مُحمد ﷺ بن عبد الله بن عبد المطلب بن هَاشم بن عبد مَنَاف.. - YouTube
التعريف بنسب عبد الله بن عباس عبد الله بن عباس هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ابن عم الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، إذ يلتقي نسبه مع جدّه عبد المطلب بن هاشم، وهو صحابي جليل، يصل نسبه إلى نبي الله إسماعيل عليه السلام، وكنيته عبد الله بأبي العباس. [1] مولد عبدالله بن عباس لقد اختلفت الروايات التي تتحدث عن السنة التي وُلد فيها عبد الله ابن عباس؛ فقد رُوي عن عمرو بن دينار أنّه وُلد عام الهجرة، ممّا يعني أنّ عمره كان عشرة سنوات حين توفي النبي، وممّا يؤيد ذلك ما رواه ابن العباس: (مات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنا ابنُ عشرِ سنينَ).
وأمّا كونه شامخ، فقد ورد في زيارة الإمام الحسين(ع): « أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلَابِ الشَّامِخَةِ وَالْأَرْحَامِ المُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِهَا »(2). تلقيبه بالذبيح نذر عبد المطّلب ـ حين لقي من قريش ما لقي عند حفر زمزم ـ لئن ولد له عشرة أولاد، ثمّ بلغوا معه حتّى يمنعوه، لينحرنّ أحدهم لله عند الكعبة، فلمّا رُزق ذلك، جمع أولاده وأخبرهم بنذره، ودعاهم إلى الوفاء لله لذلك فأطاعوه، فذهب بهم إلى الكعبة، فقال: اللّهم إنّي كنت نذرت لك نحر أحدهم، وإنّي أقرع بينهم، فأصب بذلك مَن شئت، فأقرع بينهم، فصارت القرعة على عبد الله، وكان أحبّ ولده إليه، فقال: اللّهم هو أحبّ إليك أو مئة من الإبل؟ ثمّ أقرع بينه وبين مئة من الإبل، فصارت القرعة على مئة من الإبل، فنحرها عبد المطّلب مكان عبد الله، وحينها لُقّب بالذبيح، كما هو معروف في الكتب التاريخية(3). حُرّم على النار قال الإمام الصادق(ع): « نَزَلَ جَبْرَئِيلُ(ع) عَلَى النَّبِيِّ(ص) فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ: إِنِّي قَدْ حَرَّمْتُ النَّارَ عَلَى صُلْبٍ أَنْزَلَكَ، وَبَطْنٍ حَمَلَكَ، وَحَجْرٍ كَفَلَكَ، فَالصُّلْبُ صُلْبُ أَبِيكَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَالْبَطْنُ الَّذِي حَمَلَكَ فَآمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ، وَأَمَّا حَجْرٌ كَفَلَكَ فَحَجْرُ أَبِي طَالِب »(4).
فولد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: القاسم، وهو أكبر ولده؛ ثم زينب؛ ثم عبد الله؛ ثم أم كلثوم، ثم فاطمة؛ ثم رقية؛ هم هكذا، الأول فالأول. ثم مات عبد الله. ثم ولدت له مارية بنت شمعون بن إبراهيم، وهي القبطية التي أهداها إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المقوقس صاحب الإسكندرية، وأهدى معها أختها سيرين، وخصيا يقال له مأبور؛ فوهب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سيرين لحسان بن ثابت الشاعر، فولدت له عبد الرحمن بن حسان، وقد انقرض ولد حسان بن ثابت، وأم بني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غير إبراهيم: خديجة بنت خويلد ابن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب؛ وأمها: فاطمة بنت زائدة بن جندب،
3ـ قال الإمام الصادق(ع): « يُبْعَثُ عَبْدُ المُطَّلِبِ أُمَّةً وَحْدَهُ، عَلَيْهِ بَهَاءُ المُلُوكِ وَسِيمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ قَالَ بِالْبَدَاءِ. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ المُطَّلِبِ أَرْسَلَ رَسُولَ اللهِ(ص) إِلَى رُعَاتِهِ فِي إِبِلٍ قَدْ نَدَّتْ لَهُ فَجَمَعَهَا فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ وَجَعَلَ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَتُهْلِكُ آلَكَ إِنْ تَفْعَلْ فَأَمْرٌ مَا بَدَا لَكَ. فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ(ص) بِالْإِبِلِ، وَقَدْ وَجَّهَ عَبْدُ المُطَّلِبِ فِي كُلِّ طَرِيقٍ، وَفِي كُلِّ شِعْبٍ فِي طَلَبِهِ، وَلمَّا رَأَى رَسُولَ اللهِ(ص) أَخَذَهُ فَقَبَّلَهُ وَقَالَ: يَا بُنَيَّ لَا وَجَّهْتُكَ بَعْدَ هَذَا فِي شَيْءٍ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تُغْتَالَ فَتُقْتَل »(4). توضيح: «قوله(ع): فِي إِبِلٍ قَدْ نَدَّتْ لَهُ ، أي نفرت وذهبت على وجهها شاردة. وقوله(ع): أَتُهْلِكُ آلَكَ ، أي أتُهلك مَن جعلته أهلك، ووعدت أنّه سيصير نبيّاً، ثمّ تفطّن بإمكان البداء فقال: إن تفعل فأمر آخر بدا لك فيه، فظهر أنّه كان قائلاً بالبداء. والاغتيال: هو أن يُخدع ويُقتل في موضع لا يراه أحد»(5).