من هو ذو القرنين ؟ سؤال حير الكثير من المؤرخين و الباحثين ، و خرجوا بعدة نظريات عن حقيقة شخصية ذو القرنين ، ومن أي بلد هو ، و هل كان ملكاً صالحاً من ملوك الأرض فقط ، أم نبياً مرسلاً ، و قد اختلفت الآراء حول هذا الأمر و خرج الباحثون وأهل التحقيق فيها بأقوال عديدة ة نظريات مختلفة. من هو ذو القرنين. ذو القرنين في القرآن الكريم ورد ذكر ذو القرنين في القرآن الكريم ، في سورة الكهف ، يقول الله تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا) ، و بين الله أنه كان رجلاً مؤمنأً موحداً ، و كان ملكاً مطاعاً عظيماً ، و قد آتاه الله ملكاً عظيماً ، بلغ مشارق الأرض و مغاربها ، يقول الله تعالى ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا).
[٩] [١٠] المراجع ↑ سورة الكهف، آية: 83. ↑ "ذو القرنين القائد" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2018. بتصرّف. ↑ سورة الكهف، آية: 88. ↑ سورة الكهف، آية: 84. ↑ ابن كثير القرشي البصري (1424هـ / 2003م)، البداية والنهاية (الطبعة الأولى)، الرياض: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، صفحة 538،539، جزء 2. بتصرّف. ↑ سورة الكهف، آية: 86. ↑ سورة الكهف، آية: 90. ↑ سورة الكهف، آية: 94. ↑ سورة الكهف، آية: 98. ↑ "دراسة سردية لقصة ذي القرنين" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2018. بتصرّف.
وذكر ابن كثير رحمه الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا، فيعودون إليه كأشد ماكان حتى إذا بلغ مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس، حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله، فيعودون إليه كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فيُنشفون المياه، ويتحصن الناس منهم في حصونهم.. )) الحديث. وفي ذلك يقول الله جل وعلا: ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴾ أي فإذا جاء الوعد الحق ساواه بالأرض. أسأل الله جل وعلا أن يبارك لي ولكم في القرآن العظيم وأن ينفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول....... الخطبة الثانية الحمد لله على إحسانه..... أما بعد: فاتقوا الله عباد الله. أيها المسلمون: إن في هذه القصة درس عظيم ومنهج قويم رسمه ذو القرنين لمن يأتي بعده: لقد أعطى الله ذي القرنين أسباباً عظيمة من التمكين، والحكم، والفتح، والبناء، والعمران، وغيرها، ومع ذلك فإن الله جل وعلا يقول: ﴿ فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴾ أي: أنه قد أحسن استغلال ما أعطاه الله، واستعان به على نشر الخير وإقامة العدل، ﴿ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ﴾.
أعلن أن للظالمين العذاب والعقاب الدنيوي، ثم يُردون إلى ربهم فيعذبهم عذابا شديدا، أما المؤمنون الصالحون فلهم الجزاء الحسن، والمعاملة الطيبة، والتكريم والتيسير، وفي الآخرة جزاؤهم الجنة. بعد ذلك عاد ذو القرنين من رحلة المغرب مشرِّقا حيث قال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴾ قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: سلك طريقاً فسار من مغرب الشمس إلى مطلعها، قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ﴾. أي ليس لهم بناء يُكِنُّهم، ولا أشجار تظلهم وتسترهم من حر الشمس، قال سعيد بن جبير: كانوا حمرا قصارا مساكنهم الغيران، أكثر معيشتهم من السمك. ثم أخبر جل وعلا أن ذي القرنين سلك طريقا من مشارق الأرض حتى بلغ جبلين متناوحين بينهما ثغرة يخرج منها يأجوج ومأجوج على بلاد الترك فيعيثون فيها فسادا، ويهلكون الحرث والنسل، ويأجوج ومأجوج من سلالة آدم عليه السلام كما ثبت في الصحيحين، فقال جل وعلا: ﴿ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴾ وذلك لاستعجام كلامهم وبعدهم عن الناس.
[٢] بعض المعلومات حول ذي القرنين وردت العديد من المعلومات حول ذو القرنين ، ولعل أهمها ما يلي: [٣] بلغ ذو القرنين مشارق الأرض ومغاربها، وتملّك عدة أقاليم من أقاليم الأرض، وقهر أهلها، وعدل بين جميع الناس، حتّى أُطلق عليه ملك من الملوك العادلين، وقيل عنه أنَّه كان نبياً. حرص على تولية مقدمة جيوشه إلى الخَضِر عليه السلام، وكان يشاوره في كثير من الأمور. أسلم ذو القرنين على يد نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام، وطاف مع أنبياء الله إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام حول الكعبة المشرفة. سُمي ذو القرنين بهذه التسمية؛ وذلك لأنَّه استطاع تملك أماكن عديدة من مشارق الأرض ومغاربها، أي أنَّه بلغ قرني الشمس من الشرق والغرب، وعليه كانت التسميّة. طبيعة حكم ذي القرنين أظهر الله في محكم تنزيله أنَّ ذا القرنين كان من أحسن الملوك الذين أقاموا دولتهم على مفاهيم حضاريّة، وجُعلت سيرته من أروع السير التي تقود إلى الحكم العادل، وأرشد القرآن الكريم عباده إلى ركائز الحضارة الربانيّة التي تعتمد على شريعة الله في تحكيم العباد، ولعلّ أهم هذه الركائز: العدل، والعمل، والإيمان، ومن الجدير ذكره أنَّ ذا القرنين بنى حضارة ربانيّة معتمدة كل الاعتماد على الإيمان، والعلم، والعمل، والإصلاح، واستطاع تخليص العباد من حكم الطواغية، ومن الكفر، والشرك، كما حرص ذو القرنين على على تربية جنوده تربية صالحة وسليمة.
ويخطئ الكاتب حين يقول عن سد ذي القرنين بأنه سد، بل هو ردم. أقول ورد في القاموس المحيط أن الردم بمعنى السد بل هو أعظم، لأن القوم لما طلبوا من ذي القرنين أن يقيم سداً يمنع عنهم يأجوج ومأجوج قال: ﴿ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴾ [الكهف: 95] ثم طلب منهم المساعدة في تحضير ما يلزم من الحديد والنحاس المذاب.. وليس في صفات سور الصين الذي رشحه المؤلف ما يطابق صفات ردم ذي القرنين.