تاريخ النشر: الأحد 13 شوال 1440 هـ - 16-6-2019 م التقييم: رقم الفتوى: 399694 59390 0 91 السؤال اختلفت أنا وأصدقائي على قول: "الزاكيات لله" في التشهد، واتخذنا الإنترنت كمرجع، فوجدت أنها تقال فقط عند المالكية، وهو المذهب المتبع في بلادي، لكنهم يتحججون بما قاله الشيخ ابن باز في موقعه الإلكتروني عن عدم قول "الزاكيات لله" في التشهد، وقد سمعت أن سيدنا عمر -رضي الله عنه- قال على المنبر "التحيات لله، الزاكيات لله.. " في حضرة الصحابة، ولم ينكروا عليه ذلك. المقصود بالتحيات لله والصلوات الطيبات - إسلام ويب - مركز الفتوى. فما حكم قولها؟ وهل هي بدعة كما قال أحد أصدقائي؟ وجازاكم الله كل خير. الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فإن زيادة "الزاكيات لله" في التشهد ليس بدعة, فقد وردت في تشهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كما في موطأ الإمام مالك ، وصحح هذه الرواية الشيخ الألباني في صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقال الباجي المالكي في المنتقي متحدثا عن تشهد عمر: وهو الذي اختاره مالك، وأما أبو حنيفة فاختار تشهد عبد الله بن مسعود، واختار الشافعي تشهد عبد الله بن عباس. والدليل على صحة ما ذهب إليه مالك أن تشهد عمر بن الخطاب يجري مجرى الخبر المتواتر؛ لأن عمر بن الخطاب علمه للناس على المنبر بحضرة جماعة الصحابة وأئمة المسلمين، ولم ينكره عليه أحد، ولا خالفه فيه، ولا قال له إن غيره من التشهد يجري مجراه، فثبت بذلك إقرارهم عليه، وموافقتهم إياه على تعيينه، ولو كان غيره من ألفاظ التشهد يجري مجراه لقال له الصحابة وأكثرهم: إنك قد ضيقت على الناس واسعا، وقصرتهم على ما هم مخيرون بينه وبين غيره.
... أحبتي الكرام.... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: مامعنى ( التحيات لله والصلوات و الطيبات) قال ابن عبد البر: ومعنى التحية الملك. وقيل: التحية: العَظَمة لله. والصلوات: هي الخمس ، والطيبات: الأعمال الزكية. وقال النووي: وأما التحيات ، فَجَمْع تحية ، وهي الملك. وقيل: البقاء. وقيل: العظمة. ثبوت زيادة الزاكيات لله في التشهد - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقيل: الحياة ، وإنما قيل التحيات بالجمع لأن ملوك العرب كان كل واحد منهم تحييه أصحابه بتحية مخصوصة فقيل: جميع تحياتهم لله تعالى ، وهو المستحق لذلك حقيقة ، والمباركات والزاكيات في حديث عمر رضي الله عنه بمعنى واحد ، والبركة كثرة الخير. وقيل: النماء ، وكذا الزكاة أصلها النماء ، والصلوات هي الصلوات المعروفة. وقيل: الدَّعوات والتضرع. وقيل: الرحمة أي: الله المتفضل بها ، والطيبات ، أي: الكلمات الطيبات. وقال ابن رجب: والتحيات: جمع تحية ، وفسرت التحية بالملك ، وفسرت بالبقاء والدوام وفسرت بالسلامة والمعنى: أن السلامة من الآفات ثابت لله ، واجب له لذاته. وفسرت بالعظمة وقيل: إنها تجمع ذلك كله ، وما كان بمعناه ، وهو أحسن. قال ابن قتيبة: إنما قيل " التحيات " بالجمع لأنه كان لكل واحد من ملوكهم تحية يحيا بها فقيل لهم: " قولوا: التحيات لله " أي: أن ذلك يستحقه الله وحده.
وردت عدة روايات في ألفاظ التشهد ، والأخذ بأي منها جائز ،وهي متساوية في الأخذ بها ، وإن كان الفقهاء قد رجح كل منهم صيغة من الصيغ. ومن هذه الروايات الصحيحة: أولا – رواية ابن مسعود رضي اللّه عنه: ونصها: عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّباتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّهَا النَّبيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلام عَلَيْنا وعلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحين، أشْهَدُ أن لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ" رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما. التحيات لله والصلوات الطيبات السلام عليك. ثانيا: رواية ابن عباس رضي اللّه عنهما: عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "التَّحِيَّاتُ المُبارَكاتُ الصَّلَواتُ الطَّيِّباتُ لِلَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّهَا النَّبيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنا وعلى عِبادِ اللّه الصَّالِحينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ" رواه مسلم في صحيحه. ثالثا: الثالث رواية أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه: عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "التَّحِيَّاتُ الطَّيِّباتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّهَا النَّبيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأنَّ محَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ" رواه مسلم في صحيحه.
والصلوات يحتمل أن تراد بها الصلوات المعهودة ويكون التقدير أنها واجبة لله لا يجوز أن يقصد بها غيره، أو يكون ذلك إخباراً عن إخلاصنا الصلوات له أي أن صلواتنا مخلصة له لا لغيره، ويحتمل أن يراد بالصلوات الرحمة ويكون معنى قوله: لله تعالى أي المتفضل بها والمعطي هو الله لأن الرحمة التامة لله تعالى لا لغيره. وأما الطيبات فقد فسرت بالأقوال الطيبات، ولعل تفسيرها بما هو أعم وأولى أعني الطيبات من الأفعال والأقوال والأوصاف، وطيب الأوصاف كونها بصفة الكمال وخلوصها عن شوائب النقص. وأما تسمية فاطمة رضي الله عنها بالزهراء فإنه اسم ذكر ابن حجر في الإصابة أنها كانت تلقب به، وقد ذكره ابن كثير في البداية والنهاية، وابن حبان في صحيحه, وابن الجوزي في صفة الصفوة، والخطيب في تاريخ بغداد، ولم نعثر على من ذكر سبب تسميتها به، إلا أن أهل اللغة ذكروا أن الزهرة يعنى بها البياض، قال صاحب اللسان: الأزهر الأبيض العتيق البياض النير الحسن، وهو أحسن البياض كأن له بريقا ونوراً يزهر كما يزهر النجم والسراج. وأما قراءة المرأة القرآن بدون حجاب، فقد سبق حكمها في الفتوى رقم: 3931. والله أعلم.
[انظر حاشية ابن قاسم 2 /66، والشرح الممتع 3/ 146]. والصلوات: أي الصلوات الخمس أو كل الصلوات المعبود بها، أو العبادات كلها والأدعية وغير ذلك من أنواع العبادة كالخوف والرجاء، والتوكل والإنابة والخشية فهو سبحانه مستحقها، ولا تليق بأحد سواه. الطيبات: لها معنيان: الأول: ما يتعلق بالله، فله سبحانه من الأقوال والأفعال والأوصاف أطيبها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة عند مسلم: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً". الثاني: ما يتعلق بأفعال العباد فله من أقوالهم وأفعالهم الطيب كما تقدم في حديث أبي هريرة " ولا يقبل إلا طيباً ". وأما ما لم يكن طيباً فلا يصعد إلى السماء بل يبقي في الأرض قال تعالى: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10]. السلام عليك أيها النبي: ما المراد بالسلام هنا؟ قيل: المراد اسم الله عز وجل كما في حديث السابق " فإن الله هو السلام " وكما قال تعالى ﴿ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ ﴾ [الحشر: 23] فيكون المعنى: أن الله على الرسول بالحفظ والعناية، فكأننا نقول: الله عليك أيها النبي" أي: رقيب حافظ معتن بك ونحوه. وقيل: السلام اسم مصدر بمعنى التسليم كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب: 56] أي أننا ندعو للنبي بالسلامة من كل آفة وهذا في حياته، وأما بعد موته فندعو له بالسلام من أهوال يوم القيامة وندعو لسنته وشرعه من أن تنالها أيدي العابثين.
السؤال: هنا رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع سليمان بن علي نزال أبو هديب، من الأردن، المفرق، له جمع من الأسئلة من بين أسئلته سؤال يقول: نقرأ في كل جلوس في الصلاة: التحيات، المباركات، الصلوات، الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين... لكنا نجهل كثيرًا من معاني هذه الكلمات، نرجو أن تتفضلوا بإيضاحها لنا. الجواب: هذه الكلمات معناها واضح: فالتحيات هي التعظيمات التي يعظم بها الرب -جل وعلا-، من أنواع الثناء من وصفه بأنه الخلاق الرزاق، ووصفه بأنه مستحق العبادة، ووصفه بأنه الذي يعلم الغيب، ووصفه بكل ما هو من صفاته العظيمة سبحانه، فهي لله خاصة، ما كان من خصائص الله فهو لله، ووصف الله بأنه الإله الحق، وبأنه المعبود بالحق، وبأنه عالم الغيب، وبأنه الخلاق، وبأنه الرزاق، وما أشبه ذلك كل هذا من التحيات، وهكذا الثناء عليه بالحمد لله، وسبحان، كل ذلك من التحيات.