقال الشيخ حافظ الحكمي في سلم الوصول - في بيان ما تشرع به الرقية وما تمنع-: ثم الرقى من حمة أو عينِ * فإن تكن من خالص الوحيينِ. فذاك من هدي النبي وشرعتهْ * وذاك لا اختلاف في سنيته. ولهذا؛ لا مانع من قراءة الآيات المذكورة بالكيفية المذكورة بقصد التحصن. والله أعلم.
من زاد المعاد. والله أعلم.
ومعنى هذا الحديث أنك عندما تقول: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) فهذا يعني أن الله سيهديك إلى الطريق الصحيح في حياتك وعملك ويهديك إلى اتخاذ القرار المناسب في كل شؤون حياتك، والهداية لا تقتصر على الهداية الدينية بل جميع أنواع الهداية تتحقق لك، فإذا أردت أن تقوم بعمل سوف تجد نفسك تتخذ القرار الصحيح وأن الله سيساعدك على ذلك، وإذا تعرضت لموقف صعب أو مشكلة سوف تجد أن الله يهديك إلى الحل الصحيح. عندما تقرأ هذه السورة العظيمة سبع مرات بشيء من التدبر إنما تقوم بإيصال رسالة إيجابية إلى عقلك الباطن كل يوم سبع مرات مفادها أن الحمد لا يكون إلا لله تعالى لأنه رب هذا الكون ورب العالم ورب العالمين، فهو أكبر من همومك ومشاكلك، وهو الرحمن الرحيم الذي تحتاج لرحمته. فعند قراءتك لهذه الآية (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) سوف تحس بقوة غريبة، لأن الرحمن سبحانه وتعالى معك، سوف تحس بقربك منه، وأنه سيكون معك في أصعب المواقف، وهذا سيعطيك شعوراً كبيراً بالراحة النفسية ويزيل الاضطرابات مهما كان نوعها أو حجمها. وعندما تقول (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فأنت توصل رسالة لعقلك الباطن والتي سيتأثر بها ويتفاعل معها بعد أيام معدودة، هذه الرسالة مفادها أنه يجب عليَّ أن أدرك أننا سنقف جميعاً يوم القيامة وهو يوم الدين أي اليوم الذي يوفّي الله فيه كل نفس ما كسبت وهو مالك هذا اليوم، وهو الذي سيحاسب الناس، ولذلك لا داعي لأن أحمل أي همّ ما دام الله تعالى سيعوضني خيراً، ومادام تعالى سيحاسب كل شخص على أخطائه ولن يظلم أحداً.
أسرار سورة الفاتحة للشفاء السريع من الأمراض العضوية والنفسية أوضح أهل العلم أن لسورة الفاتحة أسرار في شفاء الأمراض العضوية والنفسية.