كان قوم عاد يعبدون الأصنام، وكانوا هم أول من عبد الأصنام بعد قوم نوح -عليه السلام- وكانوا شديدي البنية، طوال الهيئة، وكانوا ينحتون من الجبال بيوتًا؛ للتفاخر على الأقوام المجاورة، فأرسل الله هود عليه السلام إليهم ليدعوهم إلى عبادة الله، وترك عبادة الأصنام، ولكنهم رفضوا واستهزأوا به وتحدّوه؛ فكانت النتيجة أن أرسل الله عليه رياحًا شديدة دامت سبع ليالٍ وثمانية أيام حسومًا، فأبيدوا على آخرهم، ولم يبقَ منهم إلا مساكنهم. يتحدث هذا المقال عن قوم عاد، ويشتمل على: من هم قوم عاد؟ نسب قوم عاد. نبي قوم عاد. ذكر قوم عاد في القرآن الكريم. قصة قوم عاد. صفات قوم عاد. أجسام قوم عاد. موقف قوم عاد من نبيهم. طول قوم عاد. من كان نبي قوم عاد - إسألنا. مساكن قوم عاد. عبادات قوم عاد. آثار قوم عاد. قوم عاد والأهرامات. جثث قوم عاد وثمود. كيف كان هلاك قوم عاد؟ من هم قوم عاد؟ كان قوم عاد يسكنون بين عمان وحضرموت بالأحقاف، وقيل أنهم سكنوا الجزيرة العربية؛ فقد كانوا من العرب، كما أنهم كانوا أول من اتخذ الأصنام إلهًا لهم بعد قوم نوح، وكانوا أطول أهل زمانهم أبدانًا، وأعظمهم خلقًا، وأشدهم بطشًا؛ فكانت منازلهم ذات بنيان شاهق وأعمدة ضخمة، ولكنهم فعلوا كل ذلك عبثًا؛ لإظهار قوتهم للغير لا للسكن بها.
الاكتشافات الحديثة وضحت بأن مدينة إرم التي سكنها قوم عاد كانت فريدة لا مثيل لها في الحضارة حيث كان يوجد بها العيون والأنهار المتدفقة والبساتين الخضراء وكأنها قطعة جنة في وسط صحراء. مدينة إرم اكتشف بأنها كان يملأها الحصون والقصور الفخمة ولكن تم دفنها بسبب العاصفة القوية التي أنزلها الله عليهم. [1] دعوة نبي الله هود لقوم عاد قوم عاد كانوا يعبدون الأصنام بعد أن طهر الله عز الأرض من قوم نوح، حيث كان قوم عاد يتوسلون إليها في حاجاتهم ويطلبون منها الرضا، فأرسل إليهم الموالي عز وجل هود رسولًا، يدعوهم لعبادته وتوحيده سبحانه وتعالى، وقد اختاره عز وجل لأن هود أحسنهم أخلاقًا، ولكن قوم عاد قابلوا دعوته بالإساءة وتكذيب دعوته ولكنه كان يدعوهم بالحسنة ولكنهم أصروا على عنادهم وكفرهم.
ذات صلة أين كان يسكن قوم عاد من هم قوم عاد وثمود موطن عاد قوم النبي هود سكن قوم عاد في الجزيرة العربيّة جهة الجنوب، [١] وهي المنطقة الواقعة بين جنوب السعوديّة وحضرموت في اليمن، وقد استدلّ العلماء من خلال الحفريّات التي قاموا بها على وجود حضارة ذات قصور عظيمة شاهقة، وجبال منحوتة صُنعت منها هذه القصور. [٢] وفي القرآن الكريم جاء الرّبط بين عاد وبين إرم ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد ، وقام المفسّرون بتفسيرها على عدة وجوه؛ فمنهم من قال إرم هي مدينة عظيمة بمصر، أو بدمشق، ومنهم من قال هي قبيلة قويّة، وكان ابن خلدون أحد الذين قالوا بالقول الثّاني. من نبي قوم عبد الله. [٣] موطن ثمود قوم النبي صالح سكن قوم النبيّ صالح -عليه السّلام- في الجهة الشماليّة من الجزيرة العربيّة، ولم تزل آثار مساكنهم باقيةً من بعدهم حتى الآن، وكان أهل مكة يمرّون عليها حين يتوجّهون إلى الشّام من أجل التّجارة. [٤] وقد اتّفق علماء التاريخ على مكان سُكناهم، ورُوي أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مرّ وأصحابه من عند آثار مساكنهم لكنّه نهى أصحابه عن دخولها، وعلة ذلك إما لكفرهم، أو أنّه خاف أن تكون عيون الماء في مكانهم مسمومة بهدف إيقاع المسلمين.
قصة قوم عاد كان قوم عاد يعبدون الأوثان، وكانوا يتخذون من الجبال بيوتًا؛ فكانت مساكنهم ذات ارتفاع شاهق، وأخذوا يبنون بيتًا تلو بيت؛ لإظهار قوتهم إلى غيرهم، ولكن جاء هود -عليه السلام- واستنكر ما يفعلونه، فأخذ يدعوهم إلى عبادة الله، وأن يكفوا عن بناء البيوت؛ لأن ذلك يجهد البدن بما لا يجدي نفعًا، ويضيع الوقت، وهو مظهر الرياء والعجب في زمانهم، وذكّرهم بنعم الله عليهم، ولكنهم قابلوه بالنكران والجحود، واتهموه بالجنون، وقالوا له فأتنا بما تعدنا. نتيجة لذلك، أمسك الله عز وجل عنهم القطر، وأجدبت الأرض، ثم أرسل إليهم سحابة حينما رأوها من بعيد استبشروا، ولكنها كانت رياحًا قوية، وباردة، وشديدة، تحمل شخصًا منهم ثم يقع على رأسه؛ فينقطع، وأصبحوا بلا رؤوس حتى بيدوا على آخرهم، وسُلّطت هذه الرياح عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسومًا، فلم يبقَ منهم إلا مساكنهم؛ ليكونوا عبرة لمن بعدهم. صفات قوم عاد الطول الشاهق. الكِبر والغرور. قسوة القلب. الهيئة الجسمانية القوية. التجبر على خلق الله. شدة الانتقام. ضخام الهيئة. كانوا يبنون مساكن شاهقة الارتفاع؛ لإرضاء غرورهم. أجسام قوم عاد تميز قوم عاد بالهيئة القوية، فإذا جاء أحدهم بصخرة وألقاها على حي فسيُهلك، ولقد كانوا يبنون المساكن في ارتفاع شاهق؛ لهوًا، وتفاخرًا بقوتهم، وهذا ما استنكره عليهم هود -عليه السلام- فقال لهم: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(131)} [الشعراء: 128:131].