قال الملك وهو يرى المشهد: صدقت أيها الوزير.. الطبع يغلب التطبع.. دربنا هذه القطط عدة شهور ونسيت كل ما تدربت عليه في ثانية.. ثم ضحك وهو يقول "شرُّ البليِّة ما يُضحك". وللشعراء والحكماء رأيان حول الموضوع، أحدهما يرى أن التربية والتوجيه والتطبيع هي التي تصنع الإنسان بعاداته وأخلاقه. الطبع يغلب التطبع بالانجليزي. يقول الشاعر: (وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوَّده أبوه) ويقول الأبرش: (والابن ينشأ على ما كان والده إنَّ العروق عليها ينبت الشجر) وهذا البيت يحتمل معنيين. وهناك البيت المشهور: إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل الدار كُلِّهمُ الرقصُ ويقول المثل الشعبي (لولا المُربِّي ما عرفتُ ربي). لويحان وهناك مثل آخر: (الفرس من خيَّالها، والمرة من رجَّالها) و(من شبّ على شيء شاب عليه) بمعنى أن من عوده أهله وهو صغير على عادات معينة شب عليها فإنه يشيب وهي معه، وما التربية إلا تكوين العادات الحسنة. وعلماء الوراثة والنفس يرون أن للوراثة دوراً يوازي ٣٠٪ من سلوك الإنسان والباقي للتربية على وجه التقريب وبشكل عام، مع وجود الشذوذ، فقد نجد شقيقين تلقيا نفس التربية وطباعهما مختلفة اختلاف الشرق عن الغرب، ولعل ذلك يعود لاختلاف ما ورثه كل شقيق عن الآخر، فالعرق دساس، وقد يكون بعيداً.
أضف تعليق لن يتم نشر البريد الالكترونى الخاص بك ألتعليق ألاسم ألبريد ألالكترونى احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
أقرأ التالي أكتوبر 29, 2021 اقتباسات عن الغاية أكتوبر 28, 2021 حكم رائعة عن السرور أكتوبر 28, 2021 اقتباسات عن أصحاب المصالح أكتوبر 28, 2021 حكم وأقوال عن النقد أكتوبر 28, 2021 اقتباسات عن الغناء أكتوبر 28, 2021 أقوال العظماء عن الغربة أكتوبر 28, 2021 اقتباسات عن الشيء الجديد أكتوبر 27, 2021 أقوال العظماء عن التقوى أكتوبر 27, 2021 حكم وأقوال عن الفراغ أكتوبر 27, 2021 اقتباسات عن الأمر الكبير
قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ وَرَسُولُهُ. [1] ومن ناحية أخرى نجد قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ»" [2] ". الطبع يغلب التطبع | مجلة سيدتي. وعلى هذا قيقال إنما الخلق بالتخلق، والطبع بالتطبع، وهذا القول يشير إلى الجانب المكتسب للطبع من خلال مداومة الإنسان على اكتساب العادة. يقول الإمام الغزالي: "إن الخَلق والخُلق عبارتان مستعملتان معا، يقال: فلان حسن الخَلق والخُلق أي حسن الظاهر والباطن فيراد بالخَلق الصورة الظاهرة ويراد بالخُلق الصورة الباطنة، وذلك لأن الإنسان مركب من جسد مدرك بالبصر ومن روح ونفس مدركة بالبصيرة، ولكل منهما هيئة وصورة، إما قبيحة أو جميلة. فالنفس المدركة بالبصيرة أعظم قدرا من الجسد المدرك بالبصر، ولذلك عظم الله أمرها بإضافتها إليه إذ قال تعالى: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر: 29] فنبه على أن الجسد منسوب إلى الطين، والروح من رب العالمين. والمراد بالروح والنفس في هذا المقام واحد، فالخلق عبارة عن هيئة في النفس راسخة عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية. "
الرابعة: هو الإنسان الشرير أي هو الذي يكون مع وقوع نشوءه على الاعتقاد الفاسد وتربيته على العمل به يرى فضله في كثرة الشر وهلاك النفوس، ويتباهى به ويظن أن ذلك يرفع من قدره، وهذا أصعب المراتب. فالله إذا أراد بعبد خيرا بصره بعيوب نفسه، فمن كانت بصيرته نافذة لم تخف عليه عيوبه، فإذا عرف العيوب أمكنه العلاج، ولكن أكثر الناس جاهلون بعيوبهم، يرى أحدهم القذى في عين أخيه ولا يرى الجدع في عين نفسه. طرق معالجة الهوى وتغيير الأخلاق إن الأخلاق الفاضلة إن لم تكن بالطبع والسجية فهي قابلة لأن تصبح صفة لازمة للنفس بالتعلم والاعتياد والتكلف الاختياري ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم) وهذا يحتاج إلى تدرب وممارسة، وقبله صحبة ذوي الأخلاق العالية، وملازمة ذوي الآداب النبيلة كما قال أحد العارفين: (اصحب أرباب القلوب يصير لك قلبا)، بهذا تتقوى الفضيلة شيئا فشيئا إلى أن تصبح جبلة وصفة لازمة للمرء.