النقاش السلبي الهدام الذي لا يبني شيئا لا بل يحاول هدم كل شي ويحاول الاساءه الى كل شيء لا حاجة له - كم من شخص يعتقد انه متعلم ومثقف ودارس وحاصل على شهادات علميه عليا وهو في حقيقته جاهل لأنه لا يريد حوار ايجابيا تكون نتيجته البناء بل ان كل اهدافه تصب في بوتقه واحده وهي الهدم فقط. كم من متعلم جاهل لأنه ابتعد عن المنطق والحقائق والتفكير الايجابي... الشافعي - قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم إنَّ الجوابَ لبابِ... - حكم. إن الجاهل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم ولا يريد ان يتعلم - لا تناقش جاهلاً او غبيا في أي موضوع كان ولا تعطه فرصة ليبدأ النقاش معك. فمهما ناقشت الجاهل والغبي أو حاورته فلن يقتنع بأمور هو يجهلها او انه لا يريد ان يعرفها. إياك ومناقشته فإن فعلت فسوف تكون قد ارتكبت خطيئه بحق نفسك ولن يسامحك ضميرك عليها ابدا وسيحاسبك ضميرك على انزال مستواك الى مستواه.
"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن.. الآية". وإن كانت بباطل أو على باطل أو بهدف سيئ فهي مذمومة. "ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا.. بعض من يجادل هدفه الرئيس إثبات قدراته وتعويض نقص نفسي يعانيه وكأنه لا يشق له غبار في الثقافة والعلم، وما علم أن "لا أدري" هي دليل قوة وثقة في النفس وليست دليل ضعف وعجز. العفو والصفح في واحة الشعر - طريق الإسلام. "ومن كان يهوى أن يرى متصدرا ـ ويكره لا أدري أصيبت مقاتله". لا يترك الجدال العقيم إلا من كان قويا واثقا من نفسه لأنه ليس بين الانتصار للنفس والانتصار للحق إلا خيط رفيع لا يدركه إلا العقلاء.
وأجاد من قال: مهلًا سُليمَى أقلِّي اللوم أو فلُمِي مَن أقعدته صروفُ الدَّهر لم يقمِ حظِّي يقصر بي عن كلِّ مكرُمةٍ ولا تقصر بي عن نيلها هممِي سألزم الصمت ما دام الزمان كذا وأمنع الدهرَ مِن نطق اللسان فَمِي إن لامني لائمٌ في الصَّمت قلتُ له حبسُ الفتى نطقَه حرزٌ من الندمِ [2316] ((حسن السمت في الصمت)) للسيوطي (ص 118). وقال أبو جعفر القرشي: استرِ العِيَّ [2317] الجهل. ما استطعتَ بصمت إنَّ في الصَّمت راحة للصَّمُوتِ واجعلِ الصَّمت إن عَيِيت جوابًا ربَّ قولٍ جوابُه في السُّكوتِ [2318] ((الصمت)) لابن أبي الدنيا (ص 300)، ((الظرف والظرفاء)) للوشاء (ص 7). قالوا سكت وقد خوصمت قلت. وقال آخر: إن كان يعجبك السُّكوت فإنَّه قد كان يُعجبُ قبلك الأخيارَ ولئن ندمتُ على سكوتٍ مرةً فلقد ندمتُ على الكلام مِرارا إنَّ السُّكوت سلامةٌ ولربَّما زرع الكلام عداوة وضرارا وإذا تقرَّب خاسر مِن خاسر زادَا بذاك خسارةً وتَبارا [2319] ((حسن السمت في الصمت)) للسيوطي (ص 115). وأنشد الأبرش: ما ذلَّ ذو صمت وما مِن مُكثرٍ إلَّا يَزلُّ وما يُعاب صَمُوتُ إن كان مَنطقُ ناطقٍ مِن فضَّةٍ فالصَّمت دُرٌّ زانه الياقوتُ [2320] ((روضة العقلاء)) للدارمي (ص 44).
أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ (150-204هـ / 767-820م) هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء. وإضافةً إلى العلوم الدينية، كان الشافعي فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً.