السانغا الأولى الراهبين الخمس الذين استمعوا لخطاب بوذا الأول، أصبحوا يشكلون النواةَ الأولى للمجتمع، تحت مسمى السانغا، أي الجماعة البوذية المتدينة، جماعة من الرجال (دخل النساء هذه الجماعة في وقتٍ لاحق)، ممن اتبعوا ارشادات وتعاليم بوذا التي شرحها في حقيقته النبيلة الرابعة. فهؤلاء الرهبان، عاشوا حياةً بسيطة، يحملون وعاءً بيديهم، يرتدون عباءةً، يحملون مصفاة مياه، وموس الحلاقة، حيث حلقوا شعورهم كإشارةٍ منهم بأنهم تركوا منازلهم، وقدسافروا إلى المناطق الشمالية الشرقية من الهند ليمارسوا التأمل بمفردهم أو في جماعاتٍ صغيرة، يتوسلون من أجل أن يتم إطعامهم. البوذية .. عقائد وأفكار – ديانات غير سماوية – أديان وفرق ومذاهب – التاريخ الإسلامي| قصة الإسلام. ولكن تعاليم بوذا، لم تكن فقط للمجتمع الرهباني، حيث قال بوذا: "اذهبوا أيها الرهبان، من أجل مكسب الكثيرين، من أجل مصلحة الكثيرين، تعاطفاً مع العالم، من أجل الخير، من أجل المكسب، لأجل الآلهة والرجال". قرابةَ الخمسين سنة التالية، كان بوذا يتمشى في القرى والمدن الهندية، يتكلم العامية ويستخدم مصطلحاتٍ مفهومة للجميع، وقد علم قروياً كيف يتأمل وهو يقوم بسحب المياه من البئر، وفي تلك المرة التي طلبت فيه أمٌ يائسة أن يحيي ابنها من الموت، لم يقم بوذا بعمل أي معجزة، بل طلب منها ببساطة أن تحضر له بذرةَ الخردل من منزلٍ لم يمت أحد افراده قط، وقد عادت هذه الوالدة من البحث دون ايجاد هذه البذرة، ولكن باقتناع أن الموت آتٍ للجميع.
معبد ، البناء ، بوذا ، برج ، آسيا ، دين ، البوذية ، السفر ، السياحة ، سماء ، الشرق Public Domain علامات الصورة: معبد البناء بوذا برج آسيا دين البوذية السفر السياحة سماء الشرق بوذي متدين التاريخ مشهور هندسة معمارية عتيق تقليدي قديم
2- يعتقد البوذيُّون أنَّ بوذا هو ابن الله، وهو المخلِّص للبشريَّة من مآسيها وآلامها، وأنَّه يتحمَّل عنهم خطاياهم. 3- يقولون: قد دلَّ على ولادة بوذا نجمٌ ظهر في أفق السماء، ويدعونه (نجم بوذا). 4- يقولون: لمـَّا وُلِد بوذا فرحت جنود السماء، ورتَّلت الملائكة أناشيد المحبَّة للمولود المبارك. 5- يقولون بقانون الجزاء، وإنكار البعث واليوم الآخر؛ فهم يرون أنَّ الإنسان لا بُدَّ له من الجزاء على أعماله خيرًا وشرًّا، لكنَّهم يرون ذلك يحدث في الحياة الدنيا، لذلك فهم يُنكرون البعث، ويُنكرون الجنَّة والنَّار. 6- يعتقدون أنَّ هيئة بوذا قد تغيَّرت في آخر أيَّامه؛ حيث نزل عليه نورٌ أحاط برأسه، وأضاء من جسده نورٌ عظيم؛ فقال الذين رأوه: ما هذا بشرًا إنْ هو إلَّا إلهٌ عظيم. 7- يُصلِّي البوذيُّون لبوذا، ويعتقدون أنَّه سيُدْخِلهم الجنَّة، وتُؤَدَّى الصلاةُ عندهم في اجتماعاتٍ يحضرها كثيرٌ من أتباعه. 8- لمـَّا مات بوذا قال أتباعه: صعد إلى السماء بجسده بعد أن أكمل مهمَّته على الأرض. من هو بوذا، مؤسس الديانة البوذية؟ أين ولد وكيف عاش طفولته؟. 9- يقولون بتناسخ الأرواح: وذلك ناتجٌ عن كفرهم باليوم الآخر؛ حيث قادهم ذلك إلى القول بتناسخ الأرواح؛ فهم يعتقدون أنَّ من مات انتقلت روحه إلى حيٍّ جديد؛ فإذا مات الثاني انتقلت إلى الثالث، وهكذا إلى ما لا نهاية له؛ ثم يزعمون -بناءً على قانون الجزاء- أنَّ الروح تلقى جزاءها من النعيم أو الشقاء أثناء تنقُّلها من جسمٍ إلى جسم.
وبهذه الذاتية الروحية الفكرية السلوكية يصل إلى النرفانا وهي السعادة القصوى، وعندها تبطل الشهوات، والعواطف ويتوقف تناسخ الأرواح؛ فالبوذي السعيد هو الذي ينجو من الدوران في محيط الولادة والموت؛ إذ يصل إلى النرفانا حيث لا ولادة ولا موت، وهذه المرحلة هي انعدام التناسخ الذي هو من ضرورات النفس الشقية. ويُروى أن بوذا توصَّل إلى ذلك خلال ست سنوات من تحمل العناء ورياضة النفس، وأنه أنفق السنوات الخمس والأربعين الباقية من عمره في تعليم ما أنتهى إليه من تجربته. فالنرفانا - إذاً - يبلغها البوذي بعد أن يحطِّم جميع القيود والأغلال التي تُقيِّد نفسه، وتمنعها من إدراك الحقائق، ويعرض عن شهوة البقاء، ويتملَّكُه عقل هادئ مطمئن لا يتسرَّب إليه الخطأ، ويتجرَّد عن كل الأماني والرغبات والجهالات وأسباب الخديعة والإغراء. بعد هذا كله يبلغ البوذي طور النرفانا. وقد قيل: إن النرفانا هي الاتحاد بالإله، ولكن البوذية لا تعرف إلهاً. 13- التسول والبطالة: فمن تعاليم البوذية أنها توصي أتباعها بالتخلي عن أموالهم وعقاراتهم وحرفهم، وتوصيهم بمد اليد للآخرين بالتسول والاستجداء؛ فهم يعيشون على البطالة والكسل. وهذه تعاليمُ لا تستقيم معها الحياة، ولا ترتقي بها الأمم بخلاف الإسلام؛ فإنه دين يأمر بالعمل والنشاط والقوة، وينهى عن الكسل والبطالة.